القاهرة- سهام أحمد
تستعدّ مديريات التربية والتعليم على مستوى كل المحافظات لاستقبال العام الدراسي الجديد وما بين الوعود والحقائق يضطر التلاميذ لمعاودة دراستهم، فهناك من المسؤولين من أطلقوا وعودا بتجديد المدارس وبناء أخرى وتوفير سبل الأمان والنظافة والمستوى التعليمي الجيد، وهناك من فشل في تحقيق أي تقدم ليبدأ العام الدراسي الجديد بنفس مشكلاته وأزماته التي يعيشها الطلاب باستمرار.
محافظة الجيزة
تستقبل الجيزة أحد أكبر المحافظات على مستوى الجمهورية العام الدراسي الجديد ببناء 19 مدرسة جديدة تضم 315 فصلا بتكلفة 73 مليون جنيه، ليتم استيعاب الطلاب بكل من مراكز ومدن العياط وأطفيح والصف والبدرشين وأبوالنمرس والواحات البحرية إلا أن الإهمال وبعد المسافات ما بين الطلاب ومدارسهم وعدم وجود وسائل مواصلات تستوعب كل تلك الإعداد وعدم القدرة على السيطرة على جشع السائقين وسيطرة الباعة الجائلين حول المدارس وهو ما يتسبب في وقوع العديد من حالات التسمم، بجانب انتشار القمامة حول المدارس مثلما هو أمام مدرسة "أحمد زويل الرسمية للغات" بالعمرانية وغيرها من المشكلات التي ما زالت تهدد العملية التعليمية في محافظة الجيزة.
محافظة القليوبية
تشهد محافظة القليوبية حالة من التخبط ما بين تصريحات المسؤولين بأن كل شيء على ما يرام وما بين الواقع المخزي الذي يسيطر على مدارس المحافظة مترامية الأطراف فعلى الرغم من محاولات إنشاء 176 مدرسة فإنه لم ينته بالفعل ونحن على أعتاب العام الدراسي الجديد سوى 32 مدرسة فقط، لتنتشر القمامة والزواحف والحشرات حول وداخل المدارس وهو ما حدث بالفعل من تداول بعض الصور لوجود ثعابين وزواحف داخل مدرسة "أحمد زويل الرسمية للغات" وهم ما تم نفيه من جانب المسؤولين رغم وقوع تلك المدرسة بجانب الزراعات لينتقل نفس الإهمال وانتشار القمامة حول العديد من مدارس المحافظة ومنها مدرسة منشية بدوي ببنها التي تحيط بها القمامة والحيوانات الضالة من كل جانب والتي تهدد حياة الطلاب ليكونوا محاصرين ما بين سوء العملية التعليمية وتكدس الفصول والإهمال وعدم وجود النظافة والأمن.
بني سويف
تبدأ بني سويف عامها الدراسي الجديد بالعديد من التخبطات خاصة بعد أن أحال محافظ بني سويف المهندس شريف حبيب مخالفات بعض مدارس التعليم الخاص للنيابة الإدارية، كما قرر إيقاف كل من مدير عام مديرية التربية والتعليم، والقائم بعمل مدير التعليم الخاص عن العمل بعدما تم اكتشافه من مخالفات في البناء واستغلال الأماكن الخالية بالمدارس لبناء فصول دون الحصول على موافقات الجهات المختصة لاعتماد تلك المساحات لتكون مطابقة للمواصفات التي تضعها هيئة الأبنية التعليمية لضمان سلامة الطلاب.
ولأن اليوم الدراسي يبدأ خارج المدارس بداية من وسيلة المواصلات التي تنقل الطلاب إلى مدارسهم حيث يعاني التلاميذ أثناء ذهابهم للمدرسة بسبب تلك المعديات المتهالكة التي تربط ضفتي النيل والتي لا توجد وسيلة في الغالب غيرها لبعد المسافات خاصة لنقل التلاميذ بمركزي ببا والفشن وقرية غياضة ببني سويف لتصبح معاناة كل يوم خاصة لطلاب المدارس الثانوية العامة والفنية سواء الصناعية أو التجارية ليقع الطلاب فريسة للموت في كل لحظة في ظل نقلهم بعبارات متهالكة وقوارب شراعية عفا عليها الزمن.
الفيوم
سوء حالة المواصلات وتكدسها والارتفاع الشديد في كثافة الفصول بجانب قلة عدد المدرسين وتهالك المدارس التي بنيت من الستينيات حتى أن بعضها صدرت لها قرارات إزالة وأخرى نزع ملكية هو أهم ما يهدد العملية التعليمية في محافظة الفيوم خاصة في مركز سنورس الذي يوجد به العدد الأكبر من المدارس التي أصبحت كالصناديق المغلقة على التلاميذ دون وجود أي مقاومات لعملية تعليمية جيدة مثلما هو في مدرسة جرفس الابتدائية وفوزي مراد والساحة الابتدائية ومدرسة الريان الابتدائية والتي لا يوجد بها أي وسائل للتهوية رغم كثافة الفصول ومدرسة ذوالفقار الثانوية التي لا يوجد إليها أي وسيلة مواصلات تصل إليها سوى السير على الأقدام التي تقع أيضا بمركز يوسف الصديق وغيرها.
الأقصر
"المدارس الأثرية" هي كلمة السر فقد تحولت المدارس في تلك المحافظة السياحية كالآثار ولكن دون أن تجد من يزورها إلا التلاميذ المهددين كل عام فالمدارس بمحافظة الأقصر خاصة الحكومية قديمة قدم آثارها مثل مدرسة "النقراشي الابتدائية بمدينة إسنا" التي بنيت عام 1935 والتي أصبحت مهددة بالانهيار حتى إنه صدر قرار بإزالة الطابق الثاني بها وإلغاء الدراسة بها العام الماضي وفي مدرسة "القريا الجديدة" يعاني الطلاب أيضا خوفا من تهالكها بعد أن أصبحت آيلة للسقوط.
ومن المدارس أيضا الآيلة للسقوط مدرسة "سيدي خضري" والتي تم تأجيرها من أصحابها الأصليين عام 1920 والواقعة بجوار المعهد الديني بأسنا ومدرسة أبوبكر الصديق التي تخلو من الفناء تماما وتهدد حياة الطلاب بعد أن أصبحت معرضة للانهيار في أي وقت لتصبح الكثير من المدارس غير قادرة على استقبال الطلاب الذين يتضاعف عددهم كل عام في ظل غياب الاستراتيجية الواضحة لاستيعاب كل هذه الإعداد ليظل الطلاب يعانون المدارس المتهالكة ووسائل المواصلات غير الآمنة.
الإسماعيلية
وما بين القنطرة شرق وغرب يقف الطلاب والمعلمون في حيرة من أمرهم فهم معرضون للموت في أي وقت لاعتمادهم بشكل أساسي على المعدية في رحلتهم اليومية من وإلى مدارسهم حيث تبعد مدينة القنطرة شرق عن محافظة الإسماعيلية بحوالي 40 كيلومترا كما يفصلها المجرى الملاحي لقناة السويس عن القنطرة غرب ليصبح تهالك المعديات وتوقفها لأيام طويلة والزحام الشديد بها هو الأزمة الحقيقية خاصة أن كوبري السلام بالقنطرة غرب يبدأ العمل به الساعة الواحدة فجرا ويغلق في الساعة السابعة صباحا وهو على عكس مواعيد الطلاب ليؤكد محافظ الإسماعيلية أنه مع بدايه عمل أنفاق قناة السويس في 30 يونيو 2018 سيحل الكثير من المشكلات التي تواجه المواطنين.
الدقهلية
طرق الموت تهدد التلاميذ في رحلتهم اليومية سواء كان على مستوى صيانة الطرق التي أهملت لفترة طويلة أو الطريق الدائري الرابط بين مدن ومراكز المحافظة لينتشر على جانبي الطريق العشوائية والإهمال والمطبات.
وإذا كان الحال على الطرق بهذه الصورة فداخل المدارس حدث ولا حرج فهناك أكثر من 150 مدرسة آيلة للسقوط مما اضطر هيئة الأبنية التعليمية لضم عدد كبير من التلاميذ لمدارس أخرى للعمل فترتين وهو ما أدى لتقليص مدة الحصة الدراسية وهو ما حدث بالفعل خلال السنوات الماضية بعد أن تجاوزت كثافة الفصل الـ80 تلميذا بالإضافة إلى حاجة العديد من المدارس للترميم والتي بنيت منذ عام 1950 مثل مدرسة "ميت مزاج الإعدادية" و"الأميرية" و"المعهد الديني الأزهري" بعكس ما أعلن من تصريحات بأن جميعها جاهزة لاستقبال الطلاب.
الشرقية
يستقبل التلاميذ عامهم الدراسي الجديد بالمعاناة في ظل وجود مدارس متهالكة وأثاث قديم بالٍ لاتسع لتكدس الطلاب الذي تتميز به مدارس الشرقية خاصة الحكومية بها لتتحول المدارس إلى بيوت مهجورة غير قابلة للاستخدام الآدمي بعد أن خلت خلال الأعوام الماضية من التلاميذ والمدرسين الذين اكتفوا معا بالدروس الخصوصية في ظل صعوبة العملية التعليمية داخل المدارس.