المنيا -جمال علم الدين
أكد الدكتور محمد البدري، أستاذ الجغرافيا في كلية الآداب في جامعة المنيا، أن مصر دولة مستوردة للمياه، لأنها دولة مصب وليست دولة منبع، فهي آخر دولة مشتركة في حوض النيل، ويصلها فائض مياه النيل التي تعبر معظم دول أفريقيا، وكان الحاكم، في زمن الفراعنة، يحذر الرعية من تلويث مياه النيل، بل كان النيل مقدسًا إلى حد العبادة، واعتباره آلها، وكان يتم اختيار أجمل فتاة وإلقائها في نهر النيل، كعروس له.
وأكد "البدري" إن مصر مقبلة على كارثة مائية، بسبب سد النهضة، سواء انهار أو اكتمل بناؤه، موضحًا أن إسرائيل أخذت بذور القطن المصري، وتزرعها في صحراء النقب، وأن أميركا، فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، منحت مصر نحو 20 مليون دولار للتنمية الزراعية، لكنها قضت على الزراعة بالمبيدات المسرطنة، وتحولت مصر من بلد زراعي إلى بلد مستورد لكل شيء، حتى القمح.
وأوضح، خلال ندوة بعنوان "مستقبل المياه في مصر"، نظمها مركز الإعلام، بالتعاون مع مديرية الزراعة، وحضرها أحمد يوسف عثمان، وكيل وزارة الزراعة، ومنال الصناديقي، مديرة مركز الإعلام، وشحاتة محمد شحاتة، مدير عام الإرشاد الزراعي، وعبد الوهاب حامد، مدير عام الشؤون الزراعية، أن قضية المياه يمكن أن تتحول إلى "دم"، فظاهرة الثأر بدأت في الصعيد بسبب نزاع مزارعين حول أسبقية الري. وأضاف: "نحن أول دولة في العام أنشأت وزاره للري، ووزير المياه أهم من وزير المال، ومصر لا تتوقف عن إنتاج البشر، رغم أن الموارد وحصة المياه المقررة لمصر، بواقع 55 مليار متر مكعب سنويًا، تتراجع.