القاهرة - مصر اليوم
في حديقة أثرية وآرفة الظلال أضاعت مصممة العباية الإماراتية حصة العبيدلي بطلة قصتنا لهذا العدد، دميتين جميلتين من عرائسها بملامح غربّية، كان من الصعب أن تجدهما لولا أنها ألبستهما من تصاميمها عبايات غاية في الروعة، تعكس موروثها الثقافي بطريقة مبتكرة وعصرية فيها من الأنوثة والأناقة والإبداع والحياكة الراقية ما يمكنّها من الوصول للعالمية لتحقق بذلك حلمها في التأسيس لعلامة تجارية عالمية للعباية تحت مسمى «حصة عباية هوت كوتور». وبمناسبة إطلاقها مؤخراً مجموعتها الجديدة والتي حملت في مضمونها هذه الأفكار، إلتقتها وأجرت معها هذا الحوار حيث خصتنا بهذه الصور الحصرية لمجموعتها الجديدة.
لماذا اخترت مجال تصميم الأزياء وماذا يمثل بالنسبة لك؟
مجال تصميم الأزياء يمثل بالنسبة لي عشق وشغف منذ طفولتي، فقد كنت أحيك فساتين عرائسي بنفسي، وعندما وصلت لسن المراهقة كنت أصمم ملابسي وعباءاتي وأختار شكل القصة والأقمشة الملائمة لها، إلى جانب تأثري بوالدتي التي تهوى مجال التصميم وحياكة الملابس. ومع مرور الوقت أصبحت أزيائي وعباءاتي تنال على رضى واستحسان الأهل وصديقاتي اللواتي شجعنني للإنطلاق في هذا المجال خاصة عندما كن يطلبن مني أن أصمم لهن عباءاتهن.
هل تجدين في اختيارك لتصميم العابايات باعتبارها الزي التقليدي للمرأة الإماراتية مشروعاً تجارياً ناجحاً؟
تصميم العبايات بالنسبة لي مشروع فني ناجح، فكل عباية أصممها هي بمثابة لوحة فنية وليست بغرض ربحي تجاري، لأنني أسعى من خلال تصميمي للعبايه وهي الزي التقليدي أن أصل بها للعالمية من خلال علامة «حصة عباية هوت كوتور» فكل ما أقوم به اليوم من جودة واتقان في العمل والإرتقاء بمعايير تصميم العباية من الخامات المستخدمة وشكل القصات وجلسات التصوير هو من أجل تحقيق هذا الهدف وهو التأسيس لماركة تجارية عالمية للعبايات. كما أنني من خلال العباية بمقدوري أن أقدم شيء جديد ومبتكر، وفي تصميمها تحدٍ كبير، لإعتمادها على اللون الأسود مع ضرورة المحافظة على إطار الحشمة الذي يحيط بها، بعكس لو اتجهت لتصميم الفساتين.
ما أبرز الملامح المميزة لتصاميمك؟
عباياتي مصممة لترتديها المرأة في المناسبات والسهرات وهو الخط الخاص بي في التصميم «الهوت كوتور»، لذلك تميل في شكلها العام إلى الفساتين، فهناك دمج بين العباية والفستان في شكل القصات الواسع منها والضيف والغريب، والجرأة في التصميم في طريقة إدخال الألوان والخامات والإكسسوارات، إلى جانب الخياطة الراقية. كما أنني شديدة الحرص على أن تكون عباياتي مفعمة بالأنوثة والأناقة، والتي تعكسها البساطة في التصميم وعدم التكلف.
لمن توجهين تصاميمك وما الذي يحفزك على الإبداع؟
تصاميمي موجهة لجميع النساء، أحاول من خلالها أن ألبي جميع الأذواق لتناسب النساء على اختلاف ثقافاتهن وشخصياتهن، لذلك لدي نية لطرح خط جديد للعبايات الجاهزة «Ready to wear» تلائم الحياة اليومية والعملية بنفس الجودة والإبداع في التصميم. كما أن صفة الجمال في أي شيء من حولي تحفزني على الإبداع، وكل التفاصيل والجزئيات الصغيرة أو الكبيرة قد تلفت نظري لأستوحي منها فكرة تصميم جديدة. لذلك أخصص ساعتين يوماً لأطلع على آخر صيحات الموضة ليس للإقتداء بها أو اتباعها، بل لمواكبة كل ما هو جديد مما يبقيني على مستوى يصل لما نشاهده على منصات الموضة العالمية.
طرحت مؤخراً مجموعتك الجديدة كيف تصفينها؟
المجموعة الجديدة مكونة من 15 عباية تنوعت من حيث القصات بين الواسع والضيق عند الخصر والمبتكرة منها، والأكمام الواسعة والكسرات أسفل العباية والقصات هندسية الشكل. استخدمت الحرير الأسود كأساس مع إضافة خامات كالدانتيل والمخمل والشيفون والتور والربطات عند الخصر والقطع المعدنية الفضية والذهبية واللؤلؤ، إلى جانب التطريز بالخيوط الذهبية والترتر.
ماذا عن جلسة التصوير التي رافقت مجموعتك الجديدة والتحضيرات المصاحبة لها؟
في رصيدي حالياً ثلاث مجموعات رافقتني في جلسات تصويرهن الفنانة والمصورة الإماراتية آلاء إدريس. وفي مجموعتي الثالثة والجديدة حاولنا أن نقدم فكرة مبتكرة وجديدة تختلف عما قدمناه سابقاً، حيث صورنا المجموعة الأولى في مدينة البندقية بإيطاليا وعكست العارضة أسلوب الفتاة العصرية والتي ترتدي العباية، والثانية في غرفة مهجورة قديمة بدت فيها العارضة كوحش جميل من خلال الشعر المموج والأظافر، أما هذه المجموعة فصورت في إحدى الحدائق الأثرية في روما والتي تفتح مرة أو مرتين خلال الشهر والدخول لها ليس مجانياً، لذلك التخضيرات للتصوير فيها لم تكن سهلة أبداً بالنسبة للحصول على الموافقة وتصريح التصوير، واستعنا بعارضتين إيطاليتين إحداهما شقراء والأخرى سمراء، أردنا أن تبدوان من خلال الماكياج وتسريحة الشعر كدميتين ضائعتين في الحديقة.
لماذا اخترت العارضات من الجنسيات الأجنبية والتصوير في الخارج على الرغم من كونك مصممة عباية من المفترض أن تعكس ثقافتك وتراثك؟
لأنني أطمح للعالمية وأسعى إلى تأسيس علامة تجارية عالمية للعباية تحت مسمى «حصة عبايا هوت كوتور» تقدم تصاميم ترتقي للمستوى العالمي تحمل هذا الطابع والصبغة في طريقة عرضها وتقديمها للجمهور، وصورت بإيطاليا لأن معظم الماركات العالمية انطلقت من هناك، فأنا مصممة عباية ولكن ليست العباية التقليدية أضفت عليها الكثير من التطوير والتحديث وهي أقرب في شكلها للفستان لنتمكن من الوصول بالعباية وهي الزي التقليدي للعالمية. ومن خلال متابعتي للموضة العالمية هناك اهتمام كبير من قبل المشاهير والأجانب بالتراث العربي والعباية، كما أن كبار المصممين العالميين يستوحون أفكاراً لتصاميمهم من الموروث العربي وشكل وقصة العباية.
من المصمم العالمي المفضل لديك وما الصفات الواجب توفرها في مصمم الأزياء ليصل للعالمية؟
إيلي صعب، فهو مثلي الأعلى في التصميم لأنه عربي، استطاع الوصول للعالمية بعد جهد وعمل متواصل فيه روعة التصميم، فأنا لم أشاهد له تصميم واحد يشبه الآخر أفكاره مبدعة ومتفردة وأعشق أسلوبه في استخدام الدانتيل والتطريز وتجسيده لكلمة الأنوثة بأبهى صورها وهي الصفة التي أحاول أن أعكسها في عباياتي. وأعتقد بأن المصمم الذي يطمح للعالمية لابد وأن يمتلك الموهبة والإبداع ويطلع على كل جديد في مجال الموضة والأزياء ولديه قدر كبير من العزيمة والإصرار والمثابرة على الوصول وتحقيق أحلامه والقدرة على مواجهة الصعاب أو العراقيل التي قد تعترض طريقه.
سبـــق وأن أعلــــنت عن رغبتك فــي افتتاح دار للأزيــاء خاصة بك أين وصل هذا المشروع من حيز التنفيذ؟
في حقيقة الأمر أنني أنهيت دراسة المشروع وسأبدأ فعلياً في تنفيذه ولكن الأمر الذي ما زال عالقاً هو اختيار مكان الإفتتاح بين الشارقة مدينتي ومسقط رأسي التي أعتز بها، وبين مدينة دبي التي تعد مركزاً تجارياً وعاصمة للأزياء والموضة وأهم الماركات العالمية، لذلك أنا بصدد دراسة للسوق لاختيار المكان المناسب لدار «حصة عبايا هوت كوتور»، وهذه الخطوة أصبحت ضرورية بعد أن كونت اسماً، ولدى زبائني رغبة في التواصل معي بشكل مباشر ورؤية العبايات على أرض الواقع وليس عن طريق الموقع الإلكتروني.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مجموعة عباءات خليجية من فاطمة المازمي بتنسيقات عربية مذهلة
تعرفي على أنواع أقمشة العبايات لاختيار مثالي وبأفضل جودة قبل الشراء