القاهرة-مصر اليوم
تزامن قدوم الليلة التي طال انتظارها مع ليالي شهر رمضان الكريم في العام الماضي، و اعتلى فيها صوت فتاة عشرينية من تلاوة القرآن والتسبيح بحمد الله عن رفع البلاء الذي مَرَّ على والدتها.
و كانت ساعات قليلة تفصلها عن استقبال يومٍ، يحمل معه أملًا بحياة جديدة لوالدتها، تحصل فيه على جلسة الكيماوي الأخيرة لسرطان الثدي، الذي أصابها طيلة عام كامل ، وفي الوقت الذي عمت فيه الفرحة أرجاء منزلها، كانت رانيا عاطف، تستعد إلى إجراء التحاليل والأشعة الطبية، وهنا كانت المفاجأة، حيث أثبتت إصابتها وراثيًا بذات المرض الخبيث.
لم تدم سعادة الأم المتعافية بشفائها طويلًا ، فسرعان ما تبدلت الفرحة إلى حزن وبكاء شديد، حينما علمت بإصابة ابنتها بالمرض ذاته قائلةً " أنا السبب" ، لكن الأمر لم يكن مفاجئًا بالنسبة لـ"رانيا"، فأعراض المرض كانت تشعر بها، لكنها رفضت الحديث عن شيء خلال فترة مرض والدتها موضحةً "كنت حاسة إن في ورم صغير داخل صدري، بس كنت خايفة أروح أكشف"
قطعت رانيا عام كام مع والدتها مرت خلاله بلحظات قاسية لم تستطع نسيانها، كان أصعبها صرخات والدتها المتتالية من شدة الآلام قائلةً "مكنتش بعرف أعمل لها حاجة"، و المشهد ذاته ربما يتكرر مع الفتاة العشرينية، لكنه لم يخل من بعض التغيرات في طبيعة المرض، موضحةً أن حجم الورم لدى والدتها كان صغيرًا، وهو ما دفعها إلى إجراء العملية في البداية قبل حصولها على جلسات الكيماوي، التي ستبدأ بها رانيا أولًا، نظرًا لحجم الورم الكبير.
و يتزايد القلق يومًا بعد يوم داخل رانيا ، كلما اقترب موعد جلسات الكيماوي، ليس من الآلام التي تمر بجسدها، لكنه خوف من تساقط شعرها شيئًا فشيئًا، لتسير على خطى والدتها التي قصت شعرها محتفظة به داخل كيس بلاستيكي و تابعت حديثها "أنا كمان قررت هعمل كدا، وهقصه قبل ما أبدأ الجلسات، وواخداها تحدي، ومفيش حاجة هتكسرني".
و تلقت رانيا مساندة قوية من والدتها المتعافية، التي كانت كفيلة عن وجود أي شخص أخر يقرر أن يتركها في منتصف الطريق، وهو ما وجدته الفتاة العشرينية، حينما انسحب خطيبها من حياتها، بعدما تأكد من وجود المرض الخبيث موضحةً "فضل 5 أيام ميكلمنيش، خليت بابا يبعت له كل حاجته، وأنا اللي سبته".
تفصل أيام قليلة رانيا عن بدء أولى جلسات الكيماوي ، تتخذ من والدتها مرآة، ترى فيها نفسها و أضافت "دايمًا بتقول لي شوفي أنا كنت فين وبقيت فين".
و قررت الفتاة العشرينية بإرادة قوية مواجهة مرضها الخبيث من دون خوف معلنةً "هقاومه ومش خايفة وأنا اللي لازم أنتصر عليه".