حادث انقلاب موكب عروس

بعد يومين من المقاومة، استسلمت مي محجوب عروس أشمون للموت داخل أحد مستشفيات محافظة المنوفية، لتكتب آخر سطر في حفل زفاف انتهى بانقلاب موكب العروس على طريق "سنتريس - الباجور"، وبدأت حكاية "مي" البالغة من العمر 25 عامًا، قبل عام، بخطوبتها على شاب أحبه قلبها، وظلت تحلم معه بتفاصيل "عش الزوجية"، إلى أن أتى اليوم الموعود بقدر أبدل الفرح موتًا.

يحكى أصدقاء "مي" كيف كانت تستعد ليوم عرسها، وإلى أي مدى بقت ابتسامتها راسمة ثغرها في انتظار لحظة الزفاف، التي تهلل الجميع بها، وانطلقت الزغاريد إيذانًا لها حتى تسلم الموكب ضيفته وعريسها وانطلق نحو قاعة الفرح. بعد دقائق وفي لحظة مشؤومة، قرر أحد أصدقاء العريس أن يكون نصيبه في "نقطة" الفرح بضع من إثارة بسيارته التي أقلت العروسان، إلا أن القدر اختار إثارة من نوع آخر، فاختلت عجلة القيادة بيد سائقها وانقلب السيارة بالعروسين وشقيقة العروس، لينقسم حضور الموكب بين مستصرخ طلبًا للإسعاف وآخر منطلق إلى مستقلي السيارة للاطمئنان عليهم، في مشهد وثقته بعض مقاطع الفيديو التي انتشرت بوسائل التواصل الاجتماعي.

هرع الأهالي لإنقاذ العروسين اللذين نقلا إلى مستشفى أشمون العام بعد توقف قلب "مي" وإصابتها بنزيف داخلي، ما إن فاق "حسام" البالغ من العمر ٢٥ عامًا، إلا وهرع للبقاء إلى جوار عروسه التي نقلت إلى العناية المركزة، في أحد المستشفيات الخاصة لسوء حالتها. رفض العريس تلقي العلاج وبقي هناك إلى جوار "مي" يومين كاملين انتهيا بفقدانه الوعي غير مصدقًا لنبأ وفاتها الذي أعلنه الأطباء اليوم، وفي قريتها "منيل دويب"، اجتمع الكل ولا أحد تمكن من السيطرة على دموعه. خلال الجنازة، رافقت الجثمان أم مكلومة، ظلت تردد أثناء التشييع: "العروسة ماتت.. مي ماتت.. سيبوني أشيل النعش معاكم.. سيبوني أشيل مي.. يا بنتي ردي عليا.. ردي عليا يا حبيبتي"، لتكتب نهاية حكاية "مي" العروس التي زُفت إلى الموت بفستانها الأبيض. 

كان مدير أمن المنوفية، اللواء أحمد عتمان، تلقى الأربعاء إخطارًا من مدير مرفق الإسعاف الدكتور أمجد عبد الحميد، بانقلاب سيارة ملاكي أثناء زفة عروس بقرية سنتريس بمركز أشمون، وبالانتقال والفحص، تبينت إصابة العروس مي عبد النبي محجوب (٢٥ عامًا) باشتباه نزيف داخلي وكسور وتوقف بعضلة القلب، والتي نُقلت إلى مستشفي خاص في أشمون، وكذا إصابة شقيقتها الصغرى أميرة (١٨عامًا) بسحجات وكسور، والعريس حسام حسن ممدوح (25 عامًا) بسحجات وكسور.