تونس ـ أ.ف.ب
قضت المحكمة الابتدائية في ولاية منوبة (شمال شرق) الخميس بعدم سماع الدعوى في قضية حبيب القزدغلي عميد كلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة المتهم بصفع طالبة منقبة، في محاكمة تعكس صراعا سياسيا بين اسلاميين وعلمانيين في تونس. وأصدرت المحكمة في القضية ذاتها حكما بسجن طالبتين منقبتين (احداهما اتهمت العميد بصفعها) مدة شهرين مع تاجيل النفاذ بتهمة "هضم جانب موظف حال مباشرته لوظيفته بالقول" و"الإضرار بملك الغير" وذلك بحسب نص الحكم الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه. وقال القزذغلي لوكالة فرانس برس "أنا مرتاح لانتهاء هذا المسلسل، وفخور بالقضاء التونسي الذي أظهر استقلاليته رغم محاولات البعض توظيف هذه القضية". كما عبر عن ارتياحه "لفشل محاولات النيل من حداثة الجامعة في تونس". وفي السادس من آذار/مارس 2012 اقتحمت طالبتان منقبتان مكتب العميد بدون إذن منه وتهجمتا عليه وبعثرتا اثاث مكتبه وحاولتا اتلاف وثائقه، بعدما احيلت احداهما وتدعى ايمان بروحة، في الثاني من الشهر نفسه على مجلس تأديب الكلية الذي عاقبهما بالرفت من الدراسة لمدة 6 أشهر لرفضها الامتثال لقرار المجلس العلمي القاضي بعدم السماح بارتداء النقاب داخل قاعة الدرس. واقامت ايمان بروحة دعوى قضائية ضد العميد اتهمته فيها بصفعها. وقد سلمها طبيب يقال انه اسلامي شهادة طبية زعم فيها انها تعرضت للصفع رغم انه لم تكشف وجهها امامه. وأصدر احد فروع عمادة الاطباء التونسيين تقريرا أكد فيه ان الطبيب لم يطلع على هوية الفتاة المنقبة ولم يعاين أثار الصفعة المزعومة على وجهها. وشرعت المحكمة في النظر في هذه القضية منذ الخامس من تموز/يوليو 2012. وتأجلت القضية 6 مرات وسط اتهامات لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة بالضغط على القضاء من اجل ادانة العميد وهي امور نفتها الحركة.