القاهرة-مصر اليوم
جلست طبيبة ثلاثينية على أحد المقاعد الخشبية داخل محكمة الأسرة في زنانيري، تنتظر بدء جلسة دعوى الخلع التي أقامتها ضد زوجها بعدما خانها وتزوج من غيرها دون علمها، تتذكر ما كانت تعانيه من أجل الحفاظ على بيتها، وتسأل نفسها ما الذنب الذي اقترفته كي تكون نهاية حبها وتضحيتها من أجل زوجها داخل أروقة محكمة الأسرة.
وتقول الزوجة المكلومة: "تعرفت على محمد عقب التحاقي بكلية الطب، ونشأت بيننا قصة حب شهد لها الجميع، ثم تقدم لخطبتي إلا أن أسرتي رفضته لأنه ما زال طالبا وليس لديه وظيفة يستطيع من خلالها الإنفاق عليّ بعد الزواج، إلا أنني وقفت بجانبه إلى أن انتهى من دراسته وفتح عيادة خاصة به، حينها قررت التقدم لخطبتي مرة أخرى إلا أن رفضته للمرة الثانية وهنا تحديت الجميع من أجله، فأنا أصبحت لا أستطيع العيش بدونه، فوقفت أمام أسرتي حتى أجبرتهم بالموافقة على زواجنا، ومرت الشهور الأولى في حب وسعادة لم أشعر بها من أجل بعدما حققت حلمي بالزواج من الشخص الذي طالما تمنيته كثيرًا، إلا أن تلك السعادة لم تدم طويلًا فقد تحول زوجي لشخص آخر".
وتابعت الطبيبة الثلاثينية "مع مرور الأيام بدأت أشعر بالوحدة على الرغم من أن الجميع، وبعد شهرين من العزلة التي اختارها زوجي وقرر بها الابتعاد عني خرج عن صمته وأخبرني بأنه يريد الزواج من أخرى وقع الخبر عليّ كالصاعقة ومرت سنين الجامعة التي قضيتها معه أمام عيني كأنه شريط سينمائي". وتذكرت كيف كان يرسم لي الأحلام والجنة التي كنت أعيش فيها منذ أن تعرفت عليه، إلا أنني تماسكت وسألته عن السبب الذي دفعه لاتخاذ تلك القرار، ومن التي حبها وفضلها عني بعد قصة حبنا التي استمرت لسنوات لم أتخلّ خلالهم عنه، وكيف تعرف عليها وهو حابسًا لنفسه بين جدران غرفة النوم، ولم يخرج من المنزل منذ أكثر من شهرين، فكانت إجابته علّ صادمة، حيث أخبرني بأنه يريد الزواج من جنية وليست إنسانة، وهو من قام بتحضيرها بعد قراءة كتب عن السحر والشعوذة، وأنها اشترطت عليه إما أن يطلقني أو أن أعيش معه دون الحصول على حقوقي الزوجية وطالبني بالاختيار بين الأمرين، خرجت من الغرفة وتركته بمفرده على أمل أن يعود إلى رشده فهو لم يكن شخصا جاهلا أو غير واع بما يفعله".
واختتمت الزوجة حديثها "بعد لم أجد أمامي حلًا سوى اللجوء لأحد المشايخ ليناقشه في الأمر فما كان منه إلا أن تعدى عليّ بالضرب، وما أن أخبرته بأنني حامل حتى يقف عن تعديه عليّ فما كان منه إلا أن زاد في جبروته حتى فقدت جنيني، حينها لم أجد أمامي سوى اللجوء لمحكمة الأسرة وإقامة دعوى خلع ضده، بعدما أصبحت الحياة معه مستحيلة".