أوضح الكاتب وحيد حامد، أنه ليس شخصًا شريرًا إلا أنّ الشر موجود في البشر والحيوان، لكنه لا يستعمله إلا أمام شر آخر، أو من يستعمل معه الشر ولا يتسامح. مشيرًا إلى أنه لا يتنبأ، لكنه يقرأ جيدًا حال المجتمع والناس، ويستنتج ما يمكن أن يحدث، وهى مسائل علمية غير قائمة على الغيبيات، لأن القراءة الصحيحة تؤدى إلى نتائج صحيحة في النهاية. وأكّد حامد، خلال حواره على برنامج معكم على شاشة "سى بى سى 2" مع الإعلامية منى الشاذلي، أنّ المعرفة أهم من الثقافة، موضحًا أنّ الله يحدد مسار البشر للخير والمصلحة، لافتًا إلى أنه بدأ ككاتب قصة قصيرة وأهدى باقورة أعماله للكاتب يوسف إدريس ولم تعجبه وأخبره بذلك في لقاء له في مطعم بجوار التلفزيون، وطالبه بكتابة الدراما للتلفزيون، موضحًا "مستقبلك في الدراما وإبعد خالص عن القصة القصيرة". وأشار إلى أنه عندما خطا خطواته الأولى نحو النجاح طالبه ادريس بتحويل إحدى قصصه إلى عمل درامي ولكنه لم يتمكن من ذلك، لكن مروان نجله كان مشروع تخرجه إحدى قصص يوسف إدريس وكذلك فيلم "ليلى" وأول أعماله كانت ليوسف إدريس. وأشار إلى أنه من أصل ريفى وتفجرت موهبته في الأعوام الأولى من الدراسة مع بداية "ثورة 52"، مؤكدًا أنّ النجاح يدفع إلى نجاح وأنه فاز بمسابقة نادي القصة في القاهرة في القصر العيني في المرحلة الثانويّة، وبدأ يخطو أولى خطواته إلى النجاح والتعرف على الأساتذة الكبار من الكتاب والمثقفين أمثال يوسف السباعي وعبدالرحمن الشرقاوي، ووصف المجتمع الثقافي فى هذه الفترة بأنه مجتمع ثري ثقافيًا. ونوّه أنّ نجيب محفوظ كان يقيم ندوة ثقافية يحضرها الكتاب الشباب وهو منهم، مشيرًا إلى أنه كان رقيقًا مع الكتاب الجدد ولم يكن يتوجه بكلمة سيئة إلى أي كاتب جديد، وإن كانت كتاباته سيئة، وأوضح أنه يتسامح مع من يجد فيه الأمل لكنه لا يقصى الآخرين. وتطرق إلى تجربته الإذاعيَّة، والتي تعتبر بداية انطلاقته الحقيقية، موضحًا أنه كتب للإذاعة بالصدفة بعد النكسة، وعمل مسلسلات وقورة بسبب ظروف النكسة باللغة العربية لكن لم تلق إقبالاً جماهيريًا، ثم بدأت الإذاعة في عودة الحياة إلى طبيعتها، وعُرض عليه كتابة مسلسل إذاعي حمل اسم "شياطين الليل". تابع "نصحني أحد المخرجين بعدم حضور التسجيل، لأن الممثل القدير محمود مرسى بطل العمل وقتها كان يضرب المؤلف الذي لا تعجبه كتاباته، وكان في العشرينيات، ولكن على العكس سمع منه كلام طيب فكانت الدفعة الأولى وبدأت انجاز أعمال أخرى". وعن مشواره مع السينما، أوضح أنّ الآداب هي أهم أعماله لأنه كان يتصدى لاتهام الشرطة للأبرياء دون ذنب، وأكّد أنه وجد صعوبة في ظهور الفيلم إلى النور لأن هناك رقابة غير رسميَّة تمارس من الأبواب الخلفية كضرورة موافقة الداخلية على الفيلم، لكن أحد القيادات المستنيرة رأت أنّ مواجهة المشكلات أفضل من دفن الرؤوس بالرمال، وتم تصوير الفيلم وعرضه مثلما أراد هو وشريكه في الإنتاج. وعن فيلمه "البريء"، كشف أنّ فكرة الفيلم استوحاها من موقف شخصي حدث له عندما كان متظاهرًا في 1977، وتم ضربه بالعصا على ظهره من عسكري أمن مركزي كان من قريته، وقال له مبتسمًا "أستاذ وحيد أنت من أعداء الوطن". وأخبره في وقت لاحق أنّ القيادات هي من أخبرتهم بأنهم يضربون أعداء الوطن. وأوضح أنّ فيلم "إضحك الصورة تطلع حلوة" هو من أحب الأفلام إلى قلبه، لافتًا إلى أنه خلال مشواره اليومي على كوبري قصر النيل تابع مصورًا يصوّر الناس بحميمية، فاثأر انتباهه وحاول من خلاله رصد مشاكل المصريين المهرجرين بعد النكسة. مشيرًا إلى أنّ الفنانة سناء جميل طالبته بكتابة دور لها، وقالت له "نفسي أقول كلامك". وتابع "كتبت الدور وأمامي سناء جميل، وكنت أعلم أننى سأستفيد من مباراة رائعة بين قامتين مثل احمد ذكى وسناء جميل". وأشار إلى أنّ الفيلم من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي، وأنه ليس على هوى التلفزيون ورفض بشدة تشويه أعماله، وأكّد أنه من الأفضل عدم عرضها من الأساس.