كيف تضعين حدا لسلوك الطفل العنيف

يكون الموقف صعبا بالتأكيد بالنسبة لأي أب أوأم قد رزقا بطفل يتصرف بعنف في سلوكه تجاه الآخرين. وقد يكون الأمر محرجا أيضا للأهل إذا كان الطفل يقوم بتصرفات مثل العض والضرب والركل والخدش. وبالطبع فإن العنف أحيانا قد يكون سلوكا طبيعيا من جانب الطفل ولكن عندما يصبح السلوك العنيف متكررا، أو يصبح هو طريقة تعامل الطفل مع أي شئ لا يعجبه ، فآنذاك يجب عليك أن تتدخلي لتغيير مثل هذا السلوك عند الطفل . وأول خطوة يجب أن تتبعيها هي محاولة معرفة الأسباب التي تجعل طفلك يتصرف بأسلوب عنيف لكي تتمكني من مساعدته على إيجاد أساليب أخرى يتصرف بها ويتعامل بها مع الآخرين. الطفل أحيانا ما بين 18 شهرا وعامين يجد أنه من الصعب عليه التعبير عن رغباته للآخرين ولذلك فإنه أحيانا يستخدم أسلوبا سلبيا للتعبير عن حاجاته ورغباته. وبالنسبة للأطفال ما بين ثلاث وست سنوات فإن اسلوبهم السلبي العنيف قد يكون بسبب عدم تعلمهم لأسلوب آخر يتعاملون به عند مواجهة أي موقف صعب. قد يكون سبب تصرف الطفل بعنف أنه يدافع عن نفسه أو تم وضعه في موقف به ضغوطات أو حتى يشعر بالغضب والإحباط. وبالإضافة لما سبق، فقد يكون سبب تصرف الطفل بعنف هو الإرهاق أو تقليد أسلوب من حوله. حاولي أن تعلمي طفلك طرقا بديلة يتصرف بها وانتظري مثلا أن يهدأ طفلك لتفهمي منه ماذا أغضبه مثلا في موقف معين حدث وما الذي جعله ينفجر غاضبا. يجب عليك أن تجعلي طفلك يفهم أنه من الطبيعي أن تنتابه مشاعر غضب ولكنه ليس من المقبول أن يقوم بالتعبير عن تلك المشاعر عن طريق الضرب والركل والعض.ويمكنك أن تشجعي طفلك على التعبير عن غضبه عن طريق الحوار أو الاستعانة بخبرة الأشخاص البالغين. يجب على طفلك أن يفهم أنه إذا انفجر في وجه شخص ما ، فيجب عليه أن يعتذر له وحتى إذا كان اعتذاره ليس صادقا في البداية فإنه مع الوقت سيدرك ويتعلم كيف يعتذر بصدق وبطريقة جيدة. وأحيانا قد يحتاج عنف الطفل أو تصرفاته العنيفة إلى تدخل طبي أو متخصص لأنه في بعض الأوقات قد يبدأ في إخافة الأطفال من حوله. ويمكنك أن تعملي مع طبيب الطفل على مساعدته في التخلي عن أسلوبه السلبي العنيف. إذا كنت تريدين لطفلك أن يكون هادئا ويتصرف بلطف ودون عنف فيجب أن تكوني أنت نفسك تتصرفين بهذا الشكل بدون اللجوء للصراخ والغضب لكي يتعلم طفلك منك كيف يكون سلوكه إيجابيا ولكي يتمكن أيضا من التحكم في مشاعره. يمكنك أيضا أن تتعاملي مع سلوك طفلك العنيف عن طريق تغيير نبرة ودرجة ارتفاع صوتك ، ولكى تساعدي طفلك على البقاء هادئا فعليك أن تتحدثي معه بصوت منخفض. يجب على طفلك أن يشعر أنك تتفهمين غضبه وأن يسمعك تقولين له أنا أعلم أنك غاضب ولكن لا يجب أن تتعامل مع غضبك هذا عن طريق اللجوء للضرب. يمكنك أيضا أن تعلمي طفلك كيف يتنفس بعمق أو يستخدم الكلمات للتعبير عن غضبه مما سيساعده في ألا يركز على شعور الغضب فقط. يجب أيضا أن تتحدثي مع طفلك خلال لحظاته الهادئة عن تصرفاته العنيفة وأسلوبه السلبي على أن توضحى له بكل جدية أن الضرب والركل كلها تصرفات خاطئة غير مقبولة. وإذا كان طفلك ما بين 18 شهرا وعامين فيجب عليك أن تتحدثي معه بأسلوب بسيط وتقولي له إن الضرب أسلوب خاطئ مع تكرار تلك النصيحة بصفة مستمرة. لا تجعلي طفلك يشاهد البرامج أو الأفلام التي تحتوي على مشاهد عنف ، فالبطل في أفلام الأطفال كثيرا ما يكون عنيفا مما يجعل طفلك يفهم أن العنف هو الوسيلة لحل المشاكل.