القاهرة - مصر اليوم
يُمثل المعلم أحد الأركان الهامة في العملية التعليمية، وفي تطويره والاهتمام بإعداده وتدريبه بالغ الأثر على المتعلمين ومستوياتهم. وفي ظل التغيرات المتلاحقة والتحولات التكنولوجية، وظهور الوسائط التعليمية الحديثة، أصبح لزاماً على المؤسسات التعليمية مواكبتها والأخذ بها في مجال تدريب المعلمين؛ لأن عملية التدريب والتنمية المهنية عملية مستمرة تتم من خلالها مواكبة التحولات والتطورات العالمية والتقدم السريع في المعرفة.
ولقد ازداد الاهتمام بالتدريب الإلكتروني وبالتنمية المهنية الرقمية للمعلمين في ظل التطور التكنولوجي وما صاحبه من انعكاسات على العملية التعليمية والتي تمثلت في توظيف تقنيات التعليم والتعلم في العملية التعليمية، وقد تطلب ذلك ضرورة أن تكون التنمية المهنية للمعلم منسجمة مع المتغيرات المتسارعة والتطورات المتلاحقة في مجال المعلومات والمعارف.
وفي ظل العصر الرقمي الذي تتسارع فيه المعرفة وتتجدد هناك أدوار يتوجب على المعلم أن يقوم بها، ومن هذه الأدوار أن يكون المعلم باحثا ومتفاعلا مع كل جديد، ويستثمر التقنية في توفير المعلومة والحصول عليها من مصدرها، وأن تكون دافعيته للتعلم الذاتي عالية في ظل تعدد مصادر التعلم ونمو وسائل التواصل.
اقرأ أيضًا:
دراسة تحذر من استخدام الأطفال للشاشات التي تعمل باللمس
ويُعرَّف التدريب الإلكتروني بأنه استخدام شبكة الإنترنت كوسيط (بيئة) للتدريب، ويتم من خلاله التفاعل بين المدرب والمتدربين، ويعتمد على البرامج التدريبية المحوسبة، كما يمكن اعتباره عملية تدريبية تعتمد على شبكات الإنترنت المحلية والشبكة العالمية لعرض وتقديم الحقائب الإلكترونية والتفاعل مع المتدربين سواء كان بشكل متزامن بقيادة مدرب، أو بدون مدرب، من خلال التدريب الذاتي، أو من خلال الدمج بين ذلك كله.
وتزايد الاهتمام بالتدريب الإلكتروني وأهميته في العصر الحالي؛ فقد جاء في توصيات المؤتمر الثالث والأربعين المنعقد في الكويت عام 2018م تحت عنوان: ( التنمية المهنية للمعلم والتحديات المعاصرة) بأهمية التدريب الإلكتروني من خلال استحداث إدارة للتعليم الإلكتروني في وزارة التربية الكويتية لاستفادة أكبر شريحة من المعلمين، والتغلب على المعوقات الزمانية والمكانية.
كما جاء في توصيات إحدى الأوراق العلمية المقدمة في المؤتمر العلمي التاسع عشر للجمعية المصرية للتربية العلمية 2017م: ضرورة التحول إلى التدريب الإلكتروني بدلاً من التدريب التقليدي في التنمية المهنية للمعلم، وأوصت بإنشاء هيئة للتدريب الإلكتروني ضمن الأكاديمية المهنية أو مؤسسات الإعداد، وتكون مسؤولة عن رسم السياسة العامة للتدريب الإلكتروني وعمل فروع لها في مراكز التدريب، وأوصت بتزويد المعلمين بمهارات التكنولوجيا في التدريب، والتعامل الجيد مع المشكلات الفنية التي قد تظهر أثناء تلقي البرنامج الإلكتروني، وأوصت كذلك بإنشاء موقع إلكتروني يمكن لأي معلم الدخول عليه واختيار ما يناسبه من الدورات التدريبية وفق آلية معينة.
ومما سبق فإنه من المتوقع أن يكون التدريب الإلكتروني للمعلمين هو الخيار القادم في مجال التدريب، وسيفرض نفسه بإحداث تغييرات كبيرة في عملية التدريب والتنمية المهنية الرقمية للمعلمين؛ لِما يمتلكه من خصائص تميزه عن التدريب التقليدي، كتوفيره لبيئات افتراضية لا تتطلب من المعلم الحضور إلى مقر التدريب في وقت محدد، بل تركت له المجال في التدريب في أي مكان وزمان.
ومن المصادر الرقمية التي يمكن للمعلمين الاستفادة منها في التدريب الإلكتروني والتنمية المهنية الرقمية: أوعية المعلومات الرقمية، والمتمثلة في المكتبة الرقمية السعودية، والتي يستطيع المعلم الدخول إليها من خلال حسابه في نظام نور، وبوابة التعليم الوطنية (عين)، وكذلك المنصات الرقمية، مثل منصات إدارة الصف، ومنصات الدروس الافتراضية، وأيضاً شبكات التواصل الاجتماعي، والإنفوجرافيك التعليمي، ويمكن الاستفادة من خلال مواقع تقدم خدمة الإنفوجرافيك والعروض التقديمية، والمخططات البيانية بالمجان وباستخدام يتميز بالسهولة، ومن تلك المواقع: (visme.com)، وموقع (venngage.com)، وموقع (canva.com)، وموقع (piktochart.com).
وتظهر الحاجة الماسة للتدريب الإلكتروني والتنمية المهنية الرقمية للمعلم، وضرورة تفعيلها للتغلب على الكثير من المشكلات التدريبية القائمة، والتي تتمثل في قلة مراكز التدريب، أو قلة الكادر التدريبي، والندرة في التخصص الذي تتطلبه بعض الدورات التدريبية، كذلك عدم التمكن من ضمان استمرار الخدمات والبرامج التدريبية التي تستهدف المعلم الجديد الذي عُيّن في مناطق بعيدة عن مراكز التدريب، ومن خلال التدريب الإلكتروني والتنمية المهنية الرقمية للمعلم فإنه بالإمكان التغلب على هذه المعيقات.
قد يهمك أيضًا: