القاهرة - مصر اليوم
انهار الزوج فوق أقرب مقعد، واتسعت عيناه ذهولا ولم يعد قادرًا على النطق، تراود مخيلته كلمات زوجته التي انطلقت من بين ثنايا فمها كأنها جمرات توقد الأضلع.
نشر القلق رداءه على وجهه، بعد مشادة حادة بينه وبين زوجته التي تتمتع بقوام ممشوق، فهي الشعاع الذي يكسب حياته نور، فقد تزوجا بعد قصة حب عنيفة رغم رفض عائلته لهذه الفتاة، اعتقد أن الحياة فتحت له ذراعيها، لكن توالت المفاجآت فوق رأسه كالصواعق، وبعدما بدأت تحاصره في مكان عمله بالمحل الذي يمتلكه لبيع الأسماك، وأقنعته بأن يكتب لها نصف المحل باسمها لتأمين مستقبل أبناءهما، لكن إدارتها للمحل تسببت في خسائر مالية فادحة، تراكمت عليه الديون مما اضطر لغلقه.
نشبت بينهما الخلافات، تركت المنزل على إثرها لأيام وشهور، حاول خلالها التودد إليها أن تعود حفاظًا على كيان الأسرة والأطفال، لكن دون جدوى، باءت كل محاولاته بالفشل، جحظت عيناه حيث أخبره أحد المقربين أن زوجته اعتادت على زيارة شقيقتها من الأم التي تعمل راقصة، اشتاط غيظاً، غير أنه فوجئ برجال المباحث يداهمون المنزل بحثًا عن شقيقها المتهم والمطلوب على ذمة جناية سرقة بالإكراه، لم تتوقف المفاجآت عند ذلك الحد فحسب، وأثناء مطالبته لها بالعودة إلى المنزل، تغير ميزان دقات قلبه، وارتعدت فرائصه، وأسقط ما في يده من فرط ارتباكه وهي تضعه أمام أمر واقع، قائلة "عايزة اشتغل رقاصة"، إما أن يقوم بتطليقها أو يسمح لها بالعمل كراقصة مثل شقيقتها، أثقلت رأسه بالتساؤلات، واتخذ القرار، وتوجه إلى محكمة الأسرة في زنانيري، وقام برفع دعوى نشوز كي يجبرها على العودة إلى المنزل.