المنوفية / امل محمود
انطلقت فعاليات المؤتمر الدولى لكلية الآداب، في جامعة المنوفية، بعنوان "أزمة العلوم الانسانية والمجتمعية في ظل عالم متغير"، الأحد، حيث بدأت الجلسة الافتتاحية بحضور الدكتور عادل مبارك، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور عبد الرحمن قرمان، نائب رئيس الجامعة لشؤن البيئة وخدمة المجتمع، والدكتور أحمد فرج القاصد، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور أسامة مدني، عميد كلية الآداب، ورئيس المؤتمر، والدكتورة هويدا عزت محمد، وكيلة الكلية للدراسات العليا والبحوث، ومقررة المؤتمر، والدكتور السيد السعيد، المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة، وعدد من الأساتذة، وأعضاء هيئة التدريس، والقيادات السابقة في الكلية، وعدد من ممثلي الجهات الراعية والمشاركة ، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، وعدد من الباحثين، من جامعات مصر والدول العربية، وعدد من الإعلاميين من وسائل الإعلام.
وصرح الدكتور السيد السعيد بأن المؤتمر يناقش ٦٢ بحثًا محكمًا لأكثر من ٨٠ باحثًا، من مصر و الدول العربية، والجهات الأجنبية المشاركة، على مدار ثلاثة أيام متتالية، ويهدف المؤتمر إلى دراسة التطور في البحوث والدراسات الاجتماعية والإنسانية ، ورصد ما يواجه تطبيق العلوم من أزمات، والسعي نحو تقديم توصيات فعالة، لربط العلوم والبحث العلمي ودراسات المجتمع بالواقع، ومشكلاته، وما يعترضه من أزمات.
وأشار إلى أن المؤتمر يعالج أربعة محاور أساسية، هي "العلوم الإنسانية - تشخيص الأزمة"، و"العلوم الإنسانية - جدل المناهج"، و"العلوم الإنسانية - الأطر المعرفية"، و"العلوم الإنسانية - آفاق المستقبل".
والقى "السعيد" كلمة، نيابة عن رئيس الجامعة، لارتباطه بمهمة رسمية، لتمثيل مصر في الدورة الـ21 للمجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، في جامعة قطر، في الدوحة، حيث أشار رئيس الجامعة، في كلمته، إلى أن مصر، وبعد ثورتي يناير / كانون الثاني، ويونيو / حزيران في أشد الحاجة إلى معالجة أزمة العلوم الإنسانية، وخاصة بعد اضطراب بعض الأخلاق والسلوكيات، لضمان مستقبل أفضل للمجتمع المصري، وقال: "علينا تحديث أفكار كل المجتمعات في العالم النامي، التي تفضل العلوم التطبيقية والهندسية والطبية عن العلوم الإنسانية والاجتماعية، من خلال دراسات واعية ، ومن خلال مراجعة المناهج القديمة، حتى تتماشى مع مستجدات العصر، وعلومه، وما طرأ على المجتمع من تطور، في نظم الاتصال، وتطبيقات العلم.
وأشار الدكتور عادل مبارك، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب إلى أن العلوم الإنسانية، التي تبني الفرد، لا يجب أن تكون لديها أزمة ، لأنها من المفترض أن تبني تفكير الفرد، والمجتمع بأكمله ، فهي تعمل على دعم القيم الإيجابية، وتعديل القيم السلبية في المجتمع، وذلك من خلال التوافق بين العلوم الإنسانية والتطبيقية، آملاً أن يصل المؤتمر إلى توصيات وحلول لهذه الأزمة، من أجل تقدم ورقي المجتمع.
وقال الدكتور أحمد فرج القاصد، المشرف العام على المؤتمر، ونائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي: "العلوم الإسانية هي قاطرة التنمية في البلدان جميعًا، وتجب الإشارة إلى أن المتغيرات الكثيرة في منطقتنا تستلزم جهدًا، للوقوف على طرق علاجها في المستقبل، وهذا المؤتمر يقدم لنا رؤى جديدة لحل مشكلات الواقع، فمصر تنتظر نتائج مثل هذه المؤتمرات، حتى تستهدف بها التطبيقات العلمية، وإتاحة آفاق جديدة في البحث، ودعم التواصل بين حقول المعرفة المتنوعة".
وأضاف الدكتور عبد الرحمن قرمان، نائب رئيس الجامعة لشؤون المجتمع، إلى أن أهمية المؤتمر تأتي من أهمية موضوع البحث، وهو الإنسان، وتصرفاته، وسلوكه، وعلاقته السببية بين ما يدور في نفسه، والسلوك الخارجي، مبينًا أن الإنسان سيظل محل اهتمام في الأرض، لأن الله كرمه على سائر مخلوقاته . وأشار إلى أن هناك إشكالية في البحث عن العلوم الإنسانية، والعلوم الطبيعية، فثقافة الإنسان في مكان تختلف عن ثقافة الإنسان في مكان آخر، مبينًا أن البحث العلمي هو الطريق الأمثل للتقدم، ونجاح الدول الغربية وتقدمها يرجع إلى تقدمها في مجال البحث العلمي.
وأوضح الدكتور أسامة مدني، عميد الكلية، ورئيس المؤتمر، أن أزمة العلوم الإنسانية هي أزمة ثقة، كونها لا تخدم سوق للعمل، حيث تخدم الأكاديمية الرأسمالية اليوم التخصصات التطبيقية، ولكن تظل العلوم الإنسانية رافدًا مهمًا في مجالات سوق العمل، موضحًا أن خريجي العلوم الإنسانية هم الأنسب في ترويج سلعة ما، لكونهم يتفاعلون مع الأشخاص، من خلال مهاراتهم في التواصل، والقدرة على الإقناع، والتفاعل مع المجتمع المحيط.
وأوضحت الدكتورة هويدا عزت، مقررة المؤتمر، ووكيلة الكلية، أن المؤتمر يهدف إلى تقديم رؤى موضوعية، لترسيم الحالة الراهنه للعلوم الإنسانية، بهدف الكشف عن أعراض الخلل فيها، وأسبابه، للوصول إلى وضع رؤية استراتيجية، تتيح لهذه العلوم الخروح من أزمتها الراهنة. وأضافت أن المؤتمر يقوم على عدد من الأهداف، منها الوقوف على أهم الاتجاهات التقليدية والمعاصرة في العلوم الإنسانية، وإبراز أثر الجهود العلمية في خدمة العلوم الإنسانية، والمراجعات النقدية لتلك العلوم، بجانب السعي إلى إعادة ترسيم خرائط الدراسات الإنسانية.
والجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يعد المؤتمر الدولي الأول لكلية الآداب، في جامعة المنوفية، ويشهد مشاركة واسعة من الباحثين، من دول عديدة، وحضور إعلامي محلي ودولي. وتستمر فعالياته الثامن من نوفمبر / تشرين الأول.