القاهرة - مصر اليوم
يبدأ الأهل فى تخيل الحياة التى سيحصل عليها طفلهم بمجرد ولادته وقدومه إلى العالم، ويبدأون فى التفكير فورا فى كل الأشياء العظيمة التى من شأن الطفل أن يحققها. وبالتأكيد فإن مهمة الأب أو الأم ليست مهمة سهلة، بل هى مهمة معقدة تأخذ وقت كل من الأب والأم كله أو جزءا كبيرا من وقتهما. وبالرغم من أن طريقة تربية الطفل تختلف من عائلة لأخرى إلا أنه توجد بعض المعالم المشتركة الخاصة بالتربية الخاطئة للطفل. وتقع على عاتق الأم الكثير من المهام الخاصة بتربية الطفل والتعامل معه ، حيث يجب أن تعلم الأم أنه من خلال تلك العملية فإنها سترتكب الكثير من الأخطاء التى ليس من الضرورى أن تؤثر على الطفل على المدى الطويل طالما أنها لن تكرر مثل تلك الأخطاء. ويجب على الأم أن تعلم أن فهم طفلها سيساعدها على اتخاذ القرارات الخاصة بحياته. ويقول بعض الخبراء إن تربية الأم نفسها وهى صغيرة من شأنها أن تؤثر على طريقة تعاملها مع طفلها وطريقة تربيتها له فهى تتأثر بالتجارب التى مرت بها وهى صغيرة. دائما ما يعمل الطفل على اختبار حدود صبر والده ووالدته ويعمل على تحديهما ويطلب دائما الكثير من الطلبات. ويجب على الأم أن تدرك أن هناك بعض الأخطاء التى ترتكبها والتى من شأنها أن تؤثر على طفلها سلبيا. إذا كان ابنكِ فى سن المراهقة وأنتِ تبالغين فى حمايته فاعلمى أن هذا الأمر سيؤثر عليه سلبيا وأنه سيعرضه للمشاكل أكثر من الطفل الذى يتعامل معه أهله بنوع من المسئولية ويعلمونه الاعتماد على النفس. وعندما يدرك الطفل ويرى وهو فى سن المراهقة أن أهله يبالغون فى حمايته ويمنعونه من القيام بأمور يُسمح لأصدقائه بالقيام بها، فإنه فى المقابل سيبدأ فى أن يحيط كل أمر يُفعل به بالسرية وبالتالى فإنه سيبدأ فى اللجوء للكذب. ويجب على الأم أن تعلم أن الطفل سيبدأ فى التشكيك فى سلطتها وفى عدم إعطائها الاحترام اللازم. وعلى الأم أن تدرك أنها يجب ألا تبالغ فى حماية طفلها لدرجة تجعله يصل لمرحلة التمرد. هناك الكثير من العوامل النفسية التى من شأنها أن تؤثر على الطفل إذا كانت أمه تتصرف وتتعامل معه على أساس أنه صديقها وليس على أساس أنها والدته وهو الأمر الذى سيفقد الأم الكثير من سلطتها بل إنه سيجعل الطفل لا يعطيها الاحترام اللازم. ويجب على الأم أن تعلم أن الطفل يجب أن يكون لديه بعض الحدود الموضوعة له وإلا فإنه سيبدأ فى وضع الحدود لنفسه. لا تقلقى بشأن كونكِ صديقة طفلكِ لدرجة كبيرة تمنعكِ من العمل على حمايته من المواقف التى قد تعرضه للخطر. وعلى الأم أن تدرك وجود فرق كبير بين المبالغة فى حماية الطفل وعدم حمايته على الإطلاق. يجب على الأم ألا تعتمد اعتماد كليا على الأدوية التى تعمل على تهدئة نشاط الطفل المبالغ فيه، ويجب ألا تعلمى طفلكِ أو تعطيه الانطباع أن الأدوية هى الحل السحرى لكل مشاكله أو كل صعوبة يواجهها وهو الأمر الذى قد يسبب له العديد من المشاكل الخطيرة فى حياته عند البلوغ. إن عدم تحميل الطفل مسئولية بعض أفعاله مثل الكذب والغش والسرقة وبعض الأفعال غير المقبولة الأخرى أمر سيجعل الطفل يعتقد أن القواعد لا تنطبق عليه. واعلمى أن تحميل الطفل مسئولية أفعاله منذ سن مبكرة فإنه سيتعلم أن هناك عواقب لأفعاله السلبية وغير المقبولة. على الأم أيضا ألا تسارع لإنقاذ طفلها فى حالة ارتكابه لأمر غير مسئول حتى يشعر الطفل بنوع من تحمل المسئولية وهو أمر سيجعل الطفل يتخذ بعض القرارات غير الحكيمة فى حياته بصفة عامة. ابتعدى تماما عن إخبار طفلكِ بأنه يجب ألا يقوم بأمر معين ليجدكِ الطفل بعد ذلك تقومين بنفس الأمر أو تتبعين نفس السلوك السلبى الذى تنهين طفلكِ عنه.