أبوظبي _ مصر اليوم
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بالتدخلات الاقليمية والدولية في أوضاع المنطقة إضافة إلى الوضع الكارثي المأساوي في شرقي مدينة حلب السورية التي عانت الحصار و الدمار والخراب والتهجير.
وتحت عنوان " أطماع اقليمية " قالت صحيفة البيان ان اوضاع المنطقة تثبت يوماً بعد يوم أن التدخلات الإقليمية والدولية هي السبب الأساس في تدهور الأوضاع فيها خصوصاً حين نرى أطماع الدول الإقليمية وتدخل عواصم عالمية في شؤون هذه المنطقة دون أي قدرة على صد هذه التدخلات.
ولفتت الصحيفة الى ان الظروف أثبتت أن العامل الخارجي يلعب دوراً في إذكاء الصراعات في العالم العربي وندر ألا نجد يداً خارجية وراء أي حادث إرهابي أو صراع على السلطة أو وراء مواجهة بين مكونات أي بلد أو بين أي بلدين من دول هذه المنطقة وهذا يثبت أن أطماع دول الإقليم ومن يرعاها من دول كبرى أطماع لا تتوقف إزاء ثروات المنطقة ورغبة بتشظيتها وإعادة صياغتها.
و أكدت انه آن الأوان أن تقف كل المنطقة وقفة واضحة من أجل صد التدخلات الإقليمية وما خلفها من خيوط دولية وبدون ذلك تكون كل المنطقة مهددة في ظل إصرار بعض العواصم الإقليمية على التمدد في العالم العربي والأمر هنا ليس حكراً على طرف إقليمي دون آخر بل تكاد الأطراف الإقليمية تتساوى في رغباتها الاستعمارية المبطنة من أجل خلخلة هذه المنطقة والسيطرة عليها.
وشددت صحيفة البيان في ختام افتتاحيتها على ان العالم العربي خبر غزوات وموجات كثيرة على مدى التاريخ وهو ذاته الذي كان قادراً على صد كل هذه المحاولات من أجل تغيير هوية المنطقة وسيبقى كذلك.
ومن جانبها قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان "عذرا حلب" ..عذراً يا شهباء.. يا مدينة لم تنم منذ أربع سنوات كان نهارها وليلها أزيز طائرات وصفير قذائف وصواريخ وموتاً ودماراً وأشلاء.. وعندما خرجت إلى الضوء فوجئت بما حل بها وكأنها عادت إلى القرن الثاني عشر.. وتذكرت الغزو المغولي لها حينما دمر تيمورلنك أسواقها ومساجدها وحواريها واستباح المدينة بكاملها وذبح الآلاف من أهلها وبنى فيها تلة من عشرين ألف جمجمة.
ومضت الصحيفة تقول عذراً خالد بن الوليد الذي دخل المدينة عام 637 م لتكون جزءاً من الدولة الأموية ثم العباسية وصارت حاضرة عربية شامخة..عذراً سيف الدولة الحمداني، الذي صارت حلب في عهده عنوان عصر ذهبي وقلعة تدافع عن العالم الإسلامي في وجه المد البيزنطي..عذراً يا مدينة أبي فراس وحمامته التي كانت تنوح وهو في الأسر، وكأنها تنوح مجدداً على أهلها اليوم. عذراً أبا فراس وكأنك عندما قلت "يا للرجال أما للحق من منتصر.. من الطغاة وما للدين من منتقم" كأنك كنت ترى بعيني زرقاء اليمامة ما سيحل بحلب بعد 1084 سنة.
ولفت الصحيفة الى ان التاريخ سوف يروي مجدداً كيف تناوب الجلادون على مدى أكثر من أربع سنوات على انتهاك عفة وطهارة حلب ودمروا حضارتها وأسواقها وقلعتها التي تروي ماضيها المجيد وكيف حولوا مسجدها الأموي الذي تحمل حجارته بصمات رسولية إلى أنقاض ودمروا مآذنه وسرقوا مكتبته التي تضم 37 ألف كتاب ومخطوطة نادرة إضافة إلى منبر صلاح الدين الأيوبي الأثري.
وقالت صحيفة الخليج في اختتام افتتاحيتها عذراً حلب.. بأطفالها ونسائها وكهولها، عذراً للدم الذي أريق على جنباتك ولآلاف المشردين والثكالى واليتامى.. لقد كنا شهوداً فقط على ما حل بك من دمار وطغيان ودم.
اما صحيفة الوطن فقالت بافتتاحيتها بعنوان "دموع أهل حلب " ان من يرى الخارجين من حلب الشرقية يعي جيداً كيف يبدو حتى الأطفال وقد كبروا كثيراً عن سنهم بعد أن حرمتهم الحرب والقصف والحصار من مقومات أعمارهم الواجبة وأمام جمود عالمي تابع الجميع بأسى الخارجين من جحيم الموت إلى مأساة النزوح رجال التقطت كاميرات المراسلين صورهم وهم ينتحبون ويرتجفون لوعة وحزناً وقهراً وظلماً وجوعاً كلماتهم كانت تحاول التعبير عن مأساة هم أنفسهم مصابون بالصدمة من هول ما عانوه وعايشوه والتجربة المريرة التي لم يكن يتصور أحد أن تحصل بهذه الطريقة وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.
اضافت ان حلب حزينة وجريحة لدرجة العجز تلك المدينة التي تحتكر الكثير من التاريخ وآلاف السنين من الحضارة حوصرت وجوّعت وقصفت ودمرت مناطق واسعة فيها و كان الأمل عليها كبير صمدت وثبتت وقاومت وتحملت الكثير لكنها في النهاية واحدة من آلاف المدن والبلدات والقرى السورية التي كان الرد على مطالب أهلها المشروعة ما تابعه العالم وما جرى لها.
ولفت الى ان النظام وداعموه سواء دول أو مليشيات يعتبرون فرض السيطرة العسكرية على أنقاض أحياء بالقوة مرحلة فاصلة وليس بعيداً عن ذلك محللون كثر يعتبرون أن حلب وما يترتب على نتائج الأحداث فيها أمر مفصلي لكن الواقع مغاير تماماً فحلب رغم نتيجتها المأساوية لكنها جولة في صراع وانتفاضة شعب خرج بشكل سلمي للمطالبة بحقوقه وحقه في الحياة بكرامة ودون خوف ولن تكون النتيجة اليوم حاسمة لتوجهات الملايين من الشعب السوري وصبرهم وثباتهم رغم جلل الكارثة التي يعيشونها والتي دفع ثمنها ملايين السوريين قتلا وإصابات وتشوهات وتهجيرا ونزوحا وألما ومعاناة.
واكدت صحيفة الوطن فى ختام افتتاحيتها أن الحل السياسي في سوريا لابديل عنه وهو أمر واجب أكثر من أي وقت مضى ليتم إخراجه وفق قرارات "جنيف1" القاضية بمرحلة انتقالية وهو السبيل الوحيد لوقف 6 سنوات من الموت والتدمير وكل ما يتهدد سوريا من مخاطر التقسيم والتفتت واستمرار الحرب.