القاهرة - مصر اليوم
اعتلت هيئة المحكمة منصة القضاء لنظر قضية إيمان في بداية الجلسة، بدأت النيابة تلاوة أمر الإحالة والاتهامات الموجهة لإيمان حيث ارتكبت جريمة السرقة المقترنة بالقتل.
وواجه رئيس المحكمة إيمان بقائمة الاتهامات الموجهة إليها، والتي كان أبرزها السرقة المقترنة بالقتل، المثير في الأمر أنَّ زوج المتهمة لم يرغمها على الجريمة، وإنَّما كان يشكى لها متاعبه في العمل والأزمة المالية التي يتعرض لها فقط، فتطوعت لحل مشاكله بطريقتها الخاصة، كانت الدموع تملئ عينيها تنظر في كل مكان حولها وكأنها تبحث عن شئ ما، شردت بخيالها بعيدًا ولم يعيدها إلى وعيها سوي صوت حاجب المحكمة وهو يقول "محكمة" معلنًا دخول القضاة وبدء الجلسة.
أزمة مالية طاحنة
وصمتت إيمان للحظات، بكت، ثم صرخت بصوت عالي قائلة" نعم سرقت وقتلت، أعلم جيدًا أن المجني عليها ليس لها ذنب في أي شيء، أكرمتني وكانت تعاملني بمنتهى الرقة لكنني طعنتها في ظهرها حتى أقوم بالاستيلاء على أموالها ومصوغاتها من أجل عيون زوجي الذي كان يمر بضائقة مالية، لم يكن في استطاعتي تجهيز هذا المبلغ لزوجي، قضينا أيام كئيبة وحزينة ونحن نبحث عن مخرج لهذا المأزق الذي وضعتنا فيه الظروف الصعبة، وبعد تفكير عميق أقترح زوجي أن اقترض مبلغ مالي من السيدة التي أعمل لديها كخادمة، لجأت إليها لمساعدة زوجي الحبيب، ذهبت إليها في اليوم التالي كعادتي لأمارس مهام عملي لديها بترتيب المنزل، كان يبدو علي قسمات وجهي القلق والترقب، ولاحظت السيدة "صافيناز" هذا الأمر وسألتني أكثر من مرة ماذا بك؟، بعد أن انتهيت من عملي طلبت أن أتحدث معها في موضوع هام رحبت السيدة بالتحدث معي، وبالفعل تجرأت وأخذت أحكى لها عن الضائقة التي يمر بها زوجي، كما أن حياتنا سُتدمر إذا لم يدفع زوجي المبلغ المطلوب منه.
وتواصل إيمان كلامها قائلة" دمعت عين السيدة صافيناز ورق حالها لكلامي، ولم تمر سوى دقائق معدودة، بعدها وجدتها تذهب لغرفتها وتعود ببضعة آلاف من الجنيهات ومنحتهم لي، وشكرتها بشدة لكن المسألة كانت أكبر من ذلك بكثير فالمبلغ الذي منحتني إياه لم يكن كافيًا، لم استطع التحدث معها واكتفيت بالصمت بديلًا، أخذت النقود وخرجت من منزلها وأنا أفكر في طريقة لتدبر باقي المبلغ قررت الرجوع إلى سيدتي مره أخرى لكي أصارحها بالمبلغ المطلوب مؤكدة لها أن ما حصلت عليه ليس كافيًا، صمتت قليلًا ثم وجدتها تضحك بسخرية معلنة رفضها منح أي مبالغ إضافية.
جزاء المعروف
وتستطرد إيمان كلامها قائلًا" شعرت بالإهانة من الطريقة التي حدثتني بها، وبدأ الشيطان يلعب برأسي بأن انتقم منها وأحصل على ما أريد، أوهمتها إنني أعاني من بعض التعب وسأذهب لعمل مشروب ساخن، دلفت إلى المطبخ، أحضرت مفتاح «الأنبوبة» وعاجلتها بعدة ضربات قاتلة على رأسها وقطع شرايين يدها محدثة ما بها من إصابات حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وهى تقول لي، لماذا فعلت بي هكذا؟! تركتها وهى جثه هامدة بعدها دخلت غرفة نومها واستوليت على بعض المشغولات الذهبية وعدة آلاف من الجنيهات وفررت هاربة.
جثة صافيناز
على الجانب الأخر تلقى قسم شرطة أول مدينة نصر، بلاغًا من أحد الأشخاص يفيد بالعثور على جثة شقيقته مقتولة داخل شقتها وبها العديد من الإصابات الظاهرية، انتقل رجال المباحث على الفور لمسرح الجريمة، وتبين من الفحص أن الجثة لـسيدة تدعى "صافيناز.خ.أ"، مصابة بجروح قطعية بأنحاء متفرقة بالجسد، ما أدى لوفاتها، وتبين وجود بعثرة في محتويات الشقة وسرقة بعض المشغولات الذهبية والأموال، وأضاف مقدم البلاغ أن شقيقته كانت تقيم بمفردها في الشقة وليس لها أي عداوة مع أي شخص.
وتم تشكيل فريق بحث جنائي على أعلى مستوى لكشف ملابسات الحادث المثير، وتوصلت جهود البحث أن وراء ارتكاب الواقعة سيدة تدعى "إيمان.م.م" 35 سنة، تعمل خادمة طرف المجني عليها، ومقيمة بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر، فتم استدعائها وضبطها، وبتضييق الخناق عليها ومواجهتها بالأدلة والبراهين، اعترفت بارتكابها الواقعة نظراً لعلمها بثراء المجني عليها وكونها تقيم بمفردها، مؤكدة أن أسرتها كانت تمر بأزمة مالية طاحنة دفعتها لقتلها وسرقتها.
وأضافت المتهمة أنها استولت على ما بحوزتها من مبالغ مالية ومشغولات ذهبية ولاذت بالفرار، وتخلصت من أداة الجريمة بإلقائها بإحدى مقالب القمامة، حيث أرشدت عن مكان المسروقات والملابس التي كانت ترتديها وقت ارتكاب الواقعة.
وتم تحرير محضر بالواقعة تضمنت سطوره تفاصيل القضية، حيث تمت إحالتها لنيابة أول مدينة نصر التي أمرت بإحالة الخادمة لمحكمة الجنايات بتهمة السرقة المقترنة بالقتل.