التحرش

تمكن الغل من قلب «أم» فأوصده، وتغلغل في نفسها دافع الانتقام من طليقها بعد خلافات نشبت بينهما، فألقت بكل مشاعرها وإنسانيتها جانبا، لتجعل طفلها من طليقها أداة للانتقام وضحية للكراهية التي ملأت قلبها فلم تترك فيه مساحة لمشاعر الأمومة.

تجمعت كل هذه التفاصيل البغيضة في قوام امرأة توصف خطئا بأنها «أم»، ليدفع طفلها البالغ من العمر 10 سنوات ثمن الخلافات بينها وبين طليقها "والده"، فقامت بتحريض زوجها وصديقه على التحرش بالطفل، وتولت تصوير الواقعة بنفسها، وأرسلت الفيديوهات إلى طليقها، بغرض الانتقام منه، في جريمة أثارت غضباً واسعاً في بورسعيد، خاصةً بعد انتشار مقاطع مصورة للواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بداية علاقة الأم بطليقها تعود إلى 19 سنة، عندما تزوج "أشرف عبد الفتاح"، موظف بمصلحة الجمارك، من "هبة. م. أ"، وكانا يقيمان معاً في شقة فاخرة بأحد الأبراج السكنية، وأنجب منها طفلين، قبل أن تنقلب حياته رأساً على عقب، حيث أصيب بفقدان البصر، وأنفق كل ما يملك على العلاج أملا في الشفاء ولكن دون جدوى.

وبحسب رواية الزوج، فإن زوجته لم تتحمل ظروف مرضه وطلبت الخلع منه في عام 2016، وأخذت الطفل الأصغر "مازن"، الذي كان في السادسة من عمره وقتها، في حضانتها، بينما عاش طفله الأكبر معه.

وأشار والد الطفل الضحية إلى أن طليقته استولت على كل ما تبقى من أمواله قبل الانفصال عنه، لتتزوج بآخر، كما تزوج هو الآخر بزوجته الحالية، التي قال إنها تتولى رعايته وابنه بكل تفان وإخلاص.

وحكى "أشرف" لـ"الوطن"، أنه طلب من طليقته، أكثر من مرة، السماح له بلقاء ابنه الأصغر "مازن"، وقضاء بعض الوقت معه، ولكنها كانت ترفض، مما دفعه إلى اللجوء للقضاء، حتى حكمت له بلقاء الطفل في مركز شباب أكتوبر، بحي الزهور، مشيراً إلى أنه في كل مرة كان يجد ابنه متقلباً في مشاعره نحوه، كما بدت شخصيته مهتزة، دون أن يعرف سبباً لذلك.

وكشف الأب عن تعرض ابنه، الذي لم يتجاوز 10 سنوات، للتحرش الجنسي من قبل زوج والدته وأحد أصدقائه، وذلك بتحريض من طليقته، التي قامت بتصوير وقائع التحرش بالطفل، بعد تجريده من ملابسه، وأرسلت مقاطع فيديو له تتضمن مشاهد الاعتداء على الطفل، كما نشرت بعض المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفعه إلى التقدم ببلاغ إلى قسم شرطة الضواحي، يتهم فيه طليقته وزوجها وصديقه بهتك عرض الطفل.

ولفت الأب إلى أنه تم استدعاؤه للتحقيق في البلاغ المقدم منه، تحت إشراف المحامي العام لنيابات بورسعيد، حيث استغرق التحقيق قرابة 4 ساعات، أدلى فيها بأقواله بشأن واقعة التحرش بطفله، ومقاطع الفيديو التي أرسلتها له طليقته، مشيراً إلى أن زوجته هي من شاهدت تلك المقاطع وأبلغته بما ورد فيها، مشيرًا إلى أن طليقته اتهمته بأنه حاول ابتزازها وطلب منها مبالغ مالية للتنازل عن البلاغ.

واختتم حديثه بقوله: "أطالب القضاء العادل بالنيل من هذه الأم، التي تجردت من مشاعر الأمومة، وزوجها وصديقه اللذين تجردا أيضاً من مشاعر الإنسانية وإيذاء ابني جسدياً ونفسياً"، وأضاف: "صبرت على الفقر والمرض، ولكنني لا أتحمل أن يصاب أولادي بأذى، وأثق في عدالة الله، ثم عدالة القضاء في القصاص من المتهمين".

ومن جانبها، قالت ناهد عبد الرازق، خبيرة إجتماعية بنيابة الطفل بمحكمة بورسعيد الابتدائية، وممثل الدفاع الاجتماعي بلجان الحماية ببورسعيد، إنه تم القبض على الأم "هبة م. أ."، وزوجها "وليد أ. ح."، وصديقه "أ. ع."، يعمل سائقاً، وإحالتهم إلى نيابة الطفل، التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، مشيرةً إلى أن تاريخ الواقعة يعود إلى يوم 10 سبتمبر الماضي، إلا أن المتهمين اختفوا عن الأنظار، بعد نشر الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت أن مدير أمن بورسعيد، اللواء ناصر حريز، وجه بسرعة القبض على المتهمين، وبالفعل، دلت التحريات التي قادها المقدم مصطفى درويش، رئيس مباحث الضواحي، على أماكن تواجد المتهمين، وتم إلقاء القبض عليهم، وإحالتهم للنيابة، اليت أمرت بحبسهم على ذمة القضية، كما أمرت بعرض الطفل "مازن" على الطبيب الشرعي، وتسليمه إلى والده.

وقد يهمك أيضًا:

اتهامات تنتظر محامي المتهمين بالتحرش بعد طلب فيديوهات مخلة لـ«بسنت»

التفاصيل الكاملة لقضية التحرش الجماعي ببسنت