لجأ تنظيم "داعش" إلى إرهاب المدنيين في مناطق احتلاله من خلال الإصدارات الإعلامية المرعبة التي كان يصور فيها إعدامه المخالفين لقوانينه. وإحدى تلك الإصدارات أظهرت أساليب جديدة في القتل، تنوعت بين إغراق الضحايا وتفجيرهم، وهو ما حصل مع شاب من الموصل اتهمه التنظيم بالتواصل مع القوات العراقية، فقام بتصوير عملية تفجيره بعد سجنه وإبعاده عن والدته، التي تحكي بحرقة تفاصيل القصة، فلم يبق شيء لم يُقدم عليه "داعش" في الموصل حتى القتل تفنن فيه ففي إحدى إصداراته قام بعرض مجموعة من الموصلين وهو يلف حول رقابهم شريطا ناسفا ويقوم بتفجيره. 

وتروي والدة أحد هؤلاء الضحايا ما حدث بكل تفاصيله قائلة "أن تسمع أن ابنك قُتل أو يأتي الخبر يختلف عن رؤيته في التلفاز وهو يُفجّر، ويكون وقعه أكبر عندما يصبح فاصلا دعائيا للتنظيم في تقاطعات المدينة" فأم حبيب اعتقل التنظيم ابنها منتصف العام المنصرم بتهمة التخابر مع القوات الأمنية ليحكم عليه التنظيم بعقوبة أصبحت مثار جدل كبير ألا وهي لف عنقه بحزام ناسف وتفجيره وعرض الفيديو أمام العالم كله.

فبحرقة وألم ودموع الأم ودّعت ابنها إلى المجهول ولم تعلم بمقتله إلا من خلال التلفزيون ولم تتسلم جثته حتى تواسيها قليلا وعاشت أم حبيب أيامًا عصيبة بعد مقتل ابنها فالخوف من "داعش" أصبح ملازما لها. فأبشع صور القتل بوحشية تجلّت مع ابن أم حبيب التي أظهرت تفنن "داعش" بقتل ضحاياه في الموصل وهي حالة من حالات ظهرت إلى العلن وما خفي كان أعظم.