القاهرة ـ وكالات
لم يصدق مديروا إدارات رعايات الشباب الجامعية أعينهم وهم يطالعون منشوراجديدا لوزير التعليم العالى «الإخوانى» مصطفى مسعد، يدعوا فيه الجامعات إلى إجراء انتخابات اتحادات الطلاب وفقا للائحة 79المعروفة بلائحة أمن الدولة . منشور الوزير المفاجىء، طالب الجامعات بالدعوة إلى إجراء الانتخابات خلال 15يوما من بداية الفصل الدراسى الجديد تاركا حرية وضع الجداول الزمنية وتحديد مواعيد بداية ونهاية أعمال الانتخابات للإدارات الجامعية، بما تسبب فى إرباك الجامعات التى تواجه انقساما طلابيا حادا حول إجراء تلك الانتخابات فى التوقيت الحالى ورفضا واسعا لانفراد طلاب الإخوان بوضع نصوص اللائحة الجديدة . الوزير، الذى أكد اعتماد اللائحة الطلابية، مرارا فى بيانات رسمية صادرة عن مكتبه خلال الأسابيع الماضية، لم يوضح أسباب تراجعه عن تطبيق اللائحة الجديدة التى دافع عنها بشدة فى مجلس الوزراء إلى أن تم إقرارها ونشرها فى الصحيفة الرسمية بشكل متعجل قبل صدور قرار جمهورى بها . مصادر مطلعة بوزارة التعليم العالى، أكدت أن الوزير أعطى تعليمات شفهية لنواب رؤساء الجامعات خلال اجتماعه بهم بتطبيق بعض بنود اللائحة الجديدة بشكل غير رسمى فى مراحل العملية الانتخابية المعلنة مع استمرار العمل بالبنود المالية والإدارية فى اللائحة القديمة للتحايل على أية أحكام قضائية قد تصدر ببطلان اللائحة الجديدة لنشرها بالصحيفة الرسمية قبل اعتمادها من رئيس الجمهورية . بينما أكدت مصادر جامعية أخرى، إن الدعوة للانتخابات فى ظل اللائحة المرفوضة طلابيا مجرد مناورة تم الاتفاق عليها بين الوزير وطلاب الإخوان الملسمين لخلق حالة من التوافق الطلابى حول اللائحة الجديدة باعتبارها أفضل الحلول المطروحة خاصة وأن هناك إجماعا بين القوى الطلابية المختلفة على رفض اللائحة الحالية . ذات المصادر أكدت اتجاه طلاب الإخوان لتنظيم مظاهرات رافضة لإجراء الانتخابات الطلابية وفقا للائحة 79الطلابية خلال أيام بشكل متصاعد لصرف القوى الطلابية الأخرى عن الاعتراض على إقرار اللائحة الطلابية الجديدة التى انفرد طلاب الإخوان بوضعها عن طريق ممثليهم فى اتحادات الجامعات المنتخبة العام الماضى، وتشتيت جهودها فى مواجهة استمرار تطبيق لائحة أمن الدولة وإجراء الانتخابات الطلابية فى غير موعدها الطبيعى للعام الثالث على التوالى فضلا عن منح الوزير غطاء طلابى مؤيد للائحة الجديدة بعد اتهامه بمحاباة طلاب الإخوان والتغاضى عن التشكيل غير القانونى لاتحاد طلاب مصر الذى قام بوضع اللائحة بحجة تمثيل الطلاب . فصول النضال الطلابى لانتزاع لائحة طلابية تعبر عن طموحاتهم لم تختلف كثيرا فى عهد الحكم الإخوانى عن العهد البائد الذى قام بإدخال تعديلات على اللائحة الطلابية فى عام 2007 بزعم الاستجابة لمطالب الطلاب والتأكيد على مشاركتهم فى وضعها رغم أنها جاءت معبرة فقط عن رغبات جهاز أمن الدولة ومجموعة شباب جمعية جيل المستقبل التى أسسها جمال مبارك لخلق قاعدة شبابية مؤيدة له . ورغم قيام وزير التعليم العالى الأسبق عمرو عزت سلامة بتعطيل العمل بلائحة أمن الدولة 79وتعديلاتها المختلفة وحل مجالس اتحادات الجامعات والدعوة إلى إجراء انتخابات طلابية طارئة فى مارس 2011إلا أن الوزراء المتعاقبين على منصب التعليم العالى فى حكومتى شرف والجنزورى لم يتمكنوا من إقرار لائحة جديدة بسبب ضغوط طلاب الإخوان الذين رفضوا الاعتراف بمجالس اتحادات الطلاب المنتخبة عقب الثورة مباشرة لقلة عدد ممثليهم بها، ومارسوا ضغوطا شديدة عن طريق المظاهرات والأغلبية الإخوانية فى مجلس الشعب المنحل وأجبروا الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى الأسبق على إجراء انتخابات طارئة فى نهاية العام الدراسى الماضى لينجحوا فى الفوز بمعظم مناصبها القيادية مستغلين انشغال طلاب الجامعات بالاستعداد للامتحانات الدراسية وعدم الإعلان بشكل كافى عن الانتخابات قبل إجرائها . وإمعانا فى السيطرة على الاتحادات الطلابية قام طلاب الإخوان بإجراء انتخابات فى الثانية فجر يوم 9مارس الماضى ـ بين ممثليهم فقط وفى غياب ممثلى 7جامعات من بينها جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان ـ لانتخاب مجلس اتحاد طلاب مصر علما بأن نص اللائحة التى أجريت الانتخابات وفقا لها لاتضم أية نصوص عن إجراء انتخابات لاتحاد طلاب مصر. ومع قدوم الوزير الإخوانى مصطفى مسعد للوزارة اتضحت أسباب ذلك الإجراء حيث تجاهل ممثلوطلاب الإخوان المسلمين مسودة الائحة التى وضعها الاتحاد السابق بمشاركة القوى الطلابية المختلفة، وقاموا بوضع لائحة أخرى فى غياب جميع القوى الطلابية الأخرى، مستغلين دعم الوزير مايسمى باتحاد طلاب مصر ودعوة ممثليه إلى اجتماعات إقرار اللائحة فى المجلس الأعلى للجامعات .