قتل عامل في كرداسة

يظل ارتداء فستان الزفاف الأبيض حلم يراود كل فتاة منذ الصغر، تنتظر فارسها الذي سيحملها على جواده لينطلقا سويا، إلا أن "سناء" -اسم مستعار- لم يكن لها حظا، ولم تكلل زيجتها بالنجاح، لكن الثالثة أودت بحياة زوجها في جريمة أضحت حديث أهالي كرداسة. وفي إحدى قرى المركز الواقع في محافظة الجيزة، استقرت "سناء"، 20 سنة، في منزل أسرتها بعد طلاقها مرتين، وجدت نفسها تنجذب لعامل يقطن في نفس الشارع يدعى "عبد الله محمود"، 22 سنة، لكنها كانت تحدث قلبها مطالبة إياه بالحذر خوفا من الفشل.

رويدا رويدا، بدأ الجاران في تبادل النظرات والكلمات، حتى وقعت السيدة في حب الشاب العشريني، لتتعدد لقاءاتهما العاطفية، الأمر الذي لاحظه عدد من قاطني المنطقة، لتتكاثر الأقاويل حول تلك العلاقة التي بدأت تأخذ منعطفا جديدا غير شرعي.

لم تعد "سناء" تتحمل آلام البعد عن "عبد الله" الذي وجدت في كلامه المعسول دواء لها من أوجاع الزيجتين السابقتين، وطالبته بضرورة ارتباطهما بشكل رسمي للحد من روايات الأهالي ونظرات الشك التي باتت تملأ أعينهم.

في 27 يوليو/تموز الماضي، حرر العشيقان عقد زواج عرفي في محاولة لإضفاء قدر من الشرعية على علاقتهما، خاصة مع الشك الذي بدأ يتسرب إلى الأم والأخ حول حقيقة العلاقة التي تجمع "سناء" بذلك الشاب، لكنها كانت تجيب بالنفي مع سؤالها. ولم يتحمل "يوسف"، 18 سنة، حديث الجيران عن العلاقة التي تجمع شقيقته بذلك الشاب، مطالبا والدته بضرورة وضع حد لهذا الأمر، خاصة مع كثرة خروجها للمنزل دون علمهم. والأسبوع الماضي، طلبت الأم من نجلها "يوسف" استدعاء جارهم "عبد الله" إلى منزلهم، لقطع الشك باليقين "خليه ييجي بعد المغرب علشان نشوف آخرتها".

ولم يتردد "عبد الله" في الحضور، قدم في الموعد المحدد، وفوجئ بصاحب الـ18 سنة يحدثه "انت مرافق أختي؟"، فجاء الرد بالنفي "مش مرافقها.. دي مراتي"، لتنزل هذه الكلمات عليه ووالدته كالصاعقة، دون قدرة على النطق لثوان. وقدم الشاب العشريني ورقة تفيد زواجه من شقيقة "يوسف" عرفيا، ليحضر الأخير سكينا من المطبخ، ويسدد له طعنة نافذة بالصدر، وسط صرخات الزوجة "ليه كده يا يوسف... كان ناوي يتقدم لي ويبقى جوزي"، وراحت تستغيث بالجيران في محاولة لإنقاذه، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصوله المستشفى.

وداخل مكتبه الواقع في القرية الزكية، تلقى العميد خالد كامل، مأمور قسم كرداسة، إخطارا من شرطة النجدة بوقوع مشاجرة ووجود قتيل بدائرة القسم. وكشفت تحريات العقيد حسام أنور، مفتش مباحث قطاع شمال أكتوبر، أن المجني عليه يدعى عبد الله محمود، 22 سنة، نقاش، كانت تربطه علاقة غير شرعية بشقيقة عاطل يدعى "يوسف.س"، 18 سنة، وأن شقيق تلك السيدة، طلب من الضحية القدوم إلى منزل الأسرة، وأنه اتهمه بالتسبب في الإساءة لسمعة العائلة، إلا أن الضحية قدم ورقة تفيد زواجه منها عرفيا، فقتله بطعنة في الصدر، لاذ بعدها بالفرار.

وأعد المقدم فوزي عامر، وكيل الفرقة، والرائد إسلام سمير، رئيس مباحث كرداسة، عدة أكمنة أسفرت إحداها عن ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الجريمة، مرجحا السبب "انتقمت لشرفي يا بيه.. سمعة العيلة". واصطحب رجال المباحث المتهم نحيف الجسد إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التصويرية في حضور رجال النيابة العامة، وأحاله اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيق.