العدد 14 من مجلة فكر الثقافية

صدر العدد 14 من مجلة فكر الثقافية، الذي اقتفى روايات الحروب والثورات، حيث جاء موضوع العدد "أدب ما بعد الحرب"، وتأثير الحروب على الرواية العالمية، ورصد العدد روايات ما بعد الحروب كالحرب العالمية الأولى والثانية، وحرب 73 ، وحرب أفغانستان والبوسنة.

وقد جاءت في افتتاحية العدد حيث كتب رئيس التحرير ناصر بن محمد الزمل عن تأثير الحروب الكبير على الأدب مثل الرواية والشعر، وقد عرف الأدب العربي قديمًا من خلال الشعراء، الذين قاتلوا، وقاموا بنقل وقائع الحروب من خلال قصائدهم.

ويؤكد الزمل بأن: «الشعر من قديم الزمن بقي هو اللسان الذي قام بترجمة صور الحروب إلى أبيات شعر تنطق بالفخر والنشوة».

ويضيف الزمل «بأن الحال ينطبق هنا على الرواية التي يكتبها عسكريون محترفون، سواء بصفتها نوعًا من المذكرات، أو قصة فيها الخيال الممتزج مع الوقائع, وربما هناك أدباء مروا على المجال العسكري لمدة من حياتهم، فتركت تأثيرها على أعمالهم، وهناك روائيون كتبوا أدب الحرب دون المشاركة في الحروب، ولكن منهم من عاش هول الحرب.

وبأن هناك كتّاب مبدعون من دول عاشت ويلات الحروب يكتبون وجهة نظرهم، في انتصار للإنسانية، وليس للحدود الإقليمية الفاصلة بين الدول، ولكن الملاحظة الغريبة في الأمر أن كل هؤلاء الكتاب ينتمون إلى دول عاشت الحروب، سواء كانت منتصرة أو مهزومة، تملكهم الإحباط واليأس بين سطور كتاباتهم، رافضين الحياة وسط هذا الدمار، وقد شكلت الحرب العالمية الأولى والثانية منعطفًا لأدب الحروب، حيث برزت روايات انتقدت الحرب ورسمت لها صورة قاتمة».

كما احتفى العدد 14  بشاعر الإنسانية المفقودة، الشاعر السوداني محمد الفيتوري، حيث احتوى العدد على ملف يحكي أجزاء من حياته.

وتناول العدد العديد من الموضوعات الفكرية والأدبية والثقافية والإبداعية في الشعر والقصة.

فكتبت الدكتورة حياة المتدين عن "الاستعمار الغربي .. والصور النمطية عن الشرق" وتؤكد المتدين بأن صورة العرب والمسلمين اليوم مشوهة، نمطية ومسبقة، هذه الصورة التي نسجتها المخيلة الغربية كانت نتيجة تراكم تاريخي في سياق مواجهة حضارية، اختلط فيها السياسي بالديني، وصراع حول السيادة على الأمكنة والرموز.

وكتب الدكتور علي عفيفي علي غازي عن "موقف الغرب من القرآن الكريم" ويبين بأنه نهاية القرن السابع عشر انتبهت أوروبا بأسرها إلى تهديد كبير اسمه "الخطر العثماني" في الوقت الذي كان فيه منهج القياس أحد الأمور المسيطرة على عقول المفكرين المسيحيين ممن حاولوا فهم الإسلام. ويؤكد عفيفي، بأن كل الكتابات الأدبية الأوروبية تحفل عن العرب والإسلام، منذ العصور الوسطى وحتى الحرب العالمية الأولى، التي هزمت فيها أوروبا الدولة العثمانية المسلمة هزيمة ساحقة، بتوجهات عدوانية وتعصبية شبيهة، حيث رأت أوروبا في الإسلام خطرًا حقيقيًّا من نواح كثيرة، فقد كان العالم العربي قريبًا من العالم المسيحي جغرافيًّا وحضاريًّا بشكل يثير القلق.

واحتوى العدد على حوار مثير جداً للكاتبة البيلوروسية سفيتلانا أليكسيفيتش الفائزة بجائزة نوبل لعام 2015 ، قام بترجمته الدكتور سعيد بوخليط، والحوار يسبر بلا كلل أعماق الروح الروسية، ابتداءً من حقبة الحرب العالمية الثانية، وصولاً إلى حقبة فلاديمير بوتين. وتتويجها يوم 8 أكتوبر 2015، يعني أن الأكاديمية السويدية، كرست مشروعًا يستكشف الآثار المتوارية داخل الوعي، تبعًا للكوارث الكبرى التي تعود للعهد السوفياتي (الحرب العالمية الثانية، الحرب في أفغانستان، تشرنوبيل، تفكك الاتحاد السوفياتي).

وفي مجال العلوم والتكنولوجيا قامت المجلة بترجمة مقال لـ(لاري هيثواي) كبير الاقتصاديين في GAM القابضة بعنوان: " إتقان الثورة الصناعية الرابعة"، حيث يؤكد لاري هيثواي بأن الوعد بثورة صناعية رابعة يتألف من التقدم الذي تم إحرازه في تصنيع الإنسان الآلي وربط الأشياء مع بعضها البعض عن طريق الإنترنت والبيانات الكبيرة وتقنية الهاتف النقال والطباعة ثلاثية الأبعاد وطبقًا لإحدى التقديرات فإن التبني الناجح لتلك التقنيات الجديدة يمكن أن يعزز الإنتاجية العالمية بنفس القدر الذي حققه الكمبيوتر الشخصي والإنترنت خلال أواخر التسعينيات، وبالنسبة للمستثمرين فإن الثورة الرابعة تعرض فرصًا للربح تشبه تلك التي قدمتها الثورات التي سبقتها وبالفعل فإن أصحاب التقنيات في هذا المرحلة المبكرة من الثورة الصناعية يطلبون أسعارًا كبيرة جدًّا لتقنياتهم .

كذلك احتوى العدد على موضوعات في العلوم والتكنلوجيا، والتقنية، وثقافة الشعوب، والمعالم والحضارات، والكتب، والفنون، والعديد من الموضوعات الشيقة.

يذكر أنه بالإمكان تصفح العدد 14 وبقية الأعداد السابقة من مجلة فكر الثقافية من خلال موقع المجلة على www.fikrmag.com .