واشنطن ـ أ.ش.أ
سلطت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية الضوء على تخلي مئات إن لم يكن الآلاف من ثوار سوريا المنهكين والمصابين بالإحباط عن القتال ليعودوا إلى الحياة المدنية.
وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني - أن هؤلاء الثوار السوريين تركوا المعارضة المسلحة من أجل إحياء ولو جزء بسيط من طريقة العيش التي كانوا عليها على الرغم من تواصل تداعي بلادهم.
وأوضحت الصحيفة أنه عقب مرور ثلاثة أعوام على بدء الانتفاضة السورية التي ميزها الأمل في أن تنجح سريعا كما حدث في تونس ومصر، فإن التفاؤل حل محله شعور بالفشل والاستياء من أن النزاع لم يجلب سوى الدمار والخسارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن البعض ألقى أسلحته وعاد إلى الحقول الزراعية التي تركها عندما اندلعت الانتفاضة، مشيرة إلى أنه ومع ذلك وفي ظل استمرار غياب الكثير من هؤلاء الثوار فقد يؤدي هذا إلى تدفق أكبر للمقاتلين الأجانب إلى داخل سوريا لملأ الفراغ والانضمام للقتال ضد الحكومة.
ونقلت الصحيفة عن سامر زيتون، وهو قائد بكتيبة التوحيد التابعة للمعارضة المسلحة، قوله "ترك الكثير من الأشخاص القتال لأن مدته طالت حيث كانوا يعتقدون أنها مسألة هتاف "الله أكبر" من أجل الاحتجاج والقليل من الضربات ثم ينتهي الأمر".
وبحسب تقديرات زيتون فإن نصف المقاتلين في حلب غادروا على مدار العام الماضي وأغلبهم من جماعات الثوار.
ونوهت الصحيفة إلى أن الثوار، الذين تنفد مدخراتهم تدريجيا ويبعيون أسلحتهم من أجل الإنفاق على عائلاتهم، يشعرون بخيبة أمل خاصة بعد الأشهر الستة الأخيرة من استنزاف ازدادت كثافته ليتسبب في استعادة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على أراضي عبر البلاد في دمشق وحمص بوسط سوريا وكذلك في حلب شمالا.