جامعة خضوري

يتقاسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساحة حرم جامعة فلسطين التقنية "خضوري" في طولكرم شمال الضفة الغربية منذ عام 2000، ويمارس تدريبات لجنوده بالتزامن مع انتظام الدراسة فيها.
ويتمتع حرم أي جامعة باعتبارات خاصة تجعل من الصعب على الأمن اقتحامه إلا للضرورة القصوى، ويمنح الصرح العلمي الذي يقبع به ميزة إضافية عن غيره من الأماكن، لكن الوضع أصبح مختلفا في جامعة " خضوري".
ويقول الطالب الجامعي محمد منذر: "في جامعتنا أصبحت الحرمة ليس للجامعة بل للمعسكر الذي بناه الاحتلال على أرض الجامعة، فالاقتراب منه يستجوب المساءلة والاحتجاز والاعتقال".
ويضيف لوكالة "صفا" "أضحت أرض المعسكر ومحيطه مكانا محرما على طلبة خضوري ومعلميها في الوقت الذي تتخذه قوات الاحتلال ميدان رماية غير آبهة بحرمة المكان".
وتساءل: "في أي مكان في العالم تعامل الجامعات بهذه الطريقة؟ ففي فلسطين أصبح لدينا نوع جديد من التعليم وهو التعليم تحت أزيز الرصاص".
14 عاما من التوتر
من جهته، يقول خليل أبو علبة من قسم العلاقات العامة في الجامعة إن المشكلة بدأت عام 2000، حين وضعت قوات الاحتلال يدها على 200 دونم من الأراضي التابعة للجامعة، وحولتها لمعسكر لها، والتي تحولت بعد ذلك لأراضي واقعة خلف جدار الفصل العنصري.
ويشير إلى أنه لم يكتف الاحتلال بذلك، بل صادر 30 دونما أخرى من أراضي الجامعة تقع داخل الحرم الجامعي وضمها للمعسكر ونصب فيها قواعد تدريب لجنوده لتصبح على تماس مباشر مع الطلبة.
ويبين أن مساحة الجامعة الكلية 600 دونم، أصبح نصفها تحت سيطرة قوات الاحتلال وميدانا لتدريباتهم، مما يعني أن البيئة التعليمية في الجامعة تقع بشكل مستمر تحت أخطار محدقة، فلك أن تتخيل انتشار جنود الاحتلال وإطلاقهم الرصاص بشكل مستمر عدا عن الاعتداءات بمبررات واهية على طواقم الجامعة وطلبتها.
وينوه إلى أن سيطرة الاحتلال على هذه المساحة حرم الجامعة من خطط تطويرية ومن إنشاء مبان جديدة هي بأمس الحاجة لها وكبل كثيرا من الخطط التطويرية.
اعتداءات مستمرة
ويؤكد الطالب حسن سلمان أن جنود الاحتلال يتعمدون استفزاز الطلبة، فتراهم يقتحمون الحرم الجامعي ويعتدون على حراس الجامعة لفرض أمر واقع بعدم الاقتراب من حدود معسكرهم، وأحيانا يعتقلون طلبة ويستجوبونهم لفترات ثم يطلقون سراحهم.
ويقول: إن "المشكلة أن لا أحد يحرك ساكنا على المستوى الدولي تجاه هذه القضية، فأنا لم أسمع عن جامعة في العالم تحولت إلى معسكر بشكل صارخ مثل جامعتنا".
ويضيف "حين يكون في المكان تدريبات عسكرية لقوات الاحتلال فإن المطلوب من الطلبة والأكاديميين أن يحذروا من رصاص الاحتلال وليس مطلوبا من جنود الاحتلال أن يراعوا أنهم يتدربون في حرم جامعي يوجد به خمسة آلاف طالب!!!".
ويستطرد قائلا: "بدل أن تقام هنا الملاعب والمختبرات أقيمت أبراج عسكرية وأماكن رماية، وحين نحتج نقمع بالغاز المسيل للدموع ويتم اعتقالنا".
ويؤكد مدير مكتب رئيس الجامعة أحمد عمار أن ما يجري بحق جامعة فلسطين التقنية من انتهاكات مخالفة صارخة للقانون الدولي.
ويقول إن الجامعة تقوم بتحركات نشطة على مستوى السفراء والقناصل الأوروبيين وعلى مستوى الجامعات على مستوى العالم من أجل شرح هذه القضية التي تقف عائقا أمام تطور الجامعة.
ويشدد على أن الجامعة رغم كل عراقيل الاحتلال ومحاولة تهويد أرضها ضمن مشروع احتلالي مخطط له ستبقى تؤدي رسالتها.