القاهرة - مصر اليوم
دفعتها الظروف المعيشية القاسية أن تتخلى عن أنوثتها وتسابق الرجال من أجل لقمة العيش وتربية طفلتها الوحيدة، بعد أن تخلى عنها طليقها، ولكنها لم تتخل عن مساعدة والدتها المسنة، وتحملت معها مشقة الحياة وأحداثها المفاجئة الموجعة. إنها آيه رجب الفتاة العشرينية، بنت قرية قمة فايد في محافظة الاسماعيلية، والظروف وحدها جعلت منها علي حد وصفها بنت بمائة راجل، من عاملة باليومية الي سائق توك توك في بلد ريفية لا تعي حجم المسئوليات التي قد تدفع النساء إلى العمل الشاق والخروج عن ما هو مألوف.
تقول آية منذ ٣ سنوات ونصف، رجعت منزل أمي المتهالك وأنا أحمل طفلة رضيعة بعد انفصالي عن زوجي، لأواجه الحياة محملة بمسئوليات وأنا فتاة في العشرين من عمري، ولكن الظروف والحوجة وقلة الحيلة جعلت مني الفتاة القوية التي استطاعت أن تزاحم الرجال في بلد ريفية بقمة فايد وتخرج يوميا بحثا عن لقمة العيش. خلال الأربع سنوات الماضية، عملت آية في أكثر من مجال بحثا عن لقمة عيش حلال لها ولأسرتها الصغيرة داخل منزل آيل للسقوط، يهربون منه في الشتاء خوفا من الصعق الكهربائي بسبب الأمطار، لتبحث عن مأوى عند شقيقتها الوحيدة.
تقول آية، ٢٧ عام، رغم حصولي على دبلوم صنايع، إلا أني لم أجد في العمل بأي مجال عيب، عملت في بداية أزمتي عاملة بناء ثم بشركة دواجن حتي سائقة توك توك وبين علامات التعجب والاستنكار والفخر، استانفت رحلتي الشاقة لا ابالي بمضايقات من حولي حتي استسلموا لرغبتي في مواصلة رحلة الكفاح للحصول علي لقمة عيش بعيدا عن الاعانات والحوجة ومد الايدي للغير. أحلام مشروعة، تراها اية والتي شرفنا بزيارتها بمنزلها المتهالك، وهي تأهيل المنزل والحصول علي فرصة عمل مناسبة باحد المدارس المجاورة لمنزلها وحتي يتسني لها الاطمئنان علي والدتها وطفلتها باستمرار، واصلاح التوك توك لمساعدتها في مواجهة الحياة بظروفها المعقدة ومع رعاية أسرتها الصغيرة دون الاستعانة بأحد.
قد يهمك أيضًا:
المترو يمنع الجزارين من استقلال القطارات بالسلاح الأبيض في عيد الأضحى