نوقشت هذا المساء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ،سايس، فاس ، أطروحة دكتوراه التي تقدم بها الطالب الباحث الشيخ التجاني ولد أحمدي تحت عنوان: ( تاريخ القرآن الكريم - دراسة نقدية تحليلية -) بإشراف الدكتور عبد العالي المسؤول. وقد أثنت اللجنة على الطالب الباحث ،ومنحته شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا. يذكر أن الأطروحة اشتملت على مقدمة وتمهيد وبابين، وحاول الباحث اتساقها وتناسبها ما أمكن، ليكون بناؤها بناء محكما رصينا متوائما مع الأفكار وتسلسلها، والمعلومات ومواقعها.فالمقدمة: فيها إشارة إلى أهمية الموضوع وأسباب اختياره، وإشكاليته، والدراسات السابقة فيه، والمناهج المستخدمة في معالجته، وموجز لخطة البحث.أما التمهيد: فقد انعقد للبحث في التاريخية من خلال البحث في أصولها عند الغربيين و عند الحداثيين، وموضوع تاريخية القرآن، وفهم المسلمين لها. أما البابان فانفرد كل واحد منهما بقسم من تاريخ القرآن الكريم، لأنه -كما هو معلوم- فإن تاريخ القرآن ينقسم إلى تاريخ النزول، وتاريخ المصحف، ولذا خصص الباب الأول لتاريخ النزول، وهو يبدأ من وجود القرآن؛ أي من يوم نزوله على النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء إلى نهاية التنزيل، والبحث فيه يكون في تاريخ نزول الآيات زمانيا ومكانيا في زمن التنزيل، وعن ترتيب الآيات التي يقطع بترتيبها في هذه الزمن، والسور التي يرجح ترتيبها أو أغلبها في هذه الزمن أيضا، وتاريخ النزول يعتبر الأصل المؤسس لكل تاريخ القرآن. وختم الباحث أطروحته بمجموعة الاستنتاجات التي توصل إليها. كما ذيل البحث بفهارس عامة للآيات، والأعلام المترجم لها، والمصطلحات المعرفة، والموضوعات.يذكر أن هذا البحث تطلب استخدام مناهج متنوعة ومتكاملة لكي تحقق المطلوب وتبلغ إلى المراد، فكان منهج الاستقراء؛ لاستقراء المسائل التي تستحق مني العناية وتدخل في صلب اهتمامي وتركيزي، ثم المنهج الوصفي عند عرض القضايا وتحريرها، وأحيانا تجتمع المناهج فيكون الوصف والتحليل والمقارنة، أما النقد فيأتي في ثنايا مناقشة القضايا والتعقيب عليها أحيانا.