دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى العمل سويًّا، في سبيل منح النساء حقوقهن، وتمكينهن، وتحقيق المساواة بينهن وبين الرجال، بالموازاة مع الجهود المبذولة من أجل القضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، في مناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يُصادف الثامن من آذار/مارس من كل عام، أن "تحقيق المساواة لصالح المرأة يكفل التقدم للجميع". وقال مون في رسالته، التي وصل "العرب اليوم" نسخة منها، إن "سعينا في هذا اليوم الدولي للمرأة إلى إبراز أهمية قيام المساواة لصالح النساء والفتيات، ليس ناشئًا من مجرد الحرص على تحقيق العدالة، وإعمال حقوق الإنسان الأساسية، وإنما هو ناشئ من كون أن التقدم لا يقوم في ميادين عديدة، إلا بتحقق تلك المساواة، فالبلدان التي تكون فيها نسبة المساواة بين الجنسين أكبر، يكون نموها الاقتصادي أفضل، والشركات التي تولي أمور قيادتها لعدد أكبر من النساء يكون أداؤها أحسن، واتفاقات السلام التي يشترك في إعدادها عدد أكبر من النساء تكون أدوم أثرًا، والبرلمانات التي يشغل مقاعدها عدد أكبر من النساء تستن تشريعات أكثر في القضايا الاجتماعية الرئيسة، كالصحة، والتعليم، ومناهضة التمييز، ومؤازرة الطفولة؛ فثمة إذن دليل واضح على أن تمتع المرأة بالمساواة يحقق التقدم للجميع، وهذه الحقيقة البسيطة يجب أن تحظى باهتمام مركزي في ما نبذله من جهود في سبيل التعجيل بالتقدم المحرز صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في موعدها المحدد السنة المقبلة، وصياغة خطة ما بعد العام 2015". وتابع في الرسالة، "ولقد تحققت مكاسب مهمة حيث يتوفر التعليم الأساسي للفتيات، وفي التمثيل السياسي للمرأة، غير أن التقدم المحرز ما زال بطيئًا ومتفاوتًا،فالطفلة التي تولد اليوم ستظل تتعرض لعدم المساواة والتمييز، أيًّا كان الوطن الذي تعيش فيه أمها،ومن واجبنا المشترك أن نكفل لها الحق في أن تعيش في مأمن من العنف الذي تتعرض له امرأة واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، وأن تكون قيمة أجرها على قدر العمل الذي تنجزه، وأن لا تكون عرضة للتمييز الذي يعوقها عن المشاركة في الاقتصاد، وأن يُفسح لها المجال أسوةً بالرجل للإدلاء برأيها في القرارات التي تهم حياتها، وأن تكون صاحبة القول الفصل في قرار الإنجاب، وتحديد وقته، وعدد الأطفال الذين ترغب في إنجابهم". وأضاف كي مون، "لدي رسالة أوجهها إلى كل طفلة ترى النور اليوم، وإلى كل امرأة وفتاة على ظهر الكوكب، وهي أن تحقيق حقوق الإنسان والمساواة ليس حلمًا، وإنما هو واجب يقع على عاتق الحكومات والأمم المتحدة وعلى عاتق كل إنسان، ولدي أيضًا رسالة أخرى، أوجهها إلى نظرائي رجالًا وفتيانا، أدعوهم فيها إلى أن يقوموا هم أيضًا بدورهم، إذ كلنا نستفيد عندما تتمكن النساء والفتيات، وهن أمهاتكم وشقيقاتكم وصديقاتكم وزميلاتكم، من تحقيق كل إمكاناتهن، فلنعمل سويًّا في سبيل منح النساء حقوقهن وتمكينهن من تحقيق المساواة بينهن وبين الرجال، بموازاة مع جهودنا من أجل القضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة، فتحقيق المساواة لصالح المرأة يكفل التقدم للجميع".