محافظة سوهاج

تُعد محافظة سوهاج كغيرها من محافظات الجمهورية وبالأخص محافظات الصعيد التي لا يتم فيها الزواج إلا بالعديد من المتطلبات وقائمة طويلة من العادات والتقاليد المتوارثة ابرزها "الذهب" فالعريس يقدم للعروس الذهب في إطار العادات والتقاليد المتبعة في ذلك الشأن إلى أنه في الآونة الأخيرة شهدت محافظات الصعيد تسارع كل عائلة مع الأخرى لرفع قيمة الذهب في الزواج في إطار من الفخر والاعتزاز والمبالغة في الغنى، وفي محافظة سوهاج يشترط والد العروس على العريس قبل الموافقة النهائية على إتمام الزواج بقيمة الذهب وفي حال رفض العريس القيمة يمكن لذلك إنهاء العروس بشكل كام ويتبع ذلك اتهامات للعريس بالبخل وعدم تقدير قيمة العروس بالذهب.

وانتشرت قصة سمير عبدالمهيمن، مهندس من محافظة سوهاج، على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بين رواد مواقع التواصل في محافظة سوهاج بعدما نشر قصته منذ وقت انه فسخ خطبته على خطيبته الذي ظل يعيش معها في قصة حب طويلة بعد وقبل الخطبة بسبب تعنت والدها في الذهب مما يحمله فوق طاقته. "عبد المهمين " أوضح في تصريح خاص أن الآباء في سوهاج يظنون أن الذهب يجلب السعادة والأمان لبناتهن، كما أن الأمر يصبح يتعلق بمدى مكانة العائلة بين العائلات الأخرى بالرغم أن ذلك ليس له أي علاقة بمكانتها وإنما له علاقة بإعياء عادات وتقاليد عقيمة.

وعبدالمهيمن ليس الشاب الوحيد الذي يرى أن الذهب عادات لا قيمه له ، ففي قرية الصلعا في مركز سوهاج أطلق مجموعة من الشباب بمباركة وتأييد من شيوخ العائلة مبادرة لتخفيف أعباء الزواج ابرزها كان تخفيف جرامات الذهب، حيث اطلقت عائلة أل قريش قرار ومرسوم من شيوخ العائلة بتخفيف أعباء الزواج جاء ابرزها تخفيف جرامات الذهب ليصبح 21 جرام فقط ملزم العريس بهم ولا يقوم بشراء اكثر من ذلك طبقا للمبادرة، كما نصت المبادرة أيضا على إلغاء النيش، وأن يقتصر العشاء على يوم الحنة او يوم الزفاف فقط مع دعوة اقرب المقربون وليس العامة كما فب السابق.
وجرجس سعيد صاحب محلات لورين للذهب في سوهاج أوضح أن أسعار الذهب لا يتحكم بها السوق المحلي وإنما السوق العالمي لذلك لا يخضع الأمر للمصريين فقط وإنما العالم اجمع، وأشار إلى أن العديد من المشكلات حدثت أمام عينه في المحل بسبب رغبة العروس في شراء ما يعجبها من ذهب في ذات الوقت الذي لا يستطيع العريس تحمل تكاليف الذهب، كما أوضح أنه لأول مرة هذا العام يصل سعر الطقم الكامل المتوسط إلى 50 ألف جنيه، وذلك يزعج الكثير من المقبلين على الزواج حيث ظهرت في الأعوام الماضية موضة الأقدم بدلا من شراء القطع الفردية. كما أضاف أن أهالي سوهاج من اكثر المحافظات شراء للذهب، حيث أشار إلى أن الزفاف بشكل كامل يعتمد على الذهب بعكس محافظات اخرى تعتمد على متطلبات اخرى للعروس، حيث تطلب العروس في بعض المحافظات وحدة سكنية تكتب وتسجل في الشهر العقاري باسمها لضمان حقها واستقرارها إلا أن في سوهاج لا يطلب إلا الذهب نظرا لطبيعة المحافظة المنتمية إلى الصعيد، من حيث العادات والتقاليد. 

ويرى العديد من أهالي سوهاج أن الذهب هو التجارة المربحة التي لا يخسر بها احد، وبدأت فكرة تجارة الذهب في الانتشار في القرى ثم وصلت إلى المدن، حيث يقوم الرجال في سوهاج بشراء الذهب لنسائهم ثم بيعه بعد سنوات مما يعود عليهم بالنفع وتستمر هذه الحالة منذ سنوات، ويرى البعض أن تجارة الذهب من اربح ما يمكن أن يتم التعامل من خلال لا سيما في أوقات توتر الأوضاع من حيث العملة في الارتفاع والانخفاض .