سوهاج - مصر اليوم
واقعة أثارت الجدل ودارت حولها الشكوك، فهي واحدة من تلك الجرائم النادرة التي تزداد غموضا عندما تتكشف دوافعها ويظهر أطرافها بوضوح ليقدموا اعترافاتهم بكل التفاصيل، فلا تزداد إلا غموضا وإن عرف الجاني أو اعترف.
لم تجد العروس الشابة طريقًا لإنهاء حياة زوجها دون السم، فلم تكن العروس بحاجة إلى أن تجد لنفسها مبررا لوضع السم لعريسها لتتخلص منه نهائيا بعد أسبوع واحد من زفافهما، فهي فقط لم تحبه ووجدت هذا السبب كافيا للقتل.
والعجيب أن حنان أعدت خطة التخلص من عريسها قبل زواجهما بعدة أيام، فقد اكتملت الخطة في خيالها وهي تخطو نحو الصيدلية لتشتري "سم فئران" لتقوم بطحنه ثم خبأته حتى تحين اللحظة المناسبة لدس السم له بأي وسيلة.
بدأت الواقعة بتحريات المباحث بعد تلقي أجهزة الأمن بلاغًا بفيد بوصول جثة شاب إلى مستشفى سوهاج ليتبين وفاة العريس وهو خفير نظامي بسم شديد التركيز، إلا أن حصروا الاشتباه في الدائرة الصغيرة المحيطة بعريس قرية ونينة الغربية التابعة لمركز سوهاج وهو إجراء يتفق مع طبيعة جرائم دس السم، لكن التفسير الوحيد الذي يمكن قبوله، هو أن هناك من قام "بعمل سحر أسود" لإفساد حياة الزوجين، فبدأ العروسان أول يوم في حياتهما الجديدة بزيارة الدجالين والمشعوذين لفك العمل الذي جعل العروس لا تطيق عريسها.
وفي ما يبدو أن محمود بعد عناء أسبوع من التردد على كل المقامات والمزارات الدينية، اقتنع بأن السحر قد بدأ يزول، فهذه عروسه تطلب منه لأول مرة وهي تبتسم في وجهه بأن يأخذها في نزهة إلى مدينة سوهاج وجلسا في أحد المتنزهات ليتناولا كوبي عصير وكاد قلبه ينخلع فرحا عندما قدمت له العروس لفافة ورقية صغيرة وهي تخبره بخجل بأن يتناول محتوياتها مع العصير، فزعمت له أنها حبوب "حبة البركة الموصى بها وهي دواء من كل داء" وأحضرتها له كهدية أعدتها له بنفسها حتى تبعث النشاط وتدب الحيوية في أوصاله.
ولم يمض وقت طويل حتى تقطع بطن محمود من فرط الآلام وفي المستشفى أجروا له غسيل معدة ثلاث مرات دون جدوى حتى أسلم الروح لتعود عروسه أرملة في اليوم الثامن من عمر حياتها الزوجية.
وفور إخطار اللواء جمال عبدالباري مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بالجريمة أمر بسرعة كشف الجاني، حيث توصلت التحريات التي أمر بها اللواء عمر عبدالعال مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج إلى الوصول للمتهم.
وتم ذلك بعد أن كلف اللواء خالد الشاذلي مدير البحث الجنائي والعميد محمود حسن رئيس المباحث بتشكيل فريق من المباحث لكشف غموض الجريمة، إذ أكد تقرير المستشفى ثم تقرير الطب الشرعي، وفاة محمود بسم شديد التركيز ولم تستطع حنان أن تراوغ في الأسئلة التي انهالت عليها من العقيد أحمد عبدالله مفتش المباحث.