القاهرة - مصر اليوم
ظهرت معالم الأنوثة على "فاطمة" مبكرًا، وبدأت عيون شباب القرية تلاحقها وتتفحصها في جيئتها وذهابها، كانت الفتاة ذات الثمانية عشر ربيعًا تلاحظ ذلك وتذهب لتخبر أمها، وبدلًا من أن تقوم الأخيرة بدورها في تقويمها بهذه السن الحرجة، كانت تشجعها على إبراز مفاتنها طمعًا في الاستفادة من جمالها.
باتت فاطمة مطمعًا للكثيرين، شجعهم على ذلك ما وجدوه من سهولة في الوصول إليها بمباركة من أمها والتي تسبقها سمعتها السيئة، وتوطدت العلاقة بين الابنة و"بسام" سائق الـ"توك توك"، حتى سقطت في الخطيئة معه، تحت مسمع ومرأى الأم "صفاء" التي انشغلت بما يغدقه عليها عشيق ابنتها من هدايا وعطايا.
كانت الأمور تسير على هوى الأطراف الثلاثة، انشغلت فاطمة وبسام بعشقهما الممنوع، وانشغلت الأم بما تجنيه من وراء هذه العلاقة التي باعت خلالها ابنتها بثمن بخس، وزاد همس أبناء القرية حول هذه العلاقة المحرمة حتى جاءت اللحظة التي علم فيها الأب بما يحدث داخل أسرته فقرر التضييق على زوجته وابنته وإحكام الرقابة عليهما.
ضاقت الأم والابنة ذرعًا من تضييق الأب وزيادة رقابته عليهما فلم تستطع فاطمة نسيان لحظات العشق والهوى، ولم ترض الأم بانقطاع مكاسبها، وبينما تبحثان عن حل وسوس لهما الشيطان بالتخلص من الأب ليخلو لهما الجو فيما يفعلانه.
"اتفقت مع أمي وباسم إننا نتخلص منه، جبت عتلة حديد، وبسام جاب عصاية واستنناه في مدخل القرية وهو رايح الشغل الصبح ضربناه لغاية ما مات، ورمينا الأدوات في الترعة".. روت فاطمة تفاصيل جريمتها البشعة لتكشف غموض مقتل والدها.
ترجع الواقعة إلى بلاغ لمركز شرطة إيتاي البارود، السبت، من المستشفى العام بوصول "قطب. ا. ز" 54 عامًا، ومقيم قرية محلة عبيد، دائرة المركز جثة هامدة، إثر إصابته بجروح متعددة بالرأس، واشتباه نزيف بالمخ، وكسر بعظام الجمجمة، ونزيف بالأنف والأذن اليمنى.
بسؤال نجله "محمود" 25 عامًا- فلاح ومقيم بذات الناحية، قرر بخروج والده من المنزل صباحًا في طريقه لعمله، عقب ذلك أبلغه بعض الأهالي بوجوده مصابًا بالطريق بمدخل القرية.
أسفرت جهود فريق البحث إلى أن مرتكبي الواقعة كل من: "بسام. م. ب" 34 عامًا، سائق "توك توك"، و"صفاء.ف.ز" 44 عامًا - ربة منزل، زوجة المجني عليه، و"فاطمة.ق.ا" 18 عامًا- ربة منزل، نجلة المجني عليه، وجميعهم مقيمين بذات الناحية.
تم توقيف جميع المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة، لوجود علاقة غير شرعية بين الأول والثالثة بعلم والدتها "الثانية"، وسوء سلوك وسمعة الأخيرتين، ونظرًا لعلم المجني عليه بهذه العلاقة، عقدوا العزم وبيتوا النية على التخلص منه بعدة محاولات، باءت بالفشل، وبتاريخ الواقعة أعد الأول "عصا" وأعدت الثالثة "عتله حديدية" وتربصا به بمدخل القرية، بتحريض من الثانية، حال توجهه لعمله، وتعديا عليه بالضرب محدثين إصابته التي أودت بحياته، وتخلص المتهمان من الأدوات المستخدمة بإلقائها بإحدى المجاري المائية، وتحرر المحضر اللازم، وجار العرض على النيابة العامة.