نساء سوريات

يشهد المجتمع السوري انهيارًا مستمرًا منذ بداية أحداث الأزمة السورية في منتصف شهر مارس/آذار عام 2011، ويدفع النساء والأطفال ثمن تلك الأحداث، وقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير نشرته الثلاثاء، أن نساء سوريات تعرضن للاستغلال الجنسي من رجال محليين يقدمون مساعدات إنسانية باسم منظمات دولية، وأفاد عمال في مجال الإغاثة الإنسانية، أن العملية كانت تتم عن طريق مقايضة المساعدات أو التنقل بمزايا جنسية.

وكانت منظمتان عاملتان في مجال الإغاثة الإنسانية، نبهتا قبل 3 سنوات إلى تلك الانتهاكات، كما كشف تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان العام الماضي، عن أن عمليات مقايضة المساعدات بالجنس لا تزال مستمرة في جنوب سورية، وقالت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إنها "لا تتسامح مطلقا مع الاستغلال، ولم تكن على دراية بأي حالات إساءة معاملة من قِبل المنظمات الشريكة في المنطقة".

قال عمال الإغاثة لـ"بي بي سي"، إن الاستغلال واسع الانتشار لدرجة أن بعض النساء السوريات يرفضن الذهاب إلى مراكز التوزيع لأن الناس سوف يفترضون أنهم عرضوا أجسادهم مقابل المساعدات التي جلبوها إلى ديارهم.

وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان، أجرى تقييما للعنف القائم على نوع الجنس في المنطقة، العام الماضي، وتوصل إلى أن المساعدات الإنسانية يجرى تبادلها مقابل الجنس في مختلف المحافظات في سورية، وسلط التقرير الذي جاء بعنوان "أصوات من سورية 2018"، الضوء على نماذج من النساء والفتيات اللواتي تزوجن مسؤولين لفترة قصيرة من الزمن لتقديم "الخدمات الجنسية" مقابل الحصول على الطعام، موضحا أن الكثير من موزعي المساعدات الإنسانية يطلبون أرقام هواتف النساء والفتيات، ويعرضون إيصالهن لمنازلهن بسيارتهم مقابل الحصول على شيء في المقابل أو يعرضن الحصول على معونات غذائية مقابل زيارتهن في منازلهن وقضاء ليلة معهن، وأضافت أن "النساء والفتيات اللواتي ليس لهن من يحميهن" مثل الأرامل والمطلقات، والنازحات داخليا يعتبرن معرضين بشكل خاص للاستغلال الجنسي"، ومع ذلك فقد تم الإبلاغ عن هذا الاستغلال للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.

وقالت دانييل سبنسر، وهي مستشارة إنسانية تعمل لصالح جمعية خيرية، إنها سمعت عن تلك المزاعم من مجموعة من النساء السوريات في مخيم للاجئين في الأردن في آذار 2015، وأضافت "كانوا يحجبون المساعدات التي تم تسليمها ثم يستخدمون هؤلاء النساء لممارسة الجنس".

وأجرت مجموعة مركزة مع بعض من هؤلاء النسوة اللاتي أخبرنها كيف أن أفرادًا من المجالس المحلية في مناطق مثل درعا والقنيطرة قد عرضوا عليهن المساعدات مقابل ممارسة الجنس.