أبوظبي ـ مصر اليوم
وجدت سيدة آسيوية نفسها في موقف لا تُحسد عليه؛ بعد ضبطها وهي تتسول من قبل عناصر شرطة أبوظبي عند أحد المساجد، إذ كانت تجلس على الأرض وتخطب ود الناس للتعاطف معها لكسب المال لتوفير نفقات زفاف إحدى بناتها في موطنها، الذي قدمت منه إلى الدولة بفيزا زيارة وفق تعبيرها.
وفي المقابل أكد مدير شرطة العاصمة بالإنابة أنه لا مكان للمتسولين في مجتمعنا، مضيفاً أنه يتم التصدي للظاهرة بحزم عبر فرق عمل خصصت لهذه الغاية؛ وزيادة حملات التفتيش لضبط المتسولين حتى لا تكون لهم أية فرصة للكسب عن طريق الاستجداء؛ وذلك بالتعاون مع أفراد المجتمع.
لم تخف السيدة ندمها على تصرفها باللجوء إلى التسول والقبض عليها، وقالت إنها نادمة بشدة، وتشعر بشيء من الخجل ولم تكن تدرك بأن التسول أمر غير مسموح به على الإطلاق، مضيفة أن طيبة مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، ومساعدتهم للآخرين دفعها إلى الحصول على فيزا زيارة، والدخول إلى الدول للاستجداء، وأن إحدى صديقاتها في بلادها حفزتها على ذلك بعد أن خاضت تجربة التسول العام الماضي في الإمارات وجمعت مبلغاً من المال وعادت إلى موطنها.
وتدعى السيدة الآسيوية "ج.ب.م" وتبلغ من العمر (50 عاماً) وهي أم لأربع شقيقات، وتحتاج إلى المال لتوفير نفقات زواج إحداهن، ودخلت إلى الدولة قبل أسبوعين وجمعت مبلغاً من المال باستغلال طيبة المواطنين والمقيمين لحين وقوعها في قبضة عناصر الشرطة الذين يتصدون لظاهرة التسول بكل حزم وملاحقة ممارسيها بالتعاون مع أفراد المجتمع.
وأبدت عدم رضاها على قيامها بجمع المال دون عناء، معتبرة إياه سلوكاً غير حضاري في استغلال عطف الآخرين، وعدم الاعتماد على النفس في اكتساب المال مقابل العمل الشريف، ونصحت الذين يلجؤون إلى التسول بالتوقف عن ممارسة هذا العمل، قائلة" ابقوا أعزاء النفوس فقراء دون اللجوء إلى التسول والاستجداء".
وحفز العقيد الدكتور راشد بورشيد المواطنين والمقيمين في إطار مبادرة " معاً ضد التسول " على بذل أقصى درجات التعاون مع الشرطة في مكافحة التسول، وعدم التردد في الإبلاغ عن المتسولين عبر الاتصال بغرفة العمليات (999) أو أي مركز شرطة، خلال رمضان والأيام العادية؛ وعلى مدار الساعة، حاثاً إياهم على عدم السماح للمتسولين دخول مساكنهم، وعدم التعاطف معهم مهما استخدموا من أساليب تمكنهم من استمالتهم، وفق تعبيره.
واعتبر تعاون أفراد المجتمع في التصدي للظاهرة خطوة تعزز جهود شرطة أبو ظبي المتواصلة في منع التسول، مشيراً إلى أنهم على دراية بحقيقة المتسولين نتيجة للتوعية وتحذيرات الشرطة من التعامل مع المتسولين، باعتبار التصدي للظاهرة جزءاً من منظومة الجهود التي تقوم بها المؤسسة الشرطية في محاربة التسول والظواهر السلبية الأخرى.