القاهرة - مصر اليوم
أميمة عزوز؛ واحدة من أهم مصممات الأزياء السعوديات، ليست فقط لموهبتها الأصيلة وتفردها، ولكن لتبنيها استراتيجية لتوطين صناعة الأزياء في المملكة، فهي أول من أسس لجنة للموضة والأزياء بغرفة جدة، وتسعى لتأسيس أول نقابة أو جمعية لمصممات الأزياء، وإطلاق عدد من المبادرات المهمة أهمها “صنع في السعودية” لحماية المنتجات الوطنية.
المصممة السعودية أميمة عزوز
كان لها هذا اللقاء معها للتعرف على تجربة “أميمة عزوز” الثرية، وطرح بعض رؤاها الخاصة بالموضة والجمال..
كيف كانت بدايتكِ مع تصميم الأزياء؟
درستُ الفنونَ الإسلامية في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ومارستُ الفنَ التشكيلي لمدة 4 سنوات، ولكن بعدها اتجهت لتصميم الأزياء أحد هوايتي التي أحبها، وتعهدت بتدعيم هوايتي في تصميم الأزياء بالدراسة على مراحل، فدرست كورسات ودورات مكثفة في كبرى دور الأزياء العالمية في سويسرا ولندن وجدة، وحضرت الكثير من العروض. وهذه الدراسة مكنتني أكثر، وعرفتني أسرار هذه المهنة، وأسرار تميز كل قطعة، وعدت ولدي إصرار على فتح مشروعي الخاص، ففتحت أول بوتيك في منزلي، واستعنت بخياط واحد، وقمت بتنظيم أول عرض لي في البيت على نطاق ضيق، حضره مجموعة بسيطة، وفوجئت بحماس وتشجيع الجميع وإعجابهم بالأزياء المعروضة.
وتصادف أن حضرت إحدى الإعلاميات، التي ألحت علي للظهور في برنامج mbc، فكان ظهوري لأول مرة، وبدأت الناس تعرفني، تلاها مشاركتي في عرض أزياء في باريس في ساحة برج إيفل، وسط حضور كبار المصممين والمصممات والعارضات، والكثير من وسائل الإعلام العالمية، والحمد لله حازت تصميماتي – التي مزجت التراث السعودي بالخطوط العصرية- إعجاب واهتمام الجميع، ما أعطاني ثقة كبيرة ودفعة قوية للأمام.
وكيف كانت تجربة ظهورك في “الجنادرية”؟
فور عودتي لباريس بدأت أعمل على تطوير نفسي بأخذ أكثر من دورة، بعدها بعامين جاءتني دعوة للمشاركة في الجنادرية، بناء على طلب الأمير الذي طلب مشاركة مصممة أزياء سعودية لتصميم ملابس النجوم العرب محمد عبده، وعبد المجيد عبدالله، وراشد الماجد، وماجد المهندس، الذين ارتدوا “دِقَل” من تصميمي، ظهروا بها في الحفلات. وأذكر أن سمو الأمير في أول لقاء معي قال لي: هل تقبلين هذا التحدي وتقديم التصميمات في 6 أيام، وطلب خامة صعبة جدًا وهي “حرير القز” وهو من أنعم أنواع الحرير وبه لمعة بسيطة، وصعب ومتعب في تصميمه، ووفقني الله في التصميم والانتهاء منه بسرعة، ولاقي استحسان الجميع، وجعل الكل يسمع عني ويعرفني.
ما أهم التحديات التي واجهتكِ في البداية؟
نقص التمويل وقلة الإمكانيات، فقد كنت أحتاج لماكينات حديثة أكثر تطورًا، وبعدد كبير، والحاجة إلى كوادر مدربة لتكوين فريق عمل محترف، إلى جانب التسويق، فقد كان التسويق يتم على نطاق ضيق. والأصعب هو اعتراف الناس بمهنة تصميم الأزياء، أذكر أنني كنت استغرب من أسئلة الصحفيين الذين يسألونني: ألا تخجلين كونك مصممة أزياء، على الرغم من أن هذه المهنة أشد قربًا وتناسبًا للمرأة.
ما مدى قدرة المصممة السعودية على المنافسة في ظل المنافسة العالمية؟
أرى أن المصممة السعودية تمتلك ما لا يملكه مصممو العالم أجمع، فبحكم نشأتها وتواجدها في المجتمع السعودي فهي الأقدر على فهم ذوق وروح ومزاج المرأة السعودية، وتلبية احتياجاتها، في ضوء عادات وتقاليد المجتمع السعودي، وحسب كل منطقة من مناطق المملكة.
وكيف جاءت فكرة عمل نقابة أو جمعية لمصممات الأزياء السعوديات؟
بدأت الفكرة نتيجة معاناتي بمفردي، لماذا كل واحدة منا تعمل بمفردها وتحفر في الصخر دون معين، مطلوب منها أن تؤدي رسالتها أن تمتلك إمكانيات لا قبل لها بها في ظل المنافسة الشرسة مع بيوت الأزياء العالمية، وعليها أن تقوم بالتسويق بمفردها، وخوض صراع في العمل والسوق على حساب موهبتها لأن الإدارة والصراعات التجارية تقتل الإبداع. فكرت في كيان يجمع الجميع ويوحد الجهود، على شكل نقابة أو جمعية تعمل مظلة توحد الجهود، وبدأت فعلًا أضع الأهداف والرؤية لهذا المشروع الكبير. أنشأْتِ أول لجنة للأزياء والموضة في غرفة جدة .. كيف كان هذا؟ وما هي أهم أهداف هذه اللجنة؟
بالفعل؛ فهذه هي أول لجنة من نوعها داخل الغرف التجارية السعودية، أتذكر أنني قد ظللت في إقناع مجلس الإدارة لمدة 6 شهور متواصلة، وقدمت دراسة لكيفية تحويل مهنة التصميم إلى صناعة وطنية، ودور اللجنة في تذليل العقبات والتحديات التي تواجه مصممات الأزياء السعوديات. وقد نفذت اللجنة العديد من الأنشطة والندوات التي تجمع الأكاديميين ومصممات الأزياء ورجال وسيدات الأعمال والمسئولين بوزارة العمل والتستر التجاري وغيرهم لمناقشة العديد من القضايا، كما تم تنظيم العديد من ورش العمل التدريبية لمن يرغبن في تعلم تصميم الأزياء.
كيف يمكن توطين هذه الصناعة؟
هذا أحد الأهداف الرئيسة لرؤية 2030 التي دعت وتعمل على توطين الصناعة والنهوض بالصناعة الوطنية، ونحن لدينا في اللجنة خطة طويلة المدى، فقد قدمت مبادرة لإنشاء 100 معمل لخدمة المصممات، والمعمل الواحد تشارك به 5 مصممات، ومساحته من (700 -1500 متر، ويوفر من 10 -20 فرصة عمل)، وقد نفذت بعض المعامل، وآمل تنفيذ بقية المشروع، الذي يوطن هذه الصناعة، ويوفر مئات فرص العمل.
وقد وجهت خطابًا لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، يتضمن مبادرة إنشاء مصنع كبير لصناعة الأزياء، يتضمن خطوط إنتاج حديثة، وجائني الرد سريعًا؛ حيث جلست مع وكيل وزارة الصناعة، لاطلاعه على التفاصيل، وعلى دراسة الجدوى، وأتمنى أن يتم تنفيذ هذا المصنع الذي ينتج ملابس بجودة عالية تضاهي الملابس المستوردة، ما يساهم في الحد من الاستيراد، ويرفع شعار “صنع في السعودية” إن شاء الله. كما نسعى لإنشاء أكاديمية للموضة والأزياء كأول أكاديمية من نوعها في المملكة، لتخريج الكوادر الفنية المختلفة التي تحتاجها صناعة الأزياء.
التوجه للصناعة بشكل كبير.. ألا يضر بكن كمصممات أزياء؟ أم لايزال من يطلب قطع الملابس اليدوية؟ إلى حد ما إقبال السعوديات على القطعة الواحدة بدأ يقل، ويقتصر على المناسبات كالأفراح، ربما لأن سعرها غالٍ بعض الشئ مقارنة بالملابس الجاهزة الغير مكلفة التي جعلت الكل يتجه إليها. فنحن نواجه تحدٍ كبير في ظل إغراق السوق بالملابس المستوردة والجاهزة رخيصة الأسعار، ولا حل إلا أن نتوسع في خطوط الإنتاج كي نتمكن من المنافسة.
الأزياء التراثية أحد أهم ما تتميز به المملكة.. ما نصيبها من اهتماماتك؟
كل إنسان لديه تاريخه وهويته، وإذا ما ضاعت منه هذه القيمة ضاع الإنسان، فالحفاظ على هذا الجانب مهم جدًا، وإن لم نهتم به سينقرض، وسنصبح مسخة للإنسان الأوروبي أو الغربي، الحفاظ على التراث هو الحفاظ على هويتنا وقيمنا، لذا أحرص منذ بدايتي على أن يكون هناك ركن في جميع عروضي للأزياء التراثية، ومزج التراث بالمعاصرة. وهنا يقع مسئولية تواصل الأجيال ووصول التراث بقيمه وتقاليده على المصممة أو المصمم العربي في التمسك بالهوية الإسلامية، وجذب الأجيال الجديدة على مر الأجيال لارتداء الزي التراثي كخيار نابع من الذوق الرفع وروعة التصميم وسحرها ودقة تفاصيلها وجمالياتها، ما يجعلها في صدارة الأزياء.
لكن هل الأجيال الجديدة لديها نفس الشغف والحماس للأزياء التراثية؟
بالتأكيد اختلف بالطبع عن الأجيال السابقة، وهذا هو دوري كمصممة، فقد عملت على مزج الخطوط التراثية بالخطوط العالمية الحديثة ليتماشى الموديل مع روح العصر، ولا يغفل البعد الحضاري والتراثي لمجتمعنا، وهو نفس ما فعلته بيوت الأزياء العالمية والتي تتوجه بإنتاجها للمملكة ومنطقة الخليج مثل “ديور، شانيل، غوتشي، وإيلي صعب”. “العباءة” عنصر هام في الثقافة والتراث السعودي والخليجي، وفي تصميمات “أميمة عزوز”.. كيف ترين مستقبلها في ظل الصيحات بالتخلي عن العباءة؟
أولا يجب أن أؤكد أن جمال المرأة ليس بمقدار ما تكشف من الجسد، ولكن كلما زادت مساحة تغطية الجسد أعطت لجسمها الكثير من الغموض والسحر والفضول. الحشمة تمنح المرأة الشموخ والكبرياء والتجلي، ويستطيع المتابع أن يرى أن بيوت الأزياء العالمية تعرض ملابس طويلة وواسعة فضفاضة وبأكمام طويلة. وكلنا نلاحظ أن البنات الآن جميعهن أكثر حرصًا على ارتداء العباءة والملابس الطويلة والواسعة، في ظل توفر التصميمات الجميلة والمتنوعة والتي تناسب كل الأذواق.
وأرى أن العباءة هي موضة كل عصر، ولو لاحظنا سنجد أن العباءة تطورت كثيرًا على مدى العصور، ونحن كمصممات قمنا بوضع لمساتنا في تطوير العباءة لتناسب العصر الحديث والتطورات المتلاحقة، وتتماشى مع كل الأعمار، فقد قمت بالتوسع في استخدام الألوان، فأدخلت الوردي والأبيض والبِنك، واستخدمت قماش القطن والشيفون. كما غيرنا في الشكل حسب الاحتياجات، فقمت بتصميم عباءة خاصة بقيادة السيارة، تمنح حرية أكبر في حركة الساقين للمرأة التي تقود سيارتها.
كيف تختار المرأة العباءة المناسبة لها؟
في البداية يجب تحديد الهدف الأساس من ارتداء العباءة، فكل مناسبة وكل وقت له ما يناسبه، وأيضًا لكل قوام ولون بشرة ما يناسبه. وبوجه عام، يجب أن تكون العباءة حشمة وغير شفافة، وأنا كمصممة ألعب في القماش أو نوع الخامة والموديل، فعندما أُلْبس المرأة ذات القوام القصير الممتلئ أختار نوعًا من القماش لا يلتصق بالجسد، ويظهر البروزات والانحناءات فيه، ويمنحها شكلًا غير لطيف.
من حيث الألوان: نجد أن المرأة السمينة لا يناسبها الألوان الفاتحة، وتحتاج ملابس غامقة. وإذا كان القوام غير متناسق في الجزئين العلوي والسفلي فلن يناسبه العباءة الجاهزة، والمصممة المتمكنة تُفصل عباءة تغطي هذه العيوب ولا تظهرها، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على المرأة القصيرة وممتلئة الصدر أو الممتلئة عمومًا، لأن العباءة الجاهزة المسماة بالفراشة تبرز المرأة أكثر بدانة.
هل يمكن أن تكون الأزياء بديلة لعمليات التجميل؟
طبعا قبل إجراء جراحة التجميل، يمكن أن تكون الملابس المناسبة هي الحل، في إخفاء بعض “ديفوهات” القوام، وقد تكتفي الكثير من السيدات بخيار اختيار الملابس المناسبة والتعايش مع قوامهن، فإذا كان الهدف الظهور في المناسبات بشكل مناسب، لا يظهر عيوب القوام، فيمكن أن يكون اختيار الملابس المناسبة حلًا. فالمعروف أن نحيفة القوام لا تعاني من مشكلات فهي ترتدي أي نوع من الملابس. أما متوسطة القوام فأمامها خيارات أكثر في الألوان، لكن في المناطق الممتلئة التي بها شحوم يجب تغطيتها بألوان غامقة.
فإذا كانت ذات صدر كبير وارتدت ملابس مقلمة لابد أن يكون التقليم طوليًا وليس عرضيًا حتى لا يظهر الصدر عريضًا، ويمكنها ارتداء “كورسيه” لتقليل حجم الصدر، والعكس صحيح إذا كانت نحيفة جدًا لا بد أن تكون الخطوط عرضية. وأيضًا سمك الخطوط من ناحية العرض وتقاربها وتباعدها لها دور في إبراز الجسم بالشكل المراد منه، فالممتلئة يجب أن ترتدي ثوب تكون فيه الخطوط رفيعة ومتقاربة، والعكس كذلك.
أما إذا كانت ممتلئة بالكامل في منطقتي الصدر والأرداف، فيجب أن ترتدي كورسيه يغطي الجسم. وبالنسبة للأقمشة، فعلى السيدة الممتلئة ألا ترتدي ملابس مصنوعة من الحرير الناعم، وإن كان هناك ضرورة يجب أن ترتدي الحرير الستان الناعم، ومن أسفل لابد من ارتداء “الكورسيه”. كما أن المرأة الممتلئة لايناسبها القماش المشجر، وإن كان لابد يجب أن تكون الوردة ناعمة وصغيرة.
أخيرًا.. ما أحب الألوان والأقمشة التي تفضلينها؟
أعشق واستخدم كل الخامات التي تعطي الفخامة والجمال: مثل: الدانتيل والحرير والبفتة والشيفون. أما الألوان، فهي تتغير كل عام حسب خطوط الموضة العالمية، وإن كانت ألوان الطبيعة هي الأقرب لنفسي، خاصة اللون الذهبي والفضي الذي يعكس الأحلام، والأزرق حيث الصفاء ولون السماء، والموف وغيرها
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أفضل أنواع القفاطين والعباءات الصيفية المناسبة لعيد الأضحى تعرّفي عليها
نصائح لاختيار عباءات وقفاطين من أزياء ريزورت 2020 خلال عيد الأضحى