الإسكندرية ـ محمد المصري
ظل كريم تطارده صور خطيبته شامية، بعد أن قتلها، بين جدران محبسه بقسم شرطة ثانٍ المنتزه في الإسكندرية، ومع اقتراب عيد ميلادها الرابع والعشرين قرر أخيرا إسدال الستار على قصة حب مأساوية بانتحاره شنقا داخل زنزانته. وقبل سنوات عرف الحب طريقه إلى قلب"كريم" و"شامية" الطفلين بالمرحلة الابتدائية، وكلما كبرا ازداد تعلق كل منهما بالآخر، حتي كلل"حب عمرهما" بالخطوبة، ليحلما معا بليلة العمر التي قاربت بعد حصوله على بكالوريوس حاسب آلي ونظم معلومات، وحصولها على بكالوريوس سياحة وفنادق.
وقصة"كريم وشامية" ليست الوحيدة التي لم تنته نهاية سعيدة، ولكنها تعد الأكثر مأساوية على الإطلاق، بعدما عرفت الخلافات والمشاكل طريقها إليهما ويغادر كل منهما الدنيا دون أن يدخلها. ومع دقات الساعة التاسعة صباح يوم 12 فبراير/شباط المنقضي، وبينما "شامية" في طريقها إلى عملها، كان خطيبها "كريم" في انتظارها بمدخل العقار في منطقة مساكن طوسون شرقي الإسكندرية.
وكلمات قليلة دارت بينهما، وجه فيها "كريم" اتهامات لخطيبته بأنه اكتشف وجود علاقة بينها وبين شخص آخر، وهو ما أثار غضب"شامية" لتتحول الأمور سريعا إلى مشاجرة بينهما، وطعنها بعنق زجاجة مياه غازية في البطن ما أدى إلى وفاتها. و"عثرنا على جثة فتاة تدعى "شامية. ع. س. م" 23 عاما، حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق في منطقة طوسون".. بلاغ تلقاه اللواء مصطفي النمر، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، من ضباط قسم شرطة المنتزه ثانٍ.
انتقلت قوة أمنية من ضباط قسم شرطة المنتزه ثانٍ إلى موقع البلاغ، وتم تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء شريف عبدالحميد، مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف ملابسات الحادث وضبط الجاني. ووفي موقع الحادث، تبين وجود جثة المجني عليها المذكورة مسجاة علي ظهرها أسفل سلم العقار محل سكنها، ترتدي كامل ملابسها، وبمناظرتها تبين إصابتها بجرح طعني أعلى البطن.
ونجح ضباط مباحث قسم شرطة المنتزه ثانٍ، في توقيف الجاني "كريم.ح.ع"، 24 سنة، خطيب المجني عليها، حاصل على بكالوريوس حاسب آلي ونظم معلومات، مقيم بمنطقة العصافرة بحري. وبعد القبض على المتهم واعترافه أمام ضباط المباحث بقتله خطيبته بطعنها بعنق زجاجة بعد نشوب مشاجرة بينهما لاكتشافه وجود علاقة بينها وبين شخص آخر، باتت قصة الحب التي انتهت بجريمتي قتل وانتحار، حديث الإسكندرية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول نشطاء "فيسبوك" تفاصيل الحادث المأساوي، فيما كتبت"م.خ": "صاحبتي ماتت على إيد خطيبها حب عمرها من ابتدائي.. استحملت معاه اللي محدش يستحمله قتلها أيوه قتلها قتلها علشان حبته بضمير". وأضافت صديقة المجني عليها: "اللي حصل إنها كانت عاوزه تبعد عنه في الفترة الأخيرة بعد ما حصل بينهم مشاكل كتير.. وقال لها لو بعدتي عني هاقتلك وفضل يهددها..وهي نازله لشغلها الصبح استناها وشدها لغرفة كهرباء مهجورة وضربها بإزازة مكسورة في جنبها كتير لحد ما ماتت.. ربنا يرحمها".
وقتل "شامية" لم يكن نهاية القصة التي صارت حديث الشارع السكندري، فكريم قرر وضع نهاية درامية أخرى، ظنا منه أنها ستخلصه من شعوره بالذنب لقتله حبيبته.
مع أول ضوء شمس تسلل إلى حجز قسم شرطة ثانٍ المنتزه، اكتشف مسجون مع "كريم" داخل الزنزانة انتحار الثاني بشنق نفسه في شباك الزنانة مستخدمًا "ملاية سرير". وفي التحقيقات، قال مسجون مع الراحل بالزنزانة:"كريم كان يمر بحالة نفسية سيئة مع اقتراب عيد ميلاد خطيبته، وأمس قمت بصلاة الفجر وخلدت إلى النوم وعندما استيقظت في الصباح وجدته شنق نفسه".
وأمر المستشار أشرف المغربى المحامى العام لنيابات المنتزه بتشريح جثة المتوفى والتصريح بدفنها عقب ذلك، بينما استمعت النيابة إلى أقوال ضباط ومأمور قسم ثانٍ المنتزه وشهود الواقعة من المحبوسين بديوان القسم.