الرئيس الأميركي باراك أوباما

رأت مجلة "كومنتاري" الأميركية، أن هناك تحفظات بشأن سياسات إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه مصر، حيث أنّ توقيت وضع العلاقات في إطارها الصحيح بات متأخرا جدًا.
وأوضحت المجلة على موقعها الإلكتروني، أنّ أحدث تحولاً في موقف الولايات المتحدة تجاه القاهرة كان عندما أكّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماع مع قادة الدولة المصرية، بأن واشنطن على استعداد لإصلاح علاقاتها مع الحكومة المصرية الجديدة التي تتولى مقاليد الحكم في البلاد حاليًا.
وذكرت المجلة، أنه بالنظر إلى أن النظام الجديد بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن هذا القرار يعد فكرة جيدة حتى وإن جاء متأخرًا جدًا حيث كان بإمكان الولايات المتحدة فعل الكثير لتحسين العلاقات منذ فترة طويلة.
وبينت المجلة، أن أوباما قد احتضن سابقًا حكومة "الإخوان المسلمين"، وأحبط السيسي جهود واشنطن غير المجدية لتفادي إسقاط مرسي، ومن ثم فرض الرئيس الأميركي تخفيضات في المساعدات العسكرية لمصر، ولم تفعل تلك التدابير شيئًا يذكر، ولم تقنع المصريين بأن الولايات المتحدة كانت بعيدة كل البعد عن رغبتهم في إنهاء تجربتهم المشؤومة مع الحكومة الإسلامية.
ولفتت المجلة إلى، أن التوقيت السيئ كان السمة المميزة لمسار إدارة أوباما في معضلاته الحالية، مبينة أن أوباما ظل متمسكًا طويلاً مع النظام القديم لمبارك وتجاهل مطالب المصريين الذين كانوا على استعداد للتغيير خلال عام 2011 وسط احتجاجات "الربيع العربي" التي اجتاحت البلاد، وتحول أوباما بموقفه وبدأ العمل لتمهيد الطريق لنظام بقيادة "الإخوان المسلمين"، ضد رغبات المجلس العسكري في البلاد الذي كان يأمل في تجنب تلك النتيجة، وعندما نزل المصريين إلى الشوارع في حزيران/يونيو 2013 للإطاحة بـ"الإخوان" انتظر أوباما مرة أخرى وقتًا طويلاً ليدرك هذه الحقيقة.
ورأت "كومنتاري"، أن مصر بعيدة كل البعد عن كونها الكارثة الوحيدة في السياسة الخارجية الأميركية التي أساءت إدارتها، مسلطة الضوء على الانهيار في العراق، والفشل في أفغانستان، ووقف التهديد النووي الإيراني، والتخلي عن سورية ومن ثم التراجع عن الجهود لمعاقبة نظام الأسد في سورية، والحماقة من خلال "إعادة ضبط" العلاقات مع روسيا والتي أدت إلى مزيد من العدوان من موسكو، حسب قولها.