قسم شرطة روض الفرج

تسبب مبلغ من المال في مقتل سيدة تدعى "فاطمة ا."61 سنة وزوجها ذبحًا بسكين على يد نجل شقيقتها، إذ أنه حاول إخفاء جريمته، فصرخ المتهم في جيرانه "إلحقوني خالتي وجوزها مدبوحين".

"قالتلي مفيش فلوس، وجوزها طردني من البيت"، بتلك الكلمات برر المتهم ارتكابه جريمة قتل خالته وزوجها ذبحًا بسكين، في اعترافاته أمام ضباط مباحث قسم شرطة روض الفرج.

المجني عليهما "فاطمة. ا-٦١ سنة"، وزوجها "أحمد. م-٦٦ سنة" يقيمان بمفردهما في الطابق الأرضي بعقار قديم مكون من 4 طوابق بشارع ابن الأسير في روض الفرج، وتواجد مصراوي في المنطقة لسماع روايات الأهالي ومعرفة تفاصيل أكثر عن الواقعة.

أمام المسكن جلس ثلاثة أفراد شرطة من قوة قسم شرطة روض الفرج، لمنع اقتراب أي شخص من مسح الجريمة، "معندناش معلومات وممنوع الدخول، أهل الضحيتين بينهوا إجراءات الدفن، وبيسمعوا أقوالهم في النيابة"، قالها أحدهم لمحرري مصراوي، قبل أن يطالبها بمغادرة المكان "من فضلكم امشوا من هنا".

عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة منتصف ليلة أمس الأول، قطع صوت صراخ المتهم، الهدوء الذي يسود المنطقة، يوضح أحد أقارب المجني عليهما، فوجئ "محمد. ف-٥٣ سنة"، نجل شقيق الزوجة- أحد سكان العقار بالمتهم يطرق باب مسكنه بالطابق الرابع "إلحقني خالتي وجوزها مدبوحين"، سارع بعدها السكان لاستبيان الأمر فكانت الصاعقة، وجدوا المجني عليهما جثتين وسط بركة دماء، وبهما طعنات متفرقة بالجسم وجرح طعني بالرقبة.

يكمل أحد الأقارب: "المتهم كان مرتبكًا، لكن أحدا لم يشك به.. الموقف صعب ومحدش كان يتخيل إنه يعمل كده".

في الجهة المقابلة للعقار يجلس"سيد أحمد. ف"، حارس عقار؛ راح ينظر للطابق الأرضي لتذكر تفاصيل الواقعة، قائلا: "منتصف ليلة أمس فوجئت بقوة من قسم الشرطة تطرق باب العقار، حيث أعمل، وطلب أحدهم الاطلاع على كاميرات المراقبة المثبتة بواجهة المنزل، وبفحصها تبين عدم رصدها أي شخص نظرا لكونها موجهة للشارع الآخر.

وتابع الحارس: "توجهت القوات إلى عقار آخر وبفحص الكاميرات تبين أنها رصدت دخول وخروج عدد من أقارب المجني عليهما، لكني لم أعلم كيفية التوصل للمتهم"، وبتكثيف التحريات، اكتشفت قوات الأمن أن المبلغ عن الواقعة نجل شقيق المجني عليها في العقد الثاني من عمره، بعدما نفذ جريمته، ادعى أنه فوجئ بالواقعة، لذلك تم التحفظ عليه ومن ثم عرضه على النيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

واعترف أمام النيابة، أنه لم يتحمل طرد زوج خالته له بعدما رفضا إقراضه، فاستل سكينا كان بحوزته وطعن خالته وزوجها عدة طعنات ثم ذبحهما داخل الشقة؛ مستغلا في ذلك أن الزوجين مسنان، ولم ينجبا أطفالا ويعيشان بمفردهما.

وأجمع العديد من أهالي الحي على أن العجوزين، غير اجتماعيين، مغمورين، كان خروجهما من المنزل قليلًا، لاقتناء مستلزمات للمنزل من طعام وغيره. بينما واظب العجوز على أداء الصلوات كافة بالمسجد المجاور لمنزله، مستندًا إلى عكاز خشبي متآكل سطحه، فلم يكن لدية أصدقاء يجالسهم، بل استكفى بونس زوجته.

فيما ظل مصدر رزق القتيلين من المعاش الخاص بالزوج، كونه متقاعدًا عن إحدى الوظائف الحكومية، وما زالت أصداء الجريمة تدب في المنطقة الهادئة، والذهول يخيم على أذهان الجيران، طارحين سؤالًا لا غيره "كيف يقتل شاب عجوزين؟!".