أسيوط - سعاد أحمد
نحت الزمن وجهها فغير معالمه، أحلامها بسيطة لاتملك من الدنيا سوى عود من جريد النخيل تتوكأ عليه، ومسبحتها التي تمسكها بيدها، تستعين بها على ذكر الله، لا تملك تلفزيون ولا سمعت عن الإنترنت ,فحياتها كلها لا تتعدى باب الغرفة التي تعيش فيها
6عقود من الكفاح والصبر والتمسك بالأمل، وتحمل الصعاب ولم يرد القدر أن يمسح دموع قسوة الزمان، لمسنة عجوز حتى ترتاح بعد المشقة ، "ماشالله أحمد هدية" 80عامًا، مُقيمة في قرية عزبة سالم الغربية التابعة لمركز البدارى في محافظة أسيوط ، الأخت الكبرى لسبعة أشقاء 5أولاد وبنتين لم يبق منهم سواها وشقيقها محمد وشقيقتها متزوجة فى مدينة أسيوط، توفيت والدتها وهى في سن 12 و"ماشالله " لم تتزوج وأفنت حياتها في تربية إخوانها، غير عابئة بحلم الزواج، حتى لا يتزوج والدها بامرأة بعد وفاة والدتها .
وتقطن "ماشاءالله "، داخل منزل ريفي بسيط من الطوب اللبن مكون من غرفة بسيطة وفسحة أمام الغرفة ويقوم بعض أقاربها على خدمتها بين الحين والآخر، وتحكي صاحبة ال80 عامًا كيف تقضي يومها وتقول " أصحى الصبح بجيب بربع جنيه عيش طابونة وبتتقضي ماحدش بيموت من الجوع ,معايا ولاد ولاد عمي بيجونى بيقضولي حاجتي، إن كنت عايزة أغسل جلابية أوأشرب شوية شاي, زمان كنت بعمل كل حاجة بنفسي ودلوقتي ما بقدرش ,أنا ما رقباش ما أكذبش عليكي " تقصد أن نظرها ضعيف.
وتتابع "توفيت والدتي وعمرى 12 عامًا وتفرغت لتربية أشقائي وكان أصغرهم عمره عامين ورفضت الزواج حتى لا يتزوج والدي من امرأة أخرى تعذب إخوتى، ومر الزمن وكبرإخوتي وصاروا رجالًا وتزوجوا وأنجبوا, وكل واحد صار له حياته الخاصة , الدنيا مشاغل يابنتي , وتوفي منهم 4وبقي أخي محمد أكبرهم وأختي المتزوجة في مدينة أسيوط
وتقول "أعيش على" 340"جنيهًا معاش التضامن الإجتماعي ما أكدبش عليكي يابتي ما بشتريش لحمة ساعات حد يكون طابخ يجيبلي "صحن طبيخ " وألا بيريدلي بيه ربنا بأكله وكلها أكله ما فارقاش الحمد لله"
وقالت "عندما هاجمت السيول القرية، كنت قاعدة فى مكاني هذا وشعرت بالمطر ينزل على رأسي من السقف، والمياه تدخل الغرفة، ساعتها خفت وطلبت من ربنا يقف معايا وإتسترت الحمد لله " وأضافت أن أبناء أقاربها جاؤوا وغطوا الماء بالتراب، واستطردت لا أريد شيئًا من الدنيا سوى رضا ربي عليَّ، وأن ينعمني بنعمة البصر، نفسى أقول أني أروح عمرة لكن الصحة والنظر ما يساعدوش "الحمد لله "