محاكم الأسرة

تعج محاكم الأسرة بالقضايا الأسرية المريرة التي تستحق الفصل والخلع لأسباب منها سوء أخلاق ومعاملة بعض الأزواج وتعمدهم إهانة وخيانة زوجاتهن باستمرار..

فعلي الرغم من ذلك توجد قضايا أخرى داخل أروقة المحكمة تبدو لأسباب تافهة وبسيطة، إلا أنها كانت بالنسبة لأصحابها بمثابة المعوقات الضخمة والمشكلات غير المحتملة بما يكفي لاستمرار الحياة، ففي واقعة مثيرة وطريفة تقدمت سيدة في نهاية عقدها الثاني بدعوى خلع من زوجها لأنه لا يستطيع مغازلتها بالكلام المعسول، وتعاني من الفراغ العاطفي فهو من أبسط حقوقها الزوجية قائلة "دا مبيعرفش يبوس، سيادة القاضي لعلي ما أقوله لكم يتهمني البعض بالتمرد والدلع، ولكن هذه حقيقة فأنا كأي زوجة لها واجباتها في التمتع بحياتها مع زوجها بالحلال كيفما شاءت، ولكن زوجي غير متفهم وأناني ولا يعلم شي عن رومانسية الزواج ويفقدني الحنان فكل همه الاهتمام بعمله وجمع المال الذي يسيطر على معظم وقته".

واستكملت "مر على زواجنا ما يقرب من العامين، وعلى مدار تلك الفترة اكتشفت خيبة أملي في شريك حياتي فهو لا يقدر مشاعري وأحاسيسي، كنت أظن في البداية بمثابة فترة خجل وكسوف وستمر بمجرد تعودنا على بعضنا بمرور الأيام، ولكنها ظلت ساكنة كالصخر لم يتغير شيء، تجمعنا لحظات لأداء الوجبات الزوجية لم يسعدني زوجي ويغمرني بحنانه في الاستمتاع بها فما هي سوي لحظات معدودة وينتهي الأمر".

وتابعت الزوجة: "صارحته بالأمر بأننا أزواج ويجب الاستمتاع بحياتنا الزوجية كأي زوجين في تبادل الأحضان والقبلات وغيرها من المتعة والواجبات الزوجية الهامة بالنسبة لي، ولكن لا حياة لمن تنادي بقى حاله كما هو عليه"، وصرخت: "زوجي حقا بارد وعديم الإحساس وشعرت معه باليأس وسواد الحياة.. فالحياة بالنسبة له جمع الأموال، وطالبته منه الطلاق نهرني وشتمني واتهمني التمرد وسوء الخلق.. ولهذا لجأت إلى المحكمة للتخلص منه، لأنني أخاف ألا أُقيم حدود الله في التمتع بحياتي الزوجية كما اتمنى".