الصحف المصرية

اهتم كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم /الجمعة/ بعدد من الموضوعات، جاء على رأسها مشروع المحور الجديد لقناة السويس، وتطرق البعض لما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي من عمليات إرهابية في العراق.

فمن جانبه.. أكد الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" في جريدة الأخبار .. بأنه لا يجب أن يمر الحدث الكبير الذي شهدته مصر منذ أيام، بإطلاق إشارة البدء لإنشاء المحور الجديد لقناة السويس، ليكون باكورة المشروعات القومية الضخمة التي تقوم مصر بتنفيذها، في إطار خطتها للتنمية الشاملة سعيا لبناء الدولة الحديثة، دون أن نذكر مجموعة البيانات والأرقام المرتبطة والمبينة لتاريخ قناة السويس وأهميتها بالنسبة لمصر والعالم.

ورأى الكاتب أن فكرة ربط البحرين الأبيض والأحمر لم تكن جديدة بالنسبة لمصر والمصريين، بل هي من الأفكار القديمة التي راودت الفراعنة منذ زمن طويل، وذلك لإدراكهم لأهميتها بالنسبة للتجارة والانتقال مع البلاد الأخرى، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أنهم فكروا أيضا في إقامة قناة تربط بين نهر النيل وبين البحر الأحمر، وتبلورت هذه الأفكار إلى خطط جغرافية وهندسية في زمن الملك سنوسرت الثالث عام ١٨٧٤ قبل الميلاد.

ولفت إلى أنه تم تجديد هذه الأفكار مرة أخرى بعد الفتح الإسلامي لمصر، وشرع عمرو بن العاص بالفعل بعد أن استقر له الأمر في مصر بإعادة شق القناة الموصلة بين النيل والبحر الأحمر خلال ولاية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وسميت "قناة أمير المؤمنين".
وأوضح الكاتب أنه بعد مئات السنين وخلال حكم محمد علي باشا لمصر، عرض عليه القنصل الفرنسي في مصر ومعه نائبه فرديناند ديليسبس إقامة قناة تربط البحرين الأبيض والأحمر ، ولكنه رفض خوفا من أن تكون بابا لتدخل الدول الأجنبية في مصر، وبعد موت محمد علي وتولي الخديوي سعيد حكم البلاد عرض عليه ديليسبس مرة أخري إقامة القناة وأقنعه بها، وتم البدء في الحفر وتم الانتهاء من إقامة القناة بعد موت الخديوي سعيد وتولي الخديوي إسماعيل حكم مصر، وقد تم افتتاح القناة في عهد الخديوي إسماعيل في حفل ضخم حضره ملوك ورؤساء الدول في ١٧ نوفمبر ١٨٦٩، وأغلقت القناة في العدوان الإسرائيلي على مصر عام١٩٦٧ ولمدة 8 أعوام كاملة، وظلت مغلقة حتى أعاد الرئيس أنور السادات افتتاحها أمام الملاحة العالمية في ٥ يونيو عام ١٩٧٥ بعد نصر أكتوبر بثلاث سنوات، ثم في ٥ أغسطس ٢٠١٤ أعطي الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء لإنشاء محور القناة، وحفر القناة الجديدة.

ومن جهته، رأى الكاتب محمد عبد الهادي علام في مقاله بصحيفة الأهرام تحت عنوان "الاستقلال الوطني والأمن القومي" أن ما شهدته مدينة الإسماعيلية يوم الثلاثاء الماضي من إطلاق لمشروع تنمية منطقة قناة السويس ليس مجرد عملية إطلاق لمشروع عملاق..فرسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي "إننا سنبنى وسنبنى ونشق الطريق إلى المستقبل وأن نقطة الانطلاق مشروع كبير يفتح أبواب الاستثمار الداخلي والخارجي بلا حدود ويزيد من حصة قناة السويس في التجارة الدولية ويضع مصر في بؤرة اهتمام المستثمرين الدوليين في نقلة نوعية غير عادية تمثل ميلادا جديدا للقناة والمنطقة المحيطة بها".

وقال الكاتب إن "مشروع تنمية قناة السويس تأخر كثيرا عن موعده مقارنة بما جرى في مناطق أخرى من العالم نجحت في الاستفادة من إمكانيات وميزات ما يطلق عليه (الممرات المائية) في إحداث نقلات صناعية وتجارية واستثمارية، فكان الأجدر بمصر وهى التي تتوسط خريطة العالم أن تفكر بشكل مختلف، وأن تسبق الكل في إقامة منطقة متكاملة للتجارة والصناعة والخدمات".

وأشار إلى أن تمويل تلك المشروعات ليس تحديا سهلا ولكنه يخضع لحسابات كثيرة، سواء كانت حسابات دول كبرى أو مؤسسات تمويل عالمية، وقدرة الحكومة المصرية على إدارة الوصول إلى صيغ أفضل لتمويل المشروعات الجديدة هي أحد معايير النجاح أو الفشل وبالقطع التمويل، عن طريق الاكتتاب العام وشراء المصريين للأسهم والسندات سيكون عونا كبيرا لصانع القرار والحكومة لتخفيف الضغوط الخارجية الخاصة بالتمويل وهناك من التاريخ القريب أمثلة عديدة ومنها بالقطع ما جرى قبل مائة وخمسين عاما عندما شرعت مصر في البدء في مشروع حفر القناة.

وأضاف أن "مسألة استقلال القرار الوطني تمثل حجر الزاوية في النظام السياسي الجديد انطلاقا من مطالب وأهداف ثورة 30 يونيو وهو ما يعنى وجود تبعات، وربما عواقب، عند بعض المنحنيات التاريخية التي تدق أجراس الخطر في عواصم كبرى خشية استكمال مصر لمشروعات كبرى تخلصها من تبعية الماضي وتجعلها أكثر استقلالية في خياراتها للمستقبل".

وتابع "على قدر التحدي في الظروف الراهنة .. على قدر ما يستوجب على القوى الوطنية أن تدعم الخطوات العملية للمضي في المشروع العملاق الأول ويليه مشروعات أخرى تستكمل إطارا أوسع للتحديث والتطوير ونقلة نوعية في بنيان أكثر رسوخا للأجيال القادمة..فنحن أمام اختبار للقوى السياسية والأحزاب والمجتمع المدني التي تحتاج إلى صيغ جديدة للعمل في الشارع المصري تترفع فيها عن مزايدات الماضي، فالقضية أكبر بكثير من أحلام اقتناص بضعة مقاعد في البرلمان أو حتى الرغبة في إظهار الاقتراب من دوائر صناعة القرار، فالعمل الوطني اليوم هو التعامل بجدية مع التحديات المقبلة وكيفية تعظيم المكاسب من المشروعات الكبرى الجديدة".

واختتم مقاله قائلا إنه "في ظل المشهد السابق، نعلم أن مشروعا وطنيا عملاقا مثل مشروع تنمية منطقة قناة السويس وشق قناة جديدة لا يمكن أن يولد بمعزل عن تلك الظروف والملابسات المتشابكة والطموحات الإقليمية لدى البعض ولكن مصر بما تملكه من مقومات وشعب وجيش لا تلين عزيمته في أوقات الشدائد والتحدي قادرة على رسم طريق مختلف لمسار التقدم والتحديث وأن تسرى روح جديدة في أوصال مجتمعها وشبابها".

وفى سياق آخر، قال الكاتب جلال دويدار في مقاله "خواطر" بجريدة الأخبار تحت عنوان "داعش استكمال لمخطط التآمر 2" .. "لم يعد خافيا أن ما تقوم به داعش ومعها التنظيمات الأخري المشابهة هو حلقة من حلقات المخطط الأمريكي لتدمير العالمين العربي والإسلامي.. وتواصلا مع هذا المخطط فإن أجهزة المخابرات الأمريكية كانت وراء استغلال مشاعر الغضب السائدة في بعض الدول العربية نتيجة سوء الأوضاع السياسية والمعيشية، وجري ذلك من خلال عمليات السطو على ثورات هذه الشعوب وتسخير الأذناب والعملاء للتسلط عليها والدفع بها إلي الصراع والتقاتل ونشر الفوضي وعدم الاستقرار".

ورأى الكاتب أن "كل الدلائل تشير إلى أن التنظيمات التي تمارس الأعمال الإرهابية في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان ومصر هي صناعة أمريكية، وانطلاقا من هذه الحقيقة خرجت داعش من رحم الفتنة الطائفية التي أشعلها الاحتلال الأمريكي بالعراق وأتاح لها امتداد نشاطها إلي سوريا من خلال الدعم المباشر والرعاية التركية".

وأضاف أن "أمريكا ووفقا لمجريات التاريخ لا تؤمن بأن يكون لها صديق.. فلا مانع من الزج بهذا التنظيم الإرهابي للصراع مع الأكراد حلفائها في شمال العراق.. وعلى ضوء ما يجري فإن الأحداث تكشف أن تنظيم داعش التتاري ما هو إلا ذنب من أذناب الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مخططها لتدمير العالمين العربي والإسلامي مثلما كان تنظيم القاعدة قبل الانقلاب عليه".

ومن جانبه .. رأى الدكتور عمار علي حسن في مقاله بجريدة المصري اليوم تحت عنوان "التفكير الديني المريض" .. أنه لا يمكن مواجهة التفكير الديني للجماعات والتنظيمات المتشددة والمتطرفة والتكفيرية والإرهابية إلا بكشف لعبتهم الخبيثة في توظيف القرآن الكريم والحديث الشريف وما يلحق بهما من آراء فقهية وتفسير وتأريخ في خدمة أهدافهم، التي حددوها سلفا ثم بحثوا عن أسانيد شرعية لها.

وأضاف أن "هذا الأمر لا يقف عند حدود القضايا الكبرى المرتبطة بالسلطة والحكم والتشريع وإدارة الاختلاف، بل يصل إلى تفاصيل الحياة اليومية، ويؤثر سلبا على مصالح ومواقف بسطاء الناس".

وتابع "لأن المتطرفين جربوا هذه اللعبة وجلبت لهم منافع جمة، فقد مدوها إلى أقصى حد، وبها أمسكوا كل شيء في أيديهم، وأعطوا أنفسهم حق الفصل في مصير الكل، ليس في الدنيا فحسب، بل في الآخرة أيضا.

وأكد الكاتب إنه إذا قام أحد في وجههم وأراد أن يبين لهم أن ما يفعلونه لا يقره دين ولا عقل ولا أخلاق، تجهموا في وجهه، وأمطروه بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وآراء فقهية، ثم جروها إلى الحكم الذي أصدروه مسبقا، أو الرأي الذي تعصبوا له، معتمدين على أن عوام الناس سيكونون معهم حين يسمعون الآيات.

واختتم مقاله بالقول "إننا لا يمكننا مواجهتهم بقوة إلا بتفكيك هذه اللعبة وتجريدها من كل آثارها، وإلا سندور معهم دوما في حلقة مفرغة".