القاهرة- مصر اليوم
نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة ظهر اليوم الأحد السيمنار العلمي البحثي الأول، لهذا العام الجامعى تحت عنوان "المداخل الجديدة لدراسة اقتصاديات وسائل الإعلام.. مقارنة نظرية ومنهجية"، وأداره د. محرز غالي الأستاذ بقسم الصحافة بالكلية ، عبر المنصة الإليكترونية، بمشاركة واسعة من الأساتذة والباحثين المهتمين بمجال اقتصاديات صناعة الإعلام في الوطن العربي.
وحول فلسفة انعقاد السيمنار، وأهدافه أكدت د. هويدا مصطفى عميد الكلية ان هذا السيمنار يمثل نقطة انطلاق لدورية انعقاده، التى تم التخطيط لها، بحيث يمكن فتح آفاق بحثية جديدة، وتناول القضايا ذات العلاقة بتخصصات الإعلام المختلفة، وفي الوقت ذاته توظيف تلك التوجهات البحثية، لخدمة المجتمع في ضوء رؤية علمية ومنهجية، لمواجهة المشكلات التي تتعرض لها المؤسسات الإعلامية والصحفية المصرية والعربية والإقليمية.
وأوضحت د. وسام نصر وكيل كلية الإعلام لشئون الدراسات العليا للسيمنار في بداية اللقاء العلمي المنظمة أن انطلاق فكرة تنظيمه جاءت في إطار الضرورة الملحة في ملاحقة ومسايرة التطورات البحثية الدولية في مجال الإعلام، ومحاولة إلقاء الضوء على تلك التجارب البحثية والمهنية لدعم وتعزيز الاستفادة من البحث العلمي في مجال الإعلام لتطوير واقعه الحالي على المستويين المحلي والإقليمي.، خاصة في ظل تعددية المتغيرات وتنوعها.
ويمثل انعقاد السيمنار خطوة مهمة في إطار اهتمام كلية الإعلام بفتح مجالات بحثية متعددة، بما يواكب أحدث المستجدات العلمية علي مختلف التخصصات، ويضع الواقع الإعلامى في بؤرة الاهتمام البحثي، بحيث تصبح الدراسات والبحوث الإعلامية قادرة على طرح حلول علمية لما يواجهه الإعلام العربي من أزمات ومشكلات.
وعبر مداخلتها في السيمنار ، قالت د. ليلى عبد المجيد مدير وحدة الجودة بكلية الإعلام، إن الدعوة لتنظيم السيمنار العلمي يأتي في إطار دور الكلية في تنظيم أولويات موضوعات الأجندة البحثية الواجب لفت الانتباه إلى دراستها لدى الباحثين، داعية أساتذة كليات الإعلام واقسامه في الوطن العربي إلى الانتباه للتطورات الخاصة بمجال اقتصاديات صناعة الإعلام وتنفيذ العديد من الخطط البحثية الساعية لدراسة الواقع الحالي والظواهر الجديدة في مهنة الإعلام؛ لإحداث نقلة نوعية داخل المؤسسات الصحفية.
وأوضح د. محرز غالي، مدير السيمنار العلمي البحثي الأول، أنه منذ تبلور علم الاتصال كأحد أهم العلوم الاجتماعية والإنسانية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، انصرف اهتمام الباحثين إلى دراسة تأثيرات الظاهرة الاتصالية، ودور وسائل الاتصال المختلفة ووظائفها في المجتمع، مشيرا إلى أن ذلك جاء انطلاقا من فرضية رئيسة مؤداها أن مؤسسات الإعلام هي مؤسسات اجتماعية في المقام الأول، دون اعتبارها مؤسسات اقتصادية أو ربحية، وهو ما أدى إلى تركيز الدراسات والبحوث على دراسة الجوانب الوظيفية لوسائل الإعلام، والأطر القانونية والتشريعية المنظمة لعملها، وكذلك حدود التداخل بين الظواهر الإعلامية والاتصالية وعلاقتها بالظواهر السياسية والثقافية والاجتماعية السائدة في المجتمع ، وليس انتهاء بتأثير التطور التقني على عمليات الإنتاج الصحفي والإعلامي.
وأشار د. محرز غالب إلى أن أصحاب المنشآت الصحفية والإعلامية خلال القرن الماضي لم يعوا أهمية الجوانب الإدارية والاقتصادية الأمر الذي جعل كثيرا من الباحثين في مجال الإعلام ينظرون إلى هذه المرحلة الزمنية على اعتبار أنها مجرد مرحلة "تجريب" يغلب عليها الطابع الارتجالي غير العلمي.
ولفت إلى أن الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم منذ القرن الماضي دعت إلى ضرورة ملاحقة ورصد اقتصاديات صناعة الإعلام، موضحا بأن الأزمات المالية داخل المؤسسات الصحفية والإعلامية نتيجة ندرة الموارد، أدت إلى تعزيز الحاجة البحثية لرصد أساليب إدارة تلك المؤسسات بسبب الاضطراد المستمر في تكاليف الإنتاج، وإدراك ملاك المؤسسات الصحفية والإعلامية أنفسهم لأهمية الجوانب الاقتصادية والإدارية في حياة المشروعات الصحفية، وفي ضمان قدرتها على البقاء والاستمرارية.
واستعرض د. غالى تاريخية الاهتمام بمجال اقتصاديات الإعلام لاتجاه الملاك وأصحاب رأس المال إلى ضرورة تنظيم هذه الصناعة وفقا لمتطلبات السوق، وكذلك ضرورة الاستعانة بأنماط مختلفة من المديرين المحترفين، لافتا إلى أن تطورات صناعة الإعلام أفرزت كثيرا من الأفكار الإدارية المهمة والمتطورة مثل ضرورة الفصل بين الملكية والإدارة، وضرورة وضع سياسات إدارية ومالية لهذه المشروعات، يتم في ضوئها محاسبة المديرين الجدد Non –Owner Manager، وهو الأمر الذي استلفت أيضا انتباه كثير من الباحثين الإعلاميين، الذين بدأوا منذ بدايات هذه المرحلة الجديدة من مراحل تطور الإدارة الصحفية ، ينشغلون بدراسة الجوانب الإدارية والاقتصادية وتأثيرها في حياة المشروعات الصحفية والإعلامية.
واستطرد د. غالي موضحا مدى استفادة الكثير من الدراسات الإعلامية -حسب تعبيره- من التطورات الكبيرة في نظريات الإدارة ونظريات الاقتصاد على المستويين الكلي والجزئي Macro & Micro level ، ومحاولة تطبيقها في مجال إدارة المؤسسات الصحفية والإعلامية ، وكذلك استعانتها بأساليب التحليل الإحصائي ومناهج التحليل الكمي في دراسة كثير من الظواهر الاقتصادية ، خاصة ما يتعلق منها بدراسة سلوك المستهلكين ، وحساب التكاليف في مقابل العوائد والأرباح ، وحجم الإيرادات، حيث تجاوز ذلك الحد لدراسة خصائص سوق المنافسة وأنماطها وتأثير المنافسة على جودة المنتج الإعلامي وعلى اقتصاديات المشروعات الصحفية والإعلامية، حسب تعبيره.
وأشار مدير السيمنار العلمي إلى أن العامل الرئيس الذي دفع بالكثير لارتياد حقل اقتصاديات الإعلام في مجال الدراسات العلمية، لما يثيره من قضايا وإشكاليات ، يتمثل بدرجة كبيرة في طبيعة التحديات والأزمات المالية والإدارية التي بدأت تواجهها المؤسسات الصحفية منذ بدايات ستينيات القرن الماضي تحديدا، ومن بعدها المؤسسات الإعلامية الأخرى، سواء ما تعلق منها بضغوط المنافسة السوقية ، وتراجع عائدات المؤسسات الصحفية من التوزيع والإعلانات، نتيجة منافسة الوسائل الرقمية المستحدثة ، أو ما تعلق منها بنمو ظاهرة الاحتكارات وسيطرة السلاسل والمجموعات الاحتكارية الكبرى على أسواق المنافسة ، وهيمنتها على الصحف والمشروعات الإعلامية المستقلة غير ذات النزعة التجارية ، بما ترتب عليه من غياب حرية المنافسة وغياب التعددية والتنوع، مرورا بجمود المؤسسات الصحفية والإعلامية على المستويين الإداري والإعلامي وتزايد معدلات انصراف الجمهور عنها ، وليس انتهاء بتزايد معدلات خسائر الكثير من المشروعات الصحفية والإعلامية، نتيجة ارتفاع تكاليف الانتاج، في مقابل تراجع معدلات الربحية ، وهو الأمر الذي دفعهم لدراسة مثل هذه الجوانب ، وتحليل كل الظواهر المتصلة بها، بهدف الوقوف على علاجها ، ومحاولة تطوير أوضاع هذه الصناعة ، ليس باعتبارها فقط تمثل أحد أهم الصناعات التي تسهم في تعزيز الاقتصاد القومي، وإنما باعتبارها أحد الركائز المهمة في الحفاظ على النظام الديموقراطي للمجتمعات الغربية ودعم بقائه وتطوره.
وفي نهاية السيمنار العلمي توجهت د. وسام نصر وكيلة كلية الإعلام لشئون الدراسات العليا بالشكر للدكتور محرز غالي على إدارته للسيمنار العلمي الأول، وإلى المشاركين من الاساتذة والباحثين المهتمين في مجال الإعلام، موضحة أن السيمنار العلمي سوف يتاح ما تم في جلسته الاليكترونية عبر الصفحة الرسمية لكلية الإعلام جامعة القاهرة عبر الانترنت.
وقد يهمك أيضًا:
فوز طالب إعلام القاهرة بمسابقة فنون الغناء على مستوى الجامعات المصرية
جامعة القاهرة تحقق طفرة في تصنيف الاستشهادات العلمية الإسباني يناير