القاهرة - مصر اليوم
وقعت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وجامعة عين شمس المصرية وجامعة فيليبس ماربورج الألمانية، مذكرة تفاهم ثلاثية للتعاون المشترك بمجال حماية التراث الثقافي والطبيعي في دول العالم الإسلامي، من خلال تعزير البحث العلمي التكنولوجي في مجالات الحفاظ على التراث وإدارته، وإعداد وتنفيذ برامج أكاديمية مشتركة في هذا المجال، ومنها برنامج ماجستير في حفظ ورقمنة التراث الأرشيفي، وإعداد وتنفيذ برامج ومنح دراسية في مجال التراث، وبناء قدرات العاملين فيه.
جاء ذلك خلال الزيارة، التي قام بها الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ووفد المنظمة المرافق له، إلى مقر جامعة عين شمس بالقاهرة، حيث استقبلهم الدكتور محمود المتيني، رئيس الجامعة، بمقر رئاسة الجامعة في قصر الزعفران التاريخي، بحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء عدد من الكليات.
وفي مستهل الزيارة عقد الجانبان اجتماعا ناقشا خلاله آفاق التعاون بين الإيسيسكو وجامعة عين شمس، في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل علوم الفضاء وتطبيقاته، والكراسي العلمية، وتدريب الشباب على صون وحماية التراث، حيث استعرض الدكتور المالك أبرز محاور الرؤية الجديدة للإيسيسكو وتوجهاتها الإستراتيجية في أفق عام 2025، فيما قدم الدكتور المتيني عرضا حول جامعة عين شمس وأبرز الكليات التي تضمها، موضحا أنه يدرس بالجامعة أكثر من 200 ألف طالب وطالبة، ويعمل بها 14 ألف عضو هيئة تدريس وهيئات معاونة. وفي ختام الاجتماع أكد الجانبان حرصهما على بناء تعاون مثمر.
وعقب الاجتماع بدأت مراسم توقيع مذكرة التفاهم، والملحق الخاص ببرنامج الماجستير، بمشاركة ممثلين عن جامعة فيليبس ماربورج الألمانية حضوريا، والدكتور ألبرت فوس، رئيس مركز الدراسات الإسلامية بالجامعة من ألمانيا، عبر تقنية الاتصال المرئي.
وفي كلمته جدد رئيس جامعة عين شمس الشكر للمدير العام للإيسيسكو، على زيارته إلى الجامعة، وأشاد بالانفتاح الذي تشهده المنظمة، وتعاونها الكبير مع الجامعات في دولها الأعضاء وغيرها، مشيرًا إلى أن هناك مجالات كثيرة تتلاقى فيها رؤية الإيسيسكو مع اهتمامات جامعة عين شمس، خصوصا ما يتعلق ببناء قدرات الشباب وتأهيلهم لمواجهة تحديات المستقبل.
وقدم الدكتور ممدوح الدماطي، القائم بأعمال عميد كلية الآثار بجامعة عين شمس، عرضا حول مذكرة التفاهم، والتعاون في التدريب وبناء القدرات والمنح الدراسية، موضحا أن الماجستير يتضمن دراسة لمدة عامين أحدهما في جامعة عين شمس، والثانية في جامعة فيليبس ماربوج. فيما عبر الدكتور ألبرت فوس عن سعادته بمشاركته في هذا التوقيع، مشيرا إلى أن تعاون جامعته مع جامعة عين شمس متواصل منذ 10 سنوات، وهناك خطط لانضمام ثماني جامعات ألمانية أخرى لهذا التعاون.
ومن جانبه ثمن الدكتور أيمن صالح، نائب رئيس جامعة عين شمس لشؤون الدراسات العليا والبحوث، توجه الإيسيسكو إلى التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث، وتشجيع الاستثمار في علوم الفضاء، موضحا أن برنامج الماجستير سيقدم منحا للدارسين من دول العالم الإسلامي وخارجها في حفظ وإدارة التراث.
وفي كلمته أكد الدكتور المالك أن رؤية الإيسيسكو تولي اهتماما كبيرا للحفاظ على التراث، حيث أنشأت مركز التراث في العالم الإسلامي، ليكون الأداة الناجعة في تنفيذ استراتيجية المنظمة لحماية التراث، واستدامة دوره التنموي لكافة شعوب الدول الأعضاء. كما شرعت المنظمة في تدشين البرامج الأكاديمية الخاصة بتدريس التراث وربطه تطبيقيا بالتقنيات الحديثة، من أجل إعداد الأطر المؤهلة علميا والقادرة فنيا على إدارته وحمايته.
واختتم كلمته بتجديد التأكيد على أن منظمة الإيسيسكو تمد يدها لكل الجهات الدولية والأكاديمية العاملة في مجالات التراث والذكاء الاصطناعي، للتعاون البناء من أجل تعظيم توظيف الذكاء الاصطناعي في التراث بكل مكوناته ومفرداته وأنماطه، داعيا إلى عقد مؤتمر علمي دولي حول استخدام تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة في مجالات التراث.
وبعد ذلك وقع الدكتور المالك والدكتور المتيني مذكرة التفاهم، قبل أن يقوم المدير العام للإيسيسكو، والوفد المرافق له، بزيارة إلى مجموعة المخطوطات التراثية في جامعة عين شمس، والمعمل الخاص بترميمها، حيث استمع إلى شرح من المسئولين حول مراحل عملية الترميم، والآلية التي يتم العمل بها.
قــــــــــــــــد يهمك أيضأ :
وزيرة الثقافة ومدير الإيسيسكو يفتتحان فعاليات القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية 2022
وزيرة الهجرة المصرية تستعرض محاور المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" مع مدير منظمة "إيسيسكو"