المنيا - جمال علم الدين
مسيرة كفاح طويلة ومليئة بالمسئولية، وتركة ثقيلة تحملتها السيدة نادية حسين عبدالناصر فاضل, إبنة محافظة المنيا بمفردها، بعد وفاة زوجها منذ أكثر من 18عامًا من أجل تربية أبنائها الأربعة ، وإمتنعت عن الزواج وكرّست حياتها لأبنائها فقط .
وكست ملامحها, حالة من الفرح والسعادة, سيطرت عليها بعد علمها بنبأ فوزها بلقب "الأم المثاليَّة" عن محافظة المنيا لعام 2016، أفقدتها هموم وعقبات ما واجهته خلال رحلة الكفاح التي إستكملتها السيدة منذ وفاة زوجها رفعت محمد الشريف، الذي كان يعمل رئيس مصلحة الضرائب, والذي تُوفّي في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1998 وكان أعمار أطفالهما الأربعة صغيرة في ذلك الوقت.
في شقة متواضعة في مدينة ملوي جنوب مدينة المنيا بحوالي 45 كيلو متر, ووسط فرحة أبنائها وأحفادها, قالت "الأم المثالية" بالمعاش, والتي كانت تعمل مهندسة زراعية: "بعد وفاة زوجي الحبيب الذي لو جلست أتحدث عنه طيلة عمري لن أوفيه حقه."
وأضافت: "كنت حريصة جدًا على تربية أولادي بطريقة دينية والخوف من عقاب الله, لأن من يتق الله يجعل له مخرجا, وبذلت جُهدي من أجل تعليم أودلاي لإستكمال دراستهم من أجل الحصول على أعلى الشهادات التعليمية لكي لا أشعر بالتقصير تجاههم, والآن أصبحت أتباهى بهم, "بفضل الله" إبنتي الكُبرى, دنكيل, تعمل حاليًا مأمورة ضرائب ومبيعات، وريهام تعمل في مجال السياحة، ومحمد يعمل محاسب في شركة مقاولات، وإبنتي الأخيرة ساره تعمل مدرسة لغة إنكليزية في مدرسة إعدادي .
وأضافت الأم المثاليَّة: "علمت بنبأ حصولي على اللقب من خلال إتصال تليفوني من مديرية الشئون الإجتماعية، بعد أن قدموا أبنائي الأوراق للمشاركة في مسابقة الأم المثاليَّة، وشعرت بسعادة لا أستطيع وصفها بعد فوزي باللقب، و بالنسبة لي أجمل هدية في عيد الأم".
وأعرب أبناء الأم المثالية عن سعادتهم بفوز والدتهم باللقب، مؤكدين على أنّ والدتهم تعبت كثيرًا وكافحت لتربيتهم بمفردها بعد وفاة والدهم، وقالوا: "مهما عملنا لا نستطيع أن نُوفي ما عملته معنا طوال حياتنا".