القاهرة - مصر اليوم
لم تكن "أ. م" تتوقع أن رفضها معاشرة زوجها المدمن على خلفية مشادات كلامية بينهما سيكون سببًا في مقتلها طعنًا بسكين. فجر الثلاثاء الماضي أنهى "أيمن" حياة زوجته، بخمس طعنات في الرقبة والصدر، بعد زواج استمر 8 سنوات أنجبا خلاله طفلين.
"أ. م" الضحية، حاصلة على ليسانس آداب، توفيت والدتها، وعمرها لم يتعدّ الخمس سنوات؛ سارع بعدها والدها بالزواج من سيده أخرى، فانتقلت للعيش مع خالتها، توضح "مروة. ع" إحدى صديقاتها لمصراوي.
قبل 8 سنوات؛ تقدم المتهم لخطبتها، لم تتردد ووافقت عليه، وبعد فترة تعارف "خطوبة" تزوجا، تضيف صديقة الضحية: في البداية كانت حياتهما هادئة، رزقا بطفل يبلغ من العمر خمس سنوات، وطفلة تصغره بسنتين.
بمرور الوقت عرفت المشاكل طريق الأسرة المستقرة، بعدما أدمن الزوج تعاطي المخدرات، تقول صديقة الضحية:" كانت دايما تنصحه يتعالج في أي مصحة، وعايزاه يرجع إنسان طبيعي".
وأوضحت "فاتن ق." صديقة الضحية أن محاولات صديقتها لم تفلح في إثناء زوجها عن تعاطي المخدرات، وتطورت المشاكل بينهما إلى اعتدائه المستمر عليها بالضرب. وعلى الرُغم من ذلك تحملت الزوجة الإهانة والضرب من أجل طفليهما "كانت عايزه تربي عيالها".
قبل أربعة أشهر، فاض الكيل وتركت الزوجة المسكن بعد اعتداء المتهم عليها بالضرب، وانتقلت للعيش في مسكن خالها. انتظرت الأسرة مجيء الزوج، إلا أن ذلك لم يحدث فرفعت الزوجة دعوى قضائية اتهمته فيها بالاعتداء عليها وطالبت بنفقة الطفلين، وصدر فيها حكم بحبس المتهم 6 أشهر، بحسب أحد أقارب الزوجة.
الجمعة قبل الماضي، وبعد علم الزوج بالحكم، توجه إلى منزل خال زوجته، حيث تقيم، وبعد عدة محاولات نجح في اقناعها بالعودة إلى مسكن الزوجية، واعداً أسرتها بحسن معاملتها "ضحك علينا، وخليناها تروح معاه".
عاد الزوج مساء الثلاثاء قبل الماضي (يوم الواقعة) كعادته في حالة سُكرّ، عاتبته الزوجة "أنت مش هتبطل تشرب مخدرات" ونشبت بينهما مشادات كلامية تطورت إلى تشابك بالأيدي، وبعد دقائق أمر المتهم طفليه بدخول غرفتهما للنوم.
عاود الزوج التحدث مع زوجته مبديًا رغبته في معاشرتها جنسياً، رفضت الزوجة وتركته ودخلت المطبخ، استشاط الزوج غضبًا وهرول خلفها موجها لها سيل من السباب والشتائم "أنت على علاقة بشخص غيري"، فصفعته الزوجة على وجهه، فاستل سكينًا وسدد إليها عدة طعنات في الرقبة والصدر حتى سقطت جثة هامدة، بحسب مصدر أمني.
جلس الزوج قليلاً، يفكر في طريقه للهرب لكن بعد الاطمئنان على طفليه، فهداه تفكيره في إيداعهما لدى شقيقه، فأيقظ الطفلين "يلا عشان نتفسح عند عمو"، يقول شقيق المتهم "حضر شقيقي بصحبة طفليه، وأخبرني بأن هناك خلافات مع زوجته وأنه يريد ترك طفليه حتى تهدأ الأوضاع، وفقا لتحقيقات النيابة العامة.
وأضاف شقيق المتهم "بعد دقائق أبلغني شقيقي بقتل زوجته.. أنا قتلت مراتي" وأغلق هاتفه، قبل أن يهرب إلى منطقة نائية بشمال الشرقية.
بإبلاغ اللواء عبد الله خليفة مساعد وزير الداخلية لأمن الشرقية، أمر بتشكيل فريق بحث لضبط المتهم، ونجح الرائد حسين أبو فول، رئيس مباحث القسم في بضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة بسبب خلافات زوجية بينهما.
وأمرت النيابة العامة بعد اكتمال التحقيقات بحبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.