خيانة "بنت الأكابر"

 عاشت نبيلة ذات الستة عشر ربيعا طفولة سعيدة وسط أسرة ميسورة الحال، فالأب صاحب مصنع ملابس في مدينة المحلة والأم صاحبة بوتيك للملابس الحريمي في وسط المدينة.

لم تعرف طيلة حياتها معنى العوز أو الاحتياج كل طلباتها مجابة وكل احتياجاتها متوافرة، وفي وسط هذه الأسرة الصغيرة لم تعرف الفتاة معنى الحب والحنان ولم تشعر بالدفء الأسري.

الأب مشغول ليل نهار بالمصنع وسط العمال والماكينات وأحيانا خارج الوطن لعقد الصفقات واستيراد الآلات وأحيانا لمجرد تغير جو دون أن يلقى بالا بنبيلة وشقيقها والأم تعيش في وادٍ آخر، حيث شلة النادي وسيدات الأعمال وحياة المجتمع الراقي من ندوات ومؤتمرات وحفلات وغيرها من الارتباطات الاجتماعية.

أصبحت حياة الفتاة مملة وتسير ببطء شديد لا يوجد جديد وأفراد الأسرة كل وشأنه حتى الطعام كل يتناوله بمفرده وأحيانا في غرفته، مرت السنوات والحال كما هو والتحقت نبيلة بكلية التجارة جامعة طنطا بعد حصولها على مجموع ضعيف في الثانوية العامة تحطمت أمامه آمال الأب والأم في التحاقها بإحدى كليات القمة.

بدأت نبيلة في التعرف على أصدقاء جدد داخل الحرم الجامعي وشعرت أن الحياة ستبتسم لها من جديد حيث الصحبة والأصدقاء والخروج من رتابة وملل المنزل.

وبدأت تلاحظ نظرات إعجاب من محمود زميلها في الكلية ووجدت نفسها تبادله نفس النظرات من حين لآخر.

طلب محمود أن ينفرد بالحديث معها فاستجابت دون تردد وكانت سعيدة حيث شعرت بالدفء والحنان والحب الذي افتقدته.

تعددت اللقاءات بين نبيلة ومحمود وكلاهما سعيد بالآخر وأصبحا يختلسان سويعات معدودة من بين الزملاء والأصدقاء ليلتقيا معا يعبر كلاهما عن مدى تعلقه واحتياجه واشتياقه للآخر، مرت السنة الأولى من الجامعة وتوطدت العلاقة بينهما في ظل غياب تام لدور الأسرة.

طلبت نبيلة من محمود أن يتقدم لخطبتها لكنه أوضح لها الفرق الاجتماعي بين أسرته وأسرتها التي تعد من أرقى الأسر في المدينة، سيكون عائقا أمام زواجهما تمسكت نبيلة بطلبها ووعدت محمود بأنها ستقنع أسرتها بحبها له وقبوله كعريس.

توجهت نبيلة إلى البوتيك الذي تمتلكه الأم وأخبرتها بقصة حبها لزميلها وأنه يريد الزواج منها.

سألتها الأم عن عائلته فأخبرتها أنه من أسرة متواضعة لكنها تحبه ولا تطيق العيش دونه، نهرتها الأم وأخذتها بسيارتها إلى المنزل وقامت بالاتصال بوالدها وطلبت منه أن يحضر فورا.

عاد الأب للبيت وعندما علم بالقصة عنَّف ابنته وطلب منها أن تنسى هذا الشاب تماما، وأن تقطع صلتها به على الفور.

أكدت الابنة للأب أنها تحبه وتريد أن ترتبط به وتبدأ حياة جديدة معه لكن باءت كل محاولاتها بالفشل.

اتصلت نبيلة بمحمود وطلبت مقابلته لأمر مهم وعندما التقيا قصت عليه ما دار من حوار بينها وبين والديها وأخبرته بتمسكها به وأنه لا يوجد حل سوى الهروب من هذا المجتمع الذي لا يعترف بالحب والمشاعر والأحاسيس ويبحث فقط عن المادة والحسب والنسب.

اتفق العاشقان على الهروب إلى القاهرة حيث المدينة الشاسعة التي لا يعرف فيها أحد الآخر.

أعدت نبيلة حقيبتها واستعدت للخروج وفجأة يعود الأب للمنزل ليجدها تخرج بحقيبتها ليكتشف نيتها في الهروب من المنزل.
مسكها الأب وأدخلها غرفتها وأغلق عليها الباب وتوعدها بالعقاب وعدم الخروج من المنزل.

مرت الأيام ولا يوجد أي اتصال بين نبيلة وحبيبها حتى مجرد الذهاب للجامعة منعت منه وأصبحت حبيسة غرفتها.

وفي أحد الأيام دخل عليها الأب غرفتها وأخبرها أن ابن أحد أصدقائه يبحث عن عروس وسوف يأتي لرؤيتها قريبا. حاولت نبيلة أن تقنع والديها بتمسكها بحبيبها ولكن دون جدوى.

تحدد موعد زيارة العريس الثرى وما هي إلا عشية وضحاها وجدت نبيلة نفسها داخل عش الزوجية مع شخص لم تألفه وترفض بكل جوارحها حتى مجرد تجاذب أطراف الحديث معه، مرت الأيام ونبيلة تحاول إقناع نفسها بالقسمة والنصيب والقدر وأن الحياة لا بد وأن تستمر، وأن الحب سيأتى بعد الزواج ولكنها لم تستطع نسيان محمود.

سافر الزوج إلى عمله في إحدى الدول العربية بعد قضاء بضعة أشهر مع عروسته ومرة أخرى عادت نبيلة وحيدة دون أنيس أو جليس، وفي أحد الأيام زارتها إحدى زميلاتها في الجامعة، وأثناء تذكرهما ذكرياتهما معا في الجامعة أخبرتها أن محمود ترك الكلية وتردت حالته الصحية وأصبح يعمل عاملا في سوبر ماركت بعد تركها له.

وفي لهفة وشوق طلبت منها أن تعرف محل عمله وعلى الفور ذهبت إليه وتلاقيا لقاء المشتاق بعد طول الفراق.

انتظرت نبيلة حتى ينتهى حبيبها السابق من عمله وذهبا سويا إلى مكان بعيد عن الأنظار يرتشفان لحيظات من الحب والهوى.

قصت نبيلة على محمود قصة إرغامها على الزواج وسفر زوجها لعمله وشكا لها محمود لوعته لفراقها وضياع حياته ومستقبله بسبب بعدها عنه.

تعددت اللقاءات والمهاتفات بينهما فى ظل غياب الزوج وانشغال الأب والام كالعادة، بدأت العلاقة تتوطد بينهما ولا يستطيعان الفراق.

بدأت تصل أخبار لأخت زوج نبيلة بأنها على علاقة بحبيبها الأول وأنها دائمة الخروج معه والتواجد معه فى المناسبات وفى الأماكن العامة.

أبلغت الأخت شقيقها عما تفعله زوجته المصون فى غيابه فطلب منها مراقبتها حتى تتأكد بنفسها، بدأت أخت الزوج بمراقبة نبيلة وبالفعل رصدت لقاءاتها بعشيقها وهددتها.

أخبرت شقيقها بما تفعله زوجته فطلب منها أن تحتال على زوجته وتضع كاميرات مراقبة بالشقة، تمكنت من سرقة أحد مفاتيح الشقة دون علمها وانتظرت خروجها من الشقة وقامت بتركيب عدة كاميرات مراقبة بالمنزل.

وبدأ محمود يراود نبيلة عن نفسها ويخبرها باحتياجه إليها لتعوضه السنين العجاف التى عاشها دونها، عاد الزوج دون أن يخبر نبيلة وبدأ فى مراقبتها وتأكد من علاقتها بعشيقها السابق.

تكرر طلب الحبيب على الزوجة فى أن يجلسا سويا دون أن يراقبهما أحد خاصة وأنها سيدة متزوجة ولابد أن يكون لقاؤهما بعيداً عن الأنظار.

وافقت نبيلة أن يزورها محمود بمنزل الزوجية وجلسا سويا يعبران عن شوقهما وحبهما، وفجأة يدق جرس الباب ليدخل الزوج المخدوع ومعه قوة من قسم شرطة المحلة متهما زوجته بنت الأكابر بالزنا ومبرهناً على جريمتها بكاميرات المراقبة التى رصدت الخطيئة داخل منزل الزوجية.

تم القبض على نبيلة ومحمود بتهمة ممارسة الرذيلة، وتم تحرير المحضر اللازم، وأبلغت النيابة التى باشرت التحقيق.​