سن المراهقة

قال أحد الحكماء قديمًا: «أبي لم يعلمني كيف أعيش، بل تركني أراه كيف يعيش». هي حكمة مضمونها يشير إلى أسلوب تربوي معاصر يؤكد أن الآباء -تحديداً- هم القدوة الأولى لأبنائهم فيما يفعلون، وما يفكرون وما ينطقون به. عن أهمية هذا الدور في ضبط سلوك الابن المراهق يحدثنا الدكتور إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس.

يؤكد الدكتور إسماعيل على أن للأب دوراً خطيراً في تربية أبنائه، بداية من سن الطفولة المتأخرة وحتى سن بداية البلوغ؛ إذ يغلب على هذه الفترة القابلية للاستهواء وسرعة الاستجابة والتأثر، وتقليد المثل العليا إذا رأوا أمامهم النموذج والقدرة المحببة إلى نفوسهم، ولتطبيق هذا على الأب اتباع عدة توجيهات:

1- لا تتعلل بمسؤولياتك المهنية؛ هرباً من متابعة سلوكيات الابن في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء.

2- بث قيم الحب والخير واعمل على إيقاظ الإيمان بقلب ابنك؛ بأن يراك وأنت تصوم وتصلى وتحسن للفقير وتقدم الخدمة للجار والصديق والأهل أجمعين.

3- شاركه ما يقرأ، وشجعه على حفظ آيات من القرآن، وأبيات من الشعر المتناسب وسنوات عمره واستمع له.

4- دعه يراك ملتزماً ومبتعداً عما يشين في القول والفعل، واجعله يراك وأنت تعطي وتبذل، فيشب على الكرم والعطاء.

5- شاركه فترات الترويح عن النفس، وأخبره عن أصدقائك وقيمتهم بقلبك، وشجعه على عقد الصداقات والاستمتاع بالصحبة مع مراقبته من بعيد.

6- دعه يحس بمعنى الملكية؛ أن يكون له -مثلك- عالم خاص به وحده: مكتبه وكتبه، قصصه ورواياته، وحاجاته المختلفة عن حاجات أخوته، فيحرص على تنميتها، ويتعرف بعدها على حدود ملكية الآخرين.

7- من أسلوب تعاملك في البيت –ما تنطق وما تفعل- يأخذ الابن القدوة والنموذج؛ لهذا عليك استخدام لغة التخاطب المثلى، والتعامل بأفضل الأساليب.

8- قم بتوضيح ما تفعله من سلوكيات الخير للآخرين، ودعه يراك وأنت تقدم المساعدة، وأنت تزور المريض، وتؤدي واجب العزاء، وادعوه؛ ليشاركك زيارات إيصال الرحم الطيبة.

9- من الأهمية لكل أب أن ينتقي أصدقاءه الذين يظهر بهم أمام أبنائه، ويفاخر بهم؛ مما يتيح له فرصة المشاركة في اختيار أصدقاء ابنه.

10- لابد للأب أن يتعرف على نقاط ضعف ابنه، ونقاط قوته ليحسن التوجيه، ولامانع من مناقشة الأمر للنهوض أو التأقلم.

11- لا تضخم الهفوات، التي تراها أو تحسها بالبيت أو لدى ابنك، ولا تنس المكافأة عند الإنجازات.

12- ابتعد بأسلوب تعاملك في البيت عن النقد اللاذع المتكرر أمام كل صغيرة وكبيرة، وقم بالتركيز على الإيجابيات لرفع الروح المعنوية، وبث الثقة في قلب الابن.

13- كل الحذر من التعود على إفشاء أخطاء البيت أمام الأهل، مع تجنب النصح الجماعي أيضاً.

14- لا تناقش المشكلات العائلية أمام الابن ولا تحتد مع الزوجة، أبعده عنها فهو لايدرك بعد حقيقة ما يحدث.

15- احرص على أن يراك ابنك شغوفاً مهتماً بكل ما يتصل به؛ اسأل معلميه عنه بشكل دوري، وتابعه في دروسه وخططه وصداقاته وأحلام مستقبله، ومن قبل أشركه في أحلامك.

قد يهمك أيضًا:

رسالة مُؤثِّرة مِن الطلبة اللبنانيين في إيطاليا إلى وزيرة الإعلام اللبنانية

"المتعاقدون" ينتقدون السياسة الوزارية المغربية في تدبير "التعلّم عن بُعد"