لندن _ ماريا طبراني
كشفت دراسة جديدة عن الصور النمطية بين الجنسين، أن الفتيات في عمر 6 أعوام يعتقدون أن الذكاء سمة الذكور، ووجدت الدراسة التي أجريت في الولايات المتحدة أنه على خلاف الأولاد تعتقد الفتيات أن تحقيق الدرجات العليا في المدرسة مرتبط بالقدرات الفطرية، وأوضح أندريه كمبيان المؤلف المشارك للدراسة من جامعة نيويورك أن الدراسة تسلط الضوء على كيفية استيعاب الأطفال ومدى تأثرهم بالقوالب النمطية الخاصة بالنوع مثل فكرة أن الذكاء أو الموهبة أكثر شيوعًا لدى الرجال.
وتابع كمبيان "لأن هذه الأفكار موجودة في هذا السن المبكرة فإن لديهم الكثير من الوقت للتأثير على مساراتهم التعليمية لدى البنين والبنات"، ووصف باحثون من 3 جامعات أميركية كيف أجروا مجموعة اختبارات على 400 طفل نصفهم من الفتيات للتحقيق في تأثير الصور النمطية بين الجنسين على مفاهيم الأطفال للذكاء والقدرة، وفي الاختبار الأول قرأت مجموعة من 96 فتى وفتاة أعمارهم 5 و6 و7 أعوام قصة عن شخص عالي الذكاء وطلب منهم تخمين نوع هذا الشخص، ثم تم عرض مجموعة صور عليهم تقدم مجموعة من البالغين بعضهم من نفس الجنس وبعضهم من الجنس الآخر، وطلب منهم اختيار من يعتقدوا أنه أكثر ذكاء، وأخيرا طُلب من الطلاب توصيل صفات معينة مثل "الذكاء" بصور لرجال وإناث.
وكشفت النتائج أن الطلاب من الفتيات والفتيان في عمر 5 أعوام ربطوا صفة الذكاء بنوع كل منهم، إلا أن الفتيات في عمر 6 و7 أعوام كانوا أقل من الفتيان في ذلك الربط، وفي عمر 6 أعوام اختار الأولاد أن الناس من نفس نوعهم "أذكياء حقا" بنسبة 65%، بينما اختارت الفتيات الأشخاص نفس نوعها باعتبارهم أذكاء بنسبة 48% فقط، وفحصت الدراسة في النوع المتوقع بين الأطفال للقيام بعمل أكاديمي أفضل، ووجد الباحثون أن الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهم بين 5-7 سنوات كانوا أكثر من الأولاد في ربط الحصول على درجات عالية بنوعهم، لكنهم لم يربطوا هذه الانجازات بالذكاء.
وقدم الباحثون نوعين من الألعاب لمجموعة من الطلاب في عمر 6 و7 سنوات، ووصفت إحدى اللعب بكونها للطلاب الأذكياء حقا والأخرى للطلاب الذين يبذلون قصارى جهدهم، وكشفت النتائج أن كل من الأولاد والبنات كانوا مهتمين باللعب التي يبذلون فيها قصارى جهدهم إلا أن الفتيات كانوا أقل اهتماما من الأولاد باللعبة للطلاب الأذكياء، وأعرب كمبيان عن أمله في أن تساعد الدراسة في التدخل لمنع الصور النمطية من التأثير على الخيارات الوظيفية النسائية، مشيرا إلى الدراسات السابقة التي أشارت إلى انخفاض نسبة النساء في مجالات الرياضيات والفيزياء نتيجة اعتبار أن الذكاء هو المفتاح الأساسي للنجاح.
ورحب نيك شامبرز الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية للتعليم وأصحاب العمل والتي تدير حملة إلهام النساء بنتائج الدراسة مشيرا إلى أهمية تعرض أطفال المدارس إلى مجموعة واسعة من النماذج الرئيسية، وأوضحت جيما موس أستاذ التربية في جامعة بريستول الني لم تشارك في الدراسة أنه في حين أن الدراسة تسلط الضوء على قضية هامة إلا أنها لم تستكشف كيف يؤثر تصور الطفل أو مُعلمه لانجازاته على موقفه، وتعتقد كريستيا سبيرز براون أستاذ علم النفس في جامعة كنتاكي ومؤلفة "Parenting Beyond Pink and Blue" أن الدراسة تتناسب مع دراسات سابقة وجدت أن الآباء والأمهات والمعلمين أرجعوا الحصول على درجات عالية في الرياضيات إلى العمل الجاد من الفتيات ولكن إلى القدرة الطبيعية للأولاد.
وتضيف سبيرز "تصدق الفتيات هذه الرسائل بشكل ذاتي، معتقدين أنهم ربما يبذلوا عمل جاد لكنهم ليسوا أذكياءً بطبيعة الحال، وربما يكون لهذه المعتقدات انعكاسات هامة على المسارات الأكاديمية التي يختارها الأطفال، ويفسر ذلك لماذا تبتعد الفتيات عن مجالات الفزياء على الرغم من الحصول على درجات عالية في المدرسة"، وتتفق أثينا دونالد أستاذ الفيزياء التجريبية في جامعة كامبريدج قائلة: "إذا أردنا تسهيل القوة العاملة المتوازنة بين الجنسين من مهندسين وعلماء رياضيات وفزيائيين في المستقبل فمن الواضع أن التدخل في المدرسة الثانوية لن يكون كافيا، ويجب على الوالدين والمعلمين ووسائل الإعلام العمل للقضاء على الصور النمطية بين الجنسين في طريقة تحدثهم عن البالغين مع الأطفال من جميع الأعمار".