تتنافس القنوات المصرية، الحكومية والخاصة، خلال الفترة المقبلة، بحثًا عن مناطق تميز، في تغطيتها للانتخابات الرئاسية وسط جدل كبير مثار حولها ومرتبط بمصداقية هذه التغطية ومدى الالتزام بالمهنية والحياد، ومدى تواجد تدخلات من جانب أصحاب الفضائيات الخاصة، وكيفية تعامل التلفزيون الحكومي مع تغطية الانتخابات وتعامله بمصداقية مع المشاهد الذي يبحث دائماً عن الإعلام المتوازن الموضوعي.
يؤكد رئيس قطاع الإنتاج والبرامج في قنوات "دريم" أشرف منير، أن هناك خطة متميزة لتغطية الانتخابات الرئاسية، وستتم الاستعانة بكاميرات إضافية لتغطية الحدث من محافظات مصر المختلفة، كما ستقدم القناة بثًا حيًا يقدمه وائل الإبراشي ومنى سلمان، إضافة إلى مذيعين آخرين. ويقول منير إن السياسة العامة لـ "دريم" هي "نقل الحقيقة بمصداقية شديدة ولا تواجد لأي نوع من المجاملة لأي مرشح، فالشاشة مفتوحة لاستعراض البرامج الانتخابية".
فيما يشير رئيس قناة "إم بي سي مصر"، محمد عبد المتعال، إلى أن الحياد في الانتخابات الرئاسية أمر لا مفر منه لأن مجموعة "إم بي سي" تعمل دائما وفق هذه السياسة"، ويتابع قوله "المحطة نالت ثقة المشاهد والدليل على ذلك المتابعة المتميزة لقناة (العربية) التي تنقل الأحداث بمنتهى الشفافية ولها الجمهور الكبير في الوطن العربي ومن المقرر أن تدعم خلال الفترة المقبلة السياحة المصرية من خلال حملات إعلانية مجانية والأمر ذاته، بالنسبة إلى بقية قنوات المجموعة ومنها "إم بي سي مصر".
ويشدد "القناة تركز على المشاهد فقط وتنقل الأخبار والأحداث بموضوعية شديدة، كما أن الفترة المقبلة ستشهد ساعات طويلة من البث المباشر من خلال الإعلامي شريف عامر، والإعلامية ياسمين سعيد مع تقديم فرص متساوية لمرشحي الرئاسة للظهور بشكل جيد والحديث عن برامجهم الانتخابية".
من جانبه، نفى رئيس قنوات "أون تي في"، ألبرت شفيق، مجاملة المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن المرشح الرئاسي حمدين صباحي ظهر أخيراً على قناة "أون تي في"، خصوصًأ أن الإعلام الغربي مهتم كثيراً بالانتخابات وينقل عن الفضائيات المصرية. ويضيف: "يجب ألا يكون هناك أي تقصير في تغطيات الفضائيات الإخبارية، ومن يجامل مرشحاً على حساب الآخر سيفقد ثقة المشاهدين، لأن هناك وعياً عند الناس، والموقف الراهن يتطلب أن نكون على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا".
ويتحدث المدير الفني لشبكة تلفزيون "المحور" إيهاب أبوزيد، عن أن تغطية الانتخابات على شاشة "المحور" ستكون متميزة شكلاً ومضموناً وسيتابع المشاهد المستجدات كلها بالنسبة إلى العملية الانتخابية بشكل حيادي ومهني، انطلاقاً من حرص مجلس إدارة "المحور" على هذه السياسة. وهذا ما أكده رئيس مجلس إدارة القناة الدكتور حسن راتب في المؤتمر الصحافي الذي عقد أخيراً للإعلان عن خطة تطوير الشبكة.
ويقول رئيس تحرير شبكة تلفزيون "الحياة" محمود مسلم، إن السياسة التحريرية للشبكة في الانتخابات الرئاسية لن تختلف عن سياستها العامة وهي الالتزام بالحياد والنزاهة تجاه مرشحي الرئاسة السيسي وصباحي وكل برامج "الحياة" مفتوحة أمامهما.
ويشير مدير البرامج في قناة "التحرير" محمد خضر، إلى إن القناة ستحاول الخروج من الشكل التقليدي في تغطيتها لانتخابات الرئاسة المقبلة، وستخصص نشرات إخبارية لمتابعة مستجدات الساحة السياسية. ويوضح أنها بدأت في تجهيز استوديو كبير بديكور موحد لإطلاق "استوديو مفتوح" على الهواء مباشرة، لافتاً إلى امتلاك القناة مركزاً للدراسات يمدها بكل المعلومات التي يرصدها من أعداد الناخبين والدوائر الانتخابية.
ويشدد وكيل كلية الإعلام في جامعة القاهرة ،محمود علم الدين، على ضرورة أن تحرص المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة على تأهيل الإعلاميين القائمين على متابعة الانتخابات، وتنمية مهاراتهم في التغطية الموضوعية غير المنحازة، مؤكداً أن مثل هذه التغطية تتطلب مجموعة من المعارف والمهارات السياسية والإعلامية المرتبطة بالظاهرة الانتخابية من النواحي السياسية والتشريعية والقانونية. ويؤكد أن الجانب الأخلاقي يشكّل عنصراً مهماً في نجاح التغطية من خلال إكسابها المصداقية والثقة.