كشف تقرير جديد لمنظمة اليونسكو صدر بمناسبة الذكرى الـ16 لميلاد مراهقة باكستانية أصيبت برصاص طالبان لأنها كانت تروج لتعليم الفتيات، أن 57 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، ويعيش نصفهم في البلدان المتأثرة بالصراعات. أصدرت وكالة اليونسكو ومنظمة أنقذوا الطفولة هذه الدراسة قبل أول ظهور لـ"ملالا يوسف" اليوم الجمعة في الأمم المتحدة، وقد عادت ملالا إلى المدرسة في مارس/آذار الماضي بعد العلاج الطبي في بريطانيا من الإصابات التي تعرضت لها في هجوم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ومن المقرر أن تخاطب ملالا أكثر من 500 من القادة الشباب حول العالم في ملتقى الشباب الذي نظمه رئيس الجمعية العامة فوك يريميتش ومبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق غوردون براون. من ناحيتها أطلقت الأمم المتحدة على يوم 12 يوليو/تموز "يوم ملالا". ووفقا للتقرير، انخفض عدد الأطفال في سن المدرسة الابتدائية الذين لا يحصلون على تعليم من 60 مليون في 2008 إلى 57 مليونا في عام 2011، ولكن خلال تلك الفترة ارتفعت نسبة الشباب الذين لا يذهبون للمدارس الابتدائية في بلدان الصراعات من 42% إلى 50%. وقالت مؤسسة أنقذوا الأطفال إن التقرير يبيّن أن هناك أكثر من 3600 من الهجمات الموثقة على التعليم في العام 2012، بما في ذلك العنف والتعذيب والترهيب ضد الأطفال والمدرسين، مما أدى إلى وفيات أو إصابات خطيرة، فضلا عن قصف المدارس وتجنيد الأطفال في سن المدرسة من قبل الجماعات المسلحة. ويشير التقرير إلى أن الصراع المتواصل في سوريا منذ أكثر من عامين تسبب في دمار 3900 مدارسة، تضررت أو محتلة لأغراض غير تعليمية. ووجد التقرير الذي يحمل العنوان "الأطفال المقاتلون يعودون إلى المدرسة"، أن 95% من اثنين مليون وثمانمائة وخمسين من الأطفال الذين لا يحصلون على التعليم الابتدائي يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويوجد 44% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و19% في جنوب غرب آسيا و14% في الدول العربية. وأوضحت اليونسكو في التقرير أن الفتيات يشكلن 55% من الإجمالي وغالبا ما يكنّ ضحايا للاغتصاب وأعمال العنف الأخرى التي ترافق النزاعات المسلحة. وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا "إن النزاعات المسلحة في العديد من البلدان الأكثر فقرا في العالم لا تدمر البنية التحتية للمدارس فقط، ولكنها تقضي على آمال وطموحات جيل كامل من الأطفال".