واشنطن - أ ش أ
وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أوضاع العمالة الأجنبية التي تساهم في إنشاء البنية الأساسية اللازمة لاستضافة قطر بطولة كاس العالم 2022 بأنها "قاسية. وقالت الصحيفة -في تقرير نشرته اليوم /الخميس/ من معسكر للعمال الأجانب في قطر يقع على بعد 20 ميلا من قلب العاصمة الدوحة- إنه فور وصول العمال إلى المعسكر، تقوم الشركات التي يعملون فيها بسحب جوازات سفرهم في الوقت الذي يلاقي العمال فيه تهديدات بسداد غرامات مالية أو الاقتطاع من رواتبهم حال الحصول على إجازات مرضية أو إتلاف معدات العمل. ونقلت عن العمال قولهم إنهم يعملون تحت ظروف قاسية إذ يعملون لمدة تتراوح بين 12 و15 ساعة يوميا تحت حرارة الشمس الحارقة، كما أنهم يلاقون معاملة تشبه معاملة العبيد كما ينامون كل عشرة أفراد في حجرة واحدة داخل معسكرات العمل الكئيبة والمعزولة، ولا يتعدى متوسط أجر العامل 4 آلاف دولار سنويا. وقال العمال -وفق "واشنطن بوست"- إن حياتهم اليومية تتناقض تماما مع الرفاهية التي يتمتع بها المواطن القطري العادي من حيث ضمان مجانية الرعاية الصحية والخدمات. وكانت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها قد دعت الفيفا إلى بعث رسالة علنية شديدة اللهجة تؤكد فيها عدم تحمل اتحاد الكرة الدولي انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث تحت ذريعة المشروعات الإنشائية الخاصة ببطولة كاس العالم التي تستضيفها قطر. وأكدت المنظمة أن الإنفاق على المشروعات الخاصة بتوسيع البنية الأساسية لقطر قبيل بدء المسابقات بلغت 220 مليار دولار بينما المشروعات الموجهة للبطولة تصل إلى أربع مليارات دولار فقط. ويقول محللون سياسيون وبعض المسئولين القطريين إن التركيز الدولي على قطر بعد الفوز باستضافة بطولة كاس العالم قد يكون فرصة ذهبية للإمارة بترتيب البيت من الداخل وأخذ مسالة حقوق الإنسان مأخذ الجد. يذكر أن قطر بها أعلى نسبة من العمالة الأجنبية مقارنة بمواطنيها حيث أن القطريين يمثلون حوالي 12% فقط من تعداد سكان قطر.