زوجات "داعش"

لم يدركن حين ذهبن للعيش وسط صفوف تنظيم داعش الإرهابي، أنهن يلقين بأنفسهن إلى الجحيم، وحين أصبحن وسط النيران، وأصمت آذانهن صوت طلقات الرصاص، ودوي الانفجارات، وفاحت حولهن رائحة الدم، عرفن أنهن وقعن في شرك لا يمكنهن الفكاك منه.

"جئت عن طيب خاطر، لكني أردت العودة إلى أوكرانيا، فلم أتحمل البقاء بعد أن رأيت القتال والحرب، تأثرت نفسيًا لكن لم يسمح لي بالعودة" كانت تلك شهادة زوجة روسية لأحد عناصر التنظيم تتحدث لمراسل تلفزيون «Ruptly».

روت زوجات عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي تجاربهم من داخل مخيم مخفي أنشأته الحكومة العراقية لإيواء زوجات التنظيم الإرهابي، وأطفال المشتبه في أنهم من مقاتلي داعش، وأقيم المخيم العراقي الذي يستوعب قرابة 1400 شخص بعد تحرير معقل تنظيم داعش تلعفر.

وقالت امرأة روسية في المخيم: "معظم النساء هنا جئن مع أزواجهن، لم نأت للقتال، أو للقتل، جئنا فقط للعيش"، بينما قال طفل لأمه: "أمي أريد العودة إلى الديار، أنا هنا عن طريق الصدفة، أريد حقا العودة إلى البيت، أرجو أن تخرجني من هنا"، هكذا 

وروت أخرى:"والدتي جاءت لي، واحتجزوها أيضا، فداعش لن يسمح لأي شخص بالذهاب، حتى لو كانت بحاجة إلى علاج طبي"، وعندما سألها الصحفي الروسي: "وهل كانت تريد المغادرة"، ردت: "بالطبع.. من يريد أن يعيش هناك؟".

امرأة أخرى في المخيم تحدثت للصحفي قائلة: "يقال إنهم يقتلون النساء ويأخذن الأطفال.. لم أكن أريد أن أكون هنا، والله هو شاهدي"، والتقطت أخرى طرف الحديث: "عندما جئنا إلى هنا، فجرت إحدى النساء معنا نفسها، وبدأ الجنود يطلقون النار، فركضنا، واختبأت امرأة تحت سيارة، وكنا نعرف أنها تعاني من مشاكل في القلب، ورأيتها تموت، وظلت ابنتها مريم صاحبة الـ3 أعوام تبكي".

وروت أخرى: "قالت لي امرأة إن توفيت فكل ما أريده أن يؤخذ أطفالي إلى أجدادهم في داجستان"، وكشفت أخرى أن والديها لا يعرفان بوجودها مع التنظيم، لكنها أخبرت ابنتها وطلبت منها ألا تخبرهما، لأنهما كبار في السن وقد يصابان بنوبة قلبية".