القاهرة ـ مصر اليوم
احتفلت أسرتا "عيسى" الطبيب الصيدلي، و"مروة" بزفافهما في الكنيسة، في صيف 2002 ، رقصا سويًا على أنغام المزامير حتى الصباح في أحد النوادي النيلية، وزفّهما الأهل والأصدقاء إلى منزلهما في بولاق الدكرور، كانت "مروة" تصبو لتأسيس منزل سعيد قوامه الحب والدفء والثقة المتبادلة، بينما كان "عيسى" في وادٍ آخر بعلاقاته النسائية المتشعبة، واستمر حاله فلم يجد وسيلة للاستمرار في غيّه وشهواته، إلا التخلص من زوجته بعد زواج دام 16 عاما، وأثمر عن 3 أبناء، فأطلق صوبها عيارا ناريا وأرداها قتيلة.
وتنظر محكمة أمام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد علاء الدين عباس، أوراق القضية التي يحاكم فيها المتهم، لتستمع له المحكمة وتحاكمه بحضور محاميه وممثل عن النيابة العامة، لتصدر حكمها ضده.
الساعة تُشير الى الثانية من صباح 11 سبتمبر 2018، أنت الآن أمام العقار رقم 5 بشارع محمد عبدالهادي المتفرع من ترعة عبدالعال ببولاق الدكرور، هنا يسكن عيسى ومروة وأولادهما "أليس" و"لندا" و"برسوم"، سمع الأولاد الثلاثة تلاسنا بين الوالدين داخل غرفة نومهما انتهى بصوت طلقة نارية، كانت كفيلة بإنهاء الحوار بينهما إلى الأبد.
أقرأ أيضًا: مراهقة تدخل في 5 علاقات جنسية "مُحرَّمة" حِفاظًا على "زوجها "
بالعودة شهورا قليلة إلى الوراء، تجد أنّ "عيسى" يمتلك صيدلية قرب منزله، ملحقًا بها غرفة "معمل"، لكنّ عيسى استغلها لإقامة علاقات جنسية مع نسوة ساقطات كان يستقطبهن، وتكرر الأمر أكثر من مرة، وجاء اليوم المحوري في حياته، حين بدأت زوجته "مروة" تشك في تصرفاته، وباغتته بزيارة إلى الصيدلية وضبطته متلبسا مع ساقطة، وتكرر ذلك حيث ضبطته نجلته "أليس" مع ساقطة أخرى، وبدأت الخلافات تزيد وتتسع الفجوة في الأسرة الصغيرة، فيما لم يحاول الأب العائل لم الشمل، بل استمر في طريقه حتى جاء يوم الواقعة.
التحريات والتحقيقات ذكرت أنّ المتهم تحيّن فرصة للانفراد بالمجني عليها بعد استمرار الخلافات بينهما، وأعدّ مخططه واستل سلاحه المُذخر بطلقات قاتلة، وصوّبه تجاهها وأطلق رصاصة عيار 9 مللي قاصدا قتلها، فلفظت أنفاسها الأخيرة وحاول الهرب، إلا أنّ قوة من قسم شرطة بولاق الدكرور، ألقت القبض عليه صباح يوم 13 سبتمبر.
بحسب شهادات الشهود التي جاءت في قائمة أدلة الثبوت، فإنّ نجلة المتهم والمجني عليها "أليس"، قالت إنّ علاقة والديها سيئة بسبب إقامة والدها علاقات غير شرعية مع السيدات منذ 3 سنوات، وأضافت أنّها استيقظت يوم الواقعة على دوي إطلاق الرصاص داخل غرفة والديها، فأسرعت إلى هناك ووجدت والدها ممسكا بالسلاح، وقال: "هي خلتني أعمل كده، أنا هحط المسدس في إيدها وكأن هي اللي ضربت نفسها"، تقول الفتاة: "أوهمت والدي بالموافقة، وغافلته واتجهت إلى خالي جرجس وأبلغته بالواقعة".
"ولاء" صديقة المجني عليها، قالت إنّها كانت تتحدث هاتفيا مع المجني عليها عشية يوم الواقعة، وشكت لها سوء سلوك زوجها، وأخبرتها بأنّها حصلت على صورة من محادثة له مع إحدى الساقطات، تقول "ولاء" في التحقيقات: "كنّا نتحدث هاتفيا، وأخبرتني مروة أنّ زوجها على علاقة بنساء ساقطات واعتاد ضربها، وفي أثناء المحادثة دخل زوجها عيسى وسبّها وهددها بالقتل، ثم أوصتني خيرا بأبنائها إنّ أصابها مكروه، وعلمت بوفاتها في اليوم التالي".
ملاحظات النيابة العامة في الواقعة أوضحت عدة نقاط، الأولى أنّ المتهم أقر بإزهاق روح زوجته وبملكيته للسلاح المستخدم في الواقعة، وسلاحين آخرين وأقراص مخدرة عُثر عليها في منزله، فضلا عن إقراره بقتل المجني عليها في جلسة تجديد حبسه يوم 16 سبتمبر 2018.
كما استمعت النيابة لأقوال "لندا" و"برسوم"، إذ أكدت الأولى أنّها كانت مع والدتها المجني عليها حين ضبطتا والدها برفقة إحدى الساقطات في معمل الصيدلية، كما رأته مرة أخرى بمفردها، بينما روى "برسوم" ما حدث يوم الواقعة.
ملف القضية الذي يضم تحقيقات النيابة العامة، وتحريات المباحث، وأقوال المتهم والشهود، تنظرها محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد علاء الدين عباس، لتصدر حكمها العادل في القضية.
قد يهمك أيضًا :
بائع يقتل شقيقه بعد اغتصابه لزوجته في الدرب الأحمر
شاب ينتحر بسبب رفض أهله خطوبته على حبيبته في دار السلام