العنف ضد الرجال

شهد العام الماضي 583 حالة العنف ضد الرجال من قبل النساء، منهم ثمانية رجال قتلوا على يد زوجاتهم، بمساعدة أشخاص آخرين، وفق ما سجله اتحاد رجال كردستان، الذي أسس عام 2008، وهي المنظمة الوحيدة في الإقليم المعنية بالدفاع عن حقوق الرجال وأشارت حصيلة اتحاد رجال كردستان إلى تسجيل 583 حالة عنف ضد الرجال على يد النساء، بالمقارنة مع 526 حالة في عام 2015. ومن ضمن حالات العنف، في 2016، 231 حالة حرمان الآباء من أولادهم بعد الانفصال، و182 حالة تدخل في الحياة الزوجية، و56 حالة خيانة زوجية، و48 حالة ضغوط نفسية وعنف جنسي، و36 حالة طرد من المنزل، و17 حالة استيلاء على الأموال، و13 حالة عنف جسدي.

وقال الأمين العام لاتحاد رجال كردستان، برهان علي ، إن ارتفاع نسبة العنف يعود إلى الأزمة المالية التي تتسبب في إفلاس الرجال، الأمر الذي يؤدي إلى تعنيفهم من قبل زوجاتهم، مشيرًا إلى أن بعض هؤلاء الرجال يلجأون إلى الانتحار لكن الباحثة الاجتماعية مرضية عمر قالت إن النساء أصبحن يطالبن بحقوقهن، نتيجة زيادة وعيهن بتأثير التقدم التكنولوجي، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المسلسلات المدبلجة، لذا فإنهن غالبًا ما يمارسن العنف ضد الرجال.

وتحدث برهان علي عن بعض حالات استخدام العنف ضد الرجال من قبل زوجاتهم وأولادهم، مشيرًا إلى أن أحد الرجال كان يتعرض يوميًا للضرب على يد زوجته وبناته. وقال : "كان هذا الرجل يعمل في البناء، قبل أن يسقط أثناء العمل، ويصاب بعاهة مستديمة، وحينها أصبح عرضة للضرب بالعصي وممسحة الأرض من قبل زوجته وبناته، اللواتي قمن بكسر ساقه".
ولفت إلى حالة عنف مستمرة ضد رجل مسن، فقط لأنه يرفض نقل ملكية عقار الى أفراد أسرته، خشية أن يُطرد من منزله إذا قام بذلك.

ووفقًا لحصيلة المنظمة، أقدم 70 رجلاً على الانتحار في 2016، معظمهم من الشباب (22 من محافظة أربيل و19 من السليمانية و14 من كركوك و9 من دهوك و6 من حلبجة)، لكن "علي" قال إن عدد حالات الانتحار من قبل الرجال يفوق هذا العدد في الواقع وشهد عام 2016 حالات انتحار أثارت الكثير من ردود الفعل، ومنها انتحار تاجر في أربيل، بعد تزايد ديونه، وانتحار رجل يبلغ من العمر 80 عامًا، فضلا عن محاولة صديقين الانتحار معًا، لكن النتيجة كانت مقتل أحدهما وبقاء الآخر، وكذلك حرق رجل دين نفسه في السليمانية، إلى جانب انتحار رجل في أربيل، في أربعينية وفاة زوجته.

وقال رئيس اتحاد رجال كردستان: "وفق معلوماتنا فإن من رجل إلى ثلاث رجال يقتلون كمعدل يومي، بسبب خلافات اجتماعية". وفي صيف العام الماضي، قتل رجلان يبلغان من العمر 50 عامًا و 59 عامًا، في قضاء كويه، على يد مراهق، بالسكين، ما أثار أصداءً واسعة، كما قتل سائق سيارة أجرة، الشهر الماضي، حرقًا، على يد أحد معارفه، البالغ من العمر 15 عامًا، فيما يشير خبراء اجتماع إلى أن الازمة الاقتصادية تمهد غالبًا لحدوث خلافات اجتماعية، قد تصل إلى حد القتل.

 وخلال العام الماضي، قُتل ستة رجال على أيدي أشقائهم، بسبب خلافات اجتماعية، فيما قتل ثلاثة آباء على أيدي أبنائهم. كما سُجل، في محافظتي أربيل والسليمانية، في عام 2016، إقدام رجل على قتل خاله، والعكس صحيح، إضافة إلى حدوث جرائم قتل بين أبناء العمومة.

وأكد اتحاد رجال كردستان مقتل ثمانية رجال على يد زوجاتهم، العام الماضي، مقارنة بستة رجال في 2015. وكان مقتل النقيب راميار عبدالسميع، على يد زوجته، بمساعدة عشيقها، وحرق جثته بعد ذلك في مدينة كويه، هو الأبرز بين تلك الحالات وقالت مرضية عمر: "هذا العدد يعد كبيرًا، لأن المرأة معروفة في مجتمعنا بالإخلاص، وابتعادها عن العنف، ونحن نستغرب هذه الحصيلة".